لا يتورع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى استخدام مؤسسات بلاده الدينية فى التجسس على المعارضين المقيمين فى تركيا وخارجها، وكذلك التجسس على دول أوروبا، حيث يستغل أردوغان الشيوخ العاملين فى مؤسساته الدينية (الأئمة) فى الخارج للتجسس على الحكومات الغربية لصالح جهاز الاستخبارات التركى.
دراسة حديثة كشفت عن ممارسات مؤسسة ديانت التركية، تلك المؤسسة التى تعد مؤسسة حكومية دستورية تمثل أعلى سلطة دينية باسم الإسلام والدولة وهى مؤسسة ضخمة تشرف على 90 ألف مسجد فى تركيا والآلاف فى الخارج، وتعمل سواء فى تركيا أو فى الخارج بحوالى 145000 موظف وهو ما يمثل ضعف عدد الموظفين منذ وصول أردوغان إلى السلطة بما فى ذلك 100000 إمام و40000 مدرس للقرآن ومعلم الأديان و300 من الدعاة و1250 مفتيا.
الدراسة كشفت دور مؤسسة ديانت التركية فى الخارج، مشيرة إلى أنه يدور جدل مهم الآن حول الجيل الجديد من أئمة الجواسيس بالأخص فى الدول الغربية فقد أجرت مؤخرا بلاد أوروبية مثل ألمانيا والنمسا وهولندا وسويسرا والنرويج والسويد تحقيقات مع أئمة أتراك التى عينتهم شركة ديانت للتجسس نيابة عن المخابرات التركية.
الدراسة الصادرة عن "انفستيجتيف جورنال" قالت إنه فى عام 2018 تم زيادة ميزانية ديانت بنسبة 13% إلى 7,8 مليار ليرة تركية والتى كانت أكثر من إجمالى الميزانيات الإحدى عشر وزارة بما فى ذلك وزارات الثقافة والسياحة، والاقتصاد والطاقة، حيث إن مؤسسة ديانت تشرف على 90000 مسجد فى تركيا من خلال المساجد والأئمة أو المؤذنين المعنيين.
الدراسة ذكرت أن مؤسسة ديانت التركية ليست خجولة بشأن جمع الأئمة معلومات استخباراتية عن أنقرة، حيث تم نشر تقرير بعنوان "ديانت يجمع معلومات استخباراتية عن المشتبهين من أبناء جولن عبر الأئمة فى 38 دولة".
وأشارت الدراسة إلى أنه وفقا لبيانات ديانات الرسمية التى كشفت خلال موجز اللجنة البرلمانية العامة التى تم تأسيسها للتحقيق فى محاولة الانقلاب فى عام 2015 جمع الأئمة معلومات استخباراتية فى 38 دولة متلفة حول أنشطة المشتبه فى أنهم أتباع الداعية الإسلامى التركى فتح الله جولن فى الولايات المتحدة الأمريكية والذى يعتقد أنه العقل المدبر لمحاولة الانقلاب الفاشلة فى 15 يوليو.
وفى سبتمبر الماضى، أغلقت النمسا عددا من المساجد التركية في البلاد على خلفية ما وصفته مصادر محلية "أنشطة أردوغان التجسسية"، حيث اتخذ البرلمان النمساوى بأغلبية الأصوات قرارا يقضى بإغلاق المساجد التركية التابعة لهيئة الشئون الدينية التركية داخل النمسا، وفق ما ذكر الحساب المذكور.
وقال البرلمان النمساوى حينها، إن إغلاق المساجد التركية جاء على أساس أن المساجد أصبحت لا تعمل باعتبارها دورا للعبادة، بل أصبحت امتدادا لسياسة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وحزبه.