تحمل التنظيمات الإرهابية تاريخ حافل بوقائع الاغتيالات السياسية فى إطار منهج العنف والإرهاب الذى تتبناه تلك الجماعات وعلى رأسها جماعة الإخوان، تلك الجماعة التى ارتكبت العديد من الاغتيالات السياسية منذ بداية تكوينها على يد حسن البنا وحتى الآن ، ويستعرض " انفراد " فى السطور التالية أبرز وقائع الاغتيالات السياسية للجماعة .
زمن وقائع الاغتيالات السياسية للإخوان، تورط الجماعة فى اغتيال محمود فهمى النقراشى رئيس وزراء مصر فى عام 1948، تلك الحادثة التى كان لها تأثير سلبى على الجماعة، بعدما فشل حسن البنا مؤسس الإخوان فى التنصل من قاتل النقراشى.
تفاصيل تورط الإخوان فى تلك الحادثة، جاءت فى اعترافات يوسف ندا، القيادى التاريخى للإخوان فى كتابه "من داخل الإخوان المسلمين"، حيث قال فى كتابه إنه فى صباح 28 ديسمبر 1948، كان النقراشى، يدخل مبنى وزارة الداخلية بالقاهرة، متجها إلى المصعد ومعه حراسه، كان قاتله متنكرا فى زى ملازم أول بالشرطة، وكان جالسا منتظرا وصول "النقراشى" فى بهو المبنى، وعندما دلف النقراشى إلى البهو وقف ذلك الشاب مؤديا له التحية، ثم تبعه نحو المصعد، وهناك أخرج من جيبه مسدسا، وأطلق ست طلقات، أصابت خمس منها النقراشى باشا، وقتل فى الحال.
يوسف ندا، قال فى كتابه إن القاتل حاول بعد عملية الاغتيال الانتحار، حيث صوب مسدسه باتجاه رأسه، ولكن الحرس تكاثروا حوله وقبضوا عليه، وأمكن التعرف على شخصيته، عبد المجيد أحمد حسن، عمره 21 عاما، طالب بكلية الطب البيطرى وعضو جماعة الإخوان، ليكون رد حسن البنا على هذه الجريمة هو محاولة التنصل منها، قائلا: "ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين".
من الوقائع أيضا، هى تورط الجماعة فى اغتيال أحمد باشا ماهر، رئيس وزراء مصر الأسبق، فرغم مساعى الإخوان للتنصل من تلك الجريمة والزعم بأن القاتل لا ينتمى للتنظيم إلا أن شهادة تاريخية لأحد من انتموا للجماعة أكد أن مرتكب الجريمة ينتمى للجماعة.
قصة قتل أحمد باشا ماهر، وقتل الإخوان له كان بدايتها، أن رئيس وزراء مصر حينها كان يقود مساعى مشاركة مصر فى الحرب العالمية الثانية بجانب الإنجليز وبالتحديد فى عام 1945، حيث عقد البرلمان المصري جلسة لاتخاذ قرار إعلان المشاركة فى الحرب مع دول الحلفاء وانضمام مصر للأمم المتحدة، وحينها عقد أحمد ماهر جلسة سرية مع مجلس النواب لشرح المكاسب التي ستحصل عليها مصر في مشاركتها فى الحرب، وتمكن بالفعل من الحصول على تأييد شبه جماعى للمشاركة فى الحرب العالمية الثانية.
وخلال توجه أحمد ماهر باشا إلى مجلس الشيوخ لعرض القرار عليهم، أقدم شاب يدعى محمود العيسوي على إطلاق النار على رئيس وزراء مصر ليلقى مصرعه فى الحال، وخلال القبض على "العيسوى" زعم أنه ينتمى إلى الحزب الوطنى، ولكن شهادة القيادي التاريخى بالإخوان أحمد حسن الباقوري فى كتابه "بقايا ذكريات" أكد أن العيسوى هو عضو إخوانى، حيث قال فى كتابه إن أعضاء النظام الخاص داخل الإخوان لم يكونوا معروفين إلا لفئة قليلة، وقد قرروا الانتقام من أحمد ماهر بعد إسقاط حسن البنا في انتخابات الدائرة بالإسماعيلية، وكان العيسوي من أكثر المتحمسين لذلك.
محاولة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم عبد الهادى، عام 1949، وهى الواقعة التى يكشفها المؤرخ عبد الرحمن الرافعى فى كتابه "فى أعقاب الثورة المصرية- ثورة 1919"، حيث أكد أن جماعة من شباب الإخوان استأجروا خصيصا منزلا بمصر القديمة، يقع على الطريق الموصل من القاهرة إلى حلوان، حيث يمر رئيس وزراء مصر حينها عليه يوميا، فى طريقه من المعادى إلى مقر مجلس الوزراء والعودة منه
عبد الرحمن الرافعى يتحدث فى كتابه عن تفاصيل الواقعة، قائلا: "عاش الشباب عدة أيام فى البيت المستأجر، يراقبون الحال، ويتابعون تحركات رئيس الوزراء، حتى حددوا موعد تنفيذ عمليتهم الإرهابية باغتياله يوم 5 مايو، ولكن فى اليوم المحدد لتنفيذ عملية الاغتيال راقب شباب الجماعة سيارة رئيس الوزراء، ومرت سيارة ظنوها سيارته، فهاجموها بإلقاء القنابل، وإطلاق الرصاص عليها من مدفع رشاش فبادر سائق السيارة بالإسراع بها فتفادى الرصاص."
ومن هذه الوقائع أيضا هى واقعة الاعتداء التى تورط فيها قواعد الإخوان ومؤيدو حسن البنا ضد بعض المعارضين للجماعة فى محافظة المنوفية، أدى إلى مقتل عدد من المواطنين نتيجة واقعة الاعتداء.
القصة بدأت في 24 يناير 1948، حيث شهدت محافظة المنوفية واقعة اعتداء عدد من عناصر الإخوان على معارضين لللتنظيم في مدينة شبين الكوم تسببن إلى متقل وإصابة العشرات من المواطنين، تلك الواقعة التى دفعت الأهالى إلى الانتفاضة ضد عناصر الجماعة فى تلك الفترة.
من الوقائع أيضا تورط الإخوان فى قتل المستشار أحمد الخازندار، تلك العملية الإرهابية التى تورطت فيها جماعة الإخوان بعد الحكم الذى صدر من الخازندار ضد عدد من شباب التنظيم لتصدر الأوامر للتنظيم الخاص بتنفيذ عملية الاغتيال.
بداية القصة عندما كان ينظر "الخازندار" فى قضية اعتداء بعض شباب الإخوان على جنود بريطانيين فى الإسكندرية فى 22 نوفمبر عام 1947، حيث حكم عليهم بالأشغال الشاقة المؤبدة، ليرد حسن البنا مؤسس الجماعة على تلك الأحكام قائلا: "ربنا يريحنا من الخازندار وأمثاله".