عندما يكون التفكير خارج الصندوق ووضع خطط للنجاح بطرق علمية وقتها نستطيع أن نجنى ثمار ذلك على أرض الواقع ، هذا ما فعله صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي برئاسة غادة والى وزيرة التضامن ، رئيس مجلس إدارة الصندوق ، مع مرضى الإدمان وكيفية توفير برامج علاجية وفقا للمعايير الدولية من خلال 23 مركزا متخصص فى 14 محافظة حتى الآن .
بعد سنوات من الضياع والسقوط فى براثن الأدمان ، بسبب أصدقاء السوء أو السقوط فى تلك التجربة تحت تأثير الفضول ، نجد هناك من يحاول الخروج من تلك الدوامة عن طريق اللجوء الى المراكز الخاصة أو طلب النصيحة من الخط الساخن لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي "16023" ، وعلى الرغم من مرحلة العلاج يقابلها فى بعض الأحيان العديد من العثرات ، حيث يظن البعض أن ما يتردد حول علاجهم بالمجان عن طريق صندوق مكافحة وعلاج المخدرات كلام في كلام حتى شاهدوا ذلك بأنفسهم بل تعدى الأمر الى توفير مشروعات صغيرة للمتعافين لأول مرة في إطار العمل على إعادة دمجهم في المجتمع وتأهيلهم اقتصاديا .
"محمد مهدى " أحد المتعافين من تعاطى المخدرات منذ 3 سنوات و10 أشهر بعد اجتيازه رحلة العلاج ، بعد رحلة تعاطى ظل بدأت من سن 16 عاما ولمدة 10 سنوات حتى تعرض لخسائر مادية وصحية بعد وفاة والدته وبالرغم من أنه علم بالخط الساخن لعلاج مرضى الإدمان "16023" ،وأن العلاج بالمجان وفى سرية تامة ،الا انه ظن فى البداية أن الامر ما هو الا كلام على عكس الحقيقة حتى قام بنفسه بالاتصال برقم الخاط الساخن "16023" ، والتوجه الى المركز العلاج المتخصص ومقابلة الاخصائيين لمتابعة حالته وحجزة داخل المركز لتلقى العلاج وفقا لأحد المعايير الدولية.
"محمد " أكد أن ما وجده من متابعة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان من العمل على تأهليه وإعادة دمجه في المجتمع بعد رحلة العلاج وتوفير قرض له لأإشاء مشروع صغير ومتابعته حتى الآن ، شىء لا يصدق قائلا :" عمرى ما كنت أصدق أن فيه حاجه كده وعلاج والحكومة بتعالج مرضى الإدمان بالمجان وبتساهم فى إنشاء مشروع كمان ، موضحا أن مشروعه عبارة عن محل ، "بلاى ستيشن " قائلا :" الحمد لله انا خاطب حاليا ولو رجع بيا الزمن مش كنت أصدق ان هناك علاج بالمجان وفى سرية تامة " .
حالة "محمد مهدى" تكررت مع الالاف من المرضى الذين تلقوا الخدمات العلاجية من خلال الخط الساخن لصندوق مكافحة وعلاج الادمان والتعاطي وفقا للمعايير الدولية بجانب أيضا انشاء العديد من المشروعات للكثير من المتعافين في إطار مبادرة " بداية جديدة " لإعادة دمج المتعافين في المجتمع وتمكينهم اقتصاديا .
وقالت غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعي ، رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، أن عدد الحالات التي استفادت من خدمات الخط الساخن رقم " 16023 "لعلاج الإدمان علي مستوي الجمهورية ما يقرب من 80 ألف و400 مريض خلال 9 أشهر الأولي من عام 2019 ، وقد تم علاج 20% من إجمالي هؤلاء المرضي من خلال الشراكة مع المستشفيات الجامعية ،وعلاج 80% بالتعاون مع المستشفيات الاخرى الشريكة مع الخط الساخن ،لافته الى أن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان قدم خطة طموحة لتعميم خدمات علاج الإدمان بكافة محافظات الجمهورية بحلول عام 2022 وذلك في إطار برنامج الحكومة المعتمد من البرلمان (2018/2022) .
من جانبه أكد عمرو عثمان مساعد وزيرة التضامن ، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى على استمرار توفير التمويل اللازم لدعم مشروعات صغيرة للمتعافين من تعاطى المخدرات من خلال مبادرة "بداية جديدة" لإقراض المتعافين من تعاطى وإدمان المواد المخدرة لإنشاء مشروعات صغيرة تساعدهم على العودة إلى العمل والإنتاج مرة أخرى وتمكينهم من إيجاد مصدر رزق لهم يعينهم على أعباء الحياة ويساعدهم فى الإنفاق على أسرهم وان قيمة إجمالي القروض التي تم توفيرها لإنشاء مشروعات صغيرة للمتعافين من بنك ناصر الاجتماعى بلغت الى ما يقرب من 2 مليون و200 ألف جنيه حتى الآن .
وقال عثمان ، وفقا للبروتوكول بين صندوق مكافحة وعلاج الإدمان وبنك ناصر الاجتماعى ، يتم توفير التمويل اللازم لتنفيذ المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر لمتعافى الخط الساخن " 16023 " من الإدمان بغرض تحقيق الدمج المجتمعى لهم، حيث يعد ذلك أحد أهم المراحل اللاحقة للعلاج الطبى والنفسى لمريض الإدمان، إضافة إلى مساعدتهم على تقليل فرص حدوث الإنتكاسة، حيث يتم تلقى أفكار حول المشروعات الملائمة لهم ودراستها ومساعدتهم فى تمويلها حيث تم تنفيذ بعض المشروعات.