يعد تيد ترنر من الأسماء البارزة فى الولايات المتحدة، فهو رائد فى مجال البث التلفزيونى الأمريكى وبنى أمبراطورية إعلامية تضمنت العديد من القنوات التلفزيونية التى أسسها، وفى مقدمتهاCNN.
ولا تقتصر شهرة ترنر، الذى احتفل بعيد ميلاده الحادى والثمانين الأسبوع الماضى، على إمبراطوريته الإعلامية فقط، بل يُعرف عنه القيام بالكثير من الأعمال الخيرية إلى جانب دفاعه عن قضايا البيئة. وفى سبتمبر الماضى، أذاعت شبكة "سى إن إن" فيلما وثائقيا عن ترنر بعنوان "فارس الكوكب"، وهو اسم مستوحى فى سلسلة رسوم متحركة شهيرة فى الولايات المتحدة كان قد شارك فى تأسيسها وكتابة حلقتها، والتى كانت تركز على نشطاء البيئة للمراهقين.
ولدر ترنز فى 19 نوفمبر 1938 فى مدينى سينسناتى بولاية أوهايو. درس بجامعة براون وفى عام 1963 وبعد انتحار والده، تولى إدارة أعمال العائلة المتمثلة فى شركة ترنر للإعلان".
وقام بقلب الشركة رأسا على عقب وأعاد تسميتهابمجموعة ترنر للإعلام، واشترى محطتين مستقلتين فى أتلانتا وتشارلوت، وأيضا فى نورث كارولينا وأسماهماWTCG، وWRET، على اسمه واسم شركته.
وبعد ست سنوات، أصبحت ترنز لأنظمة البث أول محطة كبرى فى الولايات المتحدة تستخدم تكنولوجيا القمر الصناعى لحمل إشارتها فى شتى أنحاء البلاد. وفى الأول من يونيو 1980، أطلق ترنر قناةCNNلتصبح أول شبكة كابل إخبارية تبث على مدار الساعة.
وفيما يتعلق بمجال البيئة، أسس تيد فى عام 1990 مؤسسة ترنر ذات رؤية تقوم على الحفاظ على الفكر البيئى ونقله عبر العالم، لتختاره مجلة تايم رجل العام فى عام 1991، واستمر مدافعا عن قضايا البيئة إلى جانب الاهتمام الكبير بالعمل الخيرى، حتى أنه فى أغسطس عام 2010 أصبح من بين 40 مليارديرا تعهدوا بتقديم نصف ثرواتهم للعمل الخيرى فى إطار حملة تحت عنوان "تعهد المنح"..
وفى الوثائقى الذى أذاعته "سى إن إن" إن تيد ترنر قبل شهرين، تحدث عدد من الشخصيات البارزة من بينهم ال جور وجين فوندا التى كانت زوجته لعدة سنوات وبل جيتس، وتحدث ترنر نفسه عن كيف كان حلم الطفولة الخاصة به يتعلق بالبيئة.
وقال إنه عندما كان صبيا صغيرا، نحو 10 سنوات، قرأ مجلة ناشيونال جيوجرافيك وكان بها مقالا عن ثور البيسون الأمريكى وكيف أنها تقترب من الإنقراض، فقرر وقتها أن يفعل ما بوسعى للحفاظ عليها.
ويمتلك تيرنر الآن 16 مزرعة فى الولايات المتحدة تغطى حوالى 2 مليون فدان، أى ما يعادل عشرة أضعاف مدينة نيويورك، مما يجعله ثانى أكبر مالك للأراضى فى أمريكا الشمالية. وفى الوثائقى، تحدث جيتس عن أن التبرع الذى قدمه ترنر للأمم المتحدة ، تبرع بماليار دولار فى عام 1997،كان غير مسبوق فى العمل الخيرى، وساعد على إلهام مبادرة تعهد المنح.
وعلى الرغم من تشخيص إصابته بأحد أمراض فقدان الذاكرة، إلا أن ترنر قال إنه لا يزال ملتزما بقضية المناخ، وقال إنه قضية حياة أو موت بالنسبة له لأن لدينا مناخ واحد فقط ومن الأفضل أن نهتم به.