يبدو أن الحزب الديمقراطى الأمريكى على موعد من صدمة جديدة، فبعد 4 جلسات للاستماع للشهود فى قضيةعزل الرئيس دونالد ترامب، قادها أعضاء الحزب داخل الكونجرس فى محاولة للتأثير على فرص ترامب فى الانتخابات المرتقبة 2020، فوجئ الحزب بظهور دليل جديد على تزوير مستندات لتحريك ملف التحقيقات الأولى التى استهدفت ترامب فى بداية ولايته تحت مزاعم التدخل الروسى.
الصدمة التى ألمت بالديمقراطيين كشفت تفاصيلها شبكة سى إن إن الأمريكية فى تقرير لها الجمعة، مشيرة إلى أن محاميًا سابقًا فى مكتب التحقيقات الفيدرالى (FBI) للتحقيق الجنائى بعد تغيير مزعوم لوثيقة تتعلق بمراقبة مستشار حملة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لعام 2016، وفقًا لما صرح به بعد الاشخاص المطلعين بالأمر إلى شبكة "سى إن إن" الأمريكية.
وبحسب الشبكة الأمريكية، فإن إجراء التغيير فى الوثيقة وتغيير محتواها قد يؤدى إلى إثارة اتهامات من الرئيس الامريكى دونالد ترامب ومؤيديه بأن مكتب التحقيقات الفيدرالى ارتكب مخالفات بشأن العلاقة بين التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية وحملة ترامب.
ومن المتوقع، أن تكون النتيجة جزءًا من تقرير مراجعة المفتش العام لوزارة العدل مايكل هورويتز المقرر صدوره الشهر المقبل لجهود مكتب التحقيقات الفيدرالى فى الحصول على أوامر بموجب قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية على كارتر بيج، وهو مساعد سابق لحملة ترامب.
وسلم هورويتز أدلة على الوثيقة التى تم تغييرها إلى المدعى الفيدرالى جون دورهام، الذى تم تعيينه لإجراء تحقيق واسع فى المعلومات الاستخباراتية التى جمعتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وغيرها من وكالات التحقيق، ومن ضمنهم مكتب التحقيقات الفيدرالي.
ووفقًا للتقرير لم تتأثر وكالات الاستخبارات الأمريكية ووزارة العدل بالنتائج التى توصلت إليها بأن روسيا تدخلت فى انتخابات عام 2016.
وأكد كبار المسئولين السابقين فى حملة ترامب على ما توصل إليه المحامى روبرت مولر من أن الحملة خططت لبعض استراتيجيتها حول الاختراق الروسى، وكان لهم اتصالات متعددة مع الأفراد المرتبطين بالكرملين فى عام 2016.
ولم يجرى تقديم أى اتهامات يمكن أن تعكس الوضع علنًا فى المحكمة. ورفضت وزارة العدل ومكتب المفتش العام التعليق.
وبحسب شبكة الـ"سى إن إن"، فمن المتوقع أن ينشر هورويتز تقريره فى 9 ديسمبر ويدلى بشهادته أمام اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ بعدها بيومين.
وفى السياق نفسه، انتقد المحقق الداخلى المستقل عدة تقارير لكبار أعضاء مكتب التحقيقات الفيدرالى بسبب تصرفاتهم التى أدت إلى التحقيقات بشأن روسيا، وذكرت التقارير عدة مواقف من ضمنها سرد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى السابق جيمس كومى فى مذكراته الشخصية حول اجتماعات مع الرئيس والرسائل النصية التى تهاجم ترامب.
واكتشاف أخطاء من هورويتز قد يزيد من انتقادات الجمهوريين ومؤامراتهم بشأن استهداف المحققين لشركاء ترامب. ويمكن أن يوفر لهم أيضًا دفعة سياسية فى الوقت أدى فيه تحقيق الديمقراطيين فى عزل ترامب إلى أضرار سياسية له.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، سى إن إن وغيرها من وسائل الإعلام، أن تحقيق دورهام أصبح تحقيقًا جنائيًا.
وفى أكتوبر الماضى أعلن الرئيس الأمريكى، أنه يدرس التقدم بدعوى قضائية ضد تحقيق المستشار الخاص روبرت مولر بشأن التدخل الروسى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية وتواطئ ترامب المحتمل، متهمًا مولر بمعاملته ومساعديه بشكل غير عادل.
وقال ترامب، خلال مؤتمر صحفى مع نظيره الفنلندى ساولى نينيستو فى ذلك الحين، إنه كان يحقق فى الأمر بشكل شخصى عن طريق محاميه الخاص رودى جوليانى وبعض المحامين الآخرين فى الفساد بشأن انتخابات 2016، مشيرًا أنه بدأ التحقيق لوجود احتمالية أن يتقدم بعدد من الدعاوى القضائية ضد كثيرٍ من الاشخاص المتورطين بالأمر.
وأضاف ترامب: "لقد كنت أدرس ذلك (التحقيق) بتمعن وقوة لفترة طويلة من الوقت، كيف ولماذا بدأ، لم يكن ينبغى أن يحدث ذلك لأى رئيس أبدًا، لكننى كنت أتكلم عن التحقيق من نقطة رفع دعوى قضائية كبيرة وأتكلم عن ذلك منذ مدة طويلة".
ولفتت الصحيفة، إلى أن ترامب يتهم مولر منذ مدة طويلة بالتحيز وسوء السلوك السياسى خلال التحقيق الذى استمر نحو عامين فى التدخل الروسى المحتمل فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، وعرقلة القضاء الأمريكى من قبل بعض مسئولى إدارة ترامب والمساعدين فى حملته الانتخابية.