حوالى 10 أيام تقريبا مضت على إطلاق القمر الصناعى المصرى "طيبة 1"، والذى تم إطلاقه الثلاثاء الماضى 26 نوفمبر الجارى، بالتحديد فى تمام الساعة 11:22 مساء بتوقيت مصر، وذلك بعد عقد قائد منصة الإطلاق مع كل الفنيين اجتماع يسمى "اجتماع ما قبل الإطلاق"، ومن خلاله قرر جميع الفنيين جاهزيتهم للانطلاق.
وبعد اطلاق القمر، يجول بخاطر كافة المتابعين والمهتمين ممن تابعوا اطلاق القمر الصناعى طيبة.1، وكذلك المواطن العادى، العديد من التساؤلات التى يأتى فى مقدمتها، ماذا بعد إطلاق طيبة.1، وما هى الفترة الزمنية للقمر حتى يصل لمداره؟، ومتى يبدأ القمر الدخول فى حيز التشغيل الفعلى ؟، كل هذه التساؤلات أجاب عنها الخبراء ومتخصصون فى تكنولوجيا علوم الفضاء والاتصالات.
وفى هذا السياق، أكد الدكتور محمد القوصى الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، إنه بعد إطلاق القمر الصناعى طيبة.1 بـ27 دقيقة و 9 ثوانى، انفصل عن الصاروخ واستغرق أيام حتى وصل إلى مداره .
وأشار الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، فى تصريحات خاصة لـ "انفراد"، إلى أنه بعد 3 شهور من إطلاق القمر الصناعى سنتلقى منه الاتصالات، مضيفا أنه سيؤمن للمواطنين اتصالات وخدمات إنترنت مستمرة 24 ساعة فى اليوم دون انقطاع فى جميع أنحاء مصر.
وأكد الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، أن الحكومة المصرية ستتولى عملية الإدارة والتحكم فى القمر الصناعى "طيبة -1 " وذلك بعد إطلاقة وتشغيله لتقديم خدمات الاتصالات للمؤسسات الحكومية، كما ستقوم الشركة الوطنية المصرية بتقديم خدمة الاتصالات الفضائية للأغراض التجارية.
وفى نفس السياق كشف الدكتور رامى أحمد فتحى استشارى نظم الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات والخبير بالاتحاد الدولى للإتصالات، أن القمر الصناعى المصرى للاتصالات "طيبة 1" انطلق ليلة 26 من نوفمبر فى تمام الساعة 11 مساء و22 دقيقة من قاعدة جويانا الفرنسية بعد إتمام فحص الظروف الجوية المناسبة لعملية الاطلاق.
وأضاف استشارى نظم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والخبير بالاتحاد الدولى للاتصالات، فى تصريحات خاصة لـ "انفراد"، أن القمر بدأ رحلته من لحظة اطلاقة من مركبة الاطلاق إلى مداره النهائى، لافتا إلى أن مداره النهائى يقع على ارتفاع 35786 كم فوق سطح البحر فى رحلة تستغرق عدة أيام غير متتالية وفى فترة لا تتجاوز الأسبوع .
وأشار فتحى، أنه تم اطلاقه على ارتفاع 950 كم تقريبا وبسرعة 9.1 كم/ث إلى مدار مؤقت يطلق عليه "المدار الانتقالى للمدار المتزامن مع الأرض" او (Geostationary Transfer Orbit) وهو مدار بيضاوى يلامس المدار المتزامن فى نقطة واحدة.
وأوضح استشارى نظم الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن القمر احتاج إلى أربع دفعات من محركه الخاص فى توقيتات محددة وأماكن معينة وفى سرعات محددة تسمح للقمر تعديل مساره إلى الاتجاه المطلوب وتأتى أوامر تعديل المسار من محطة التحكم المركزية فى تولوز والتى تتحكم فى القمر أثناء مروره بالمدار المؤقت إلى أن يستقر فى مداره النهائى على الارتفاع المطلوب "35786 كم فوق سطح البحر"، وتستخدم عدة هوائيات فى مناطق متفرقة على سطح الكرة الأرضية حتى تكون على اتصال دائم بالقمر.
وأضاف أن أول دفعة لتعديل المسار كانت مستهدفة يوم 27 نوفمبر تلتها دفعات تعديل للمسار أيام 29 و30 من نوفمبر، وأخر دفعة كانت يوم 2 ديسمبر 2019، ثم تبدأ مرحلة استقرار القمر فى موقعه المدارى 35.5 شرق، والتى تأخذ بضعة أيام، ثم تبدأ مدة الاختبار لمدة شهر تقريبا ويتم تشغيل القمر من قبل وكالة الفضاء المصرية بشكل كامل بعد نجاح الاختبارات.
وكشف استشارى نظم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن القمر وصل بالفعل لمداره الإثنين الماضى 2 ديسمبر الجارى، وجارى استقراره فى موقعه المدارى .
وبإطلاق القمر المصرى " طيبة -1 " تدخل مصر عالم الأقمار الصناعية المخصصة لأغراض الاتصالات، بما يمثل نقلة كبيرة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويساهم فى دعم جهود التنمية الشاملة والتى تنفذها الدولة على كل شبر من أرض مصر وفقاً لخطة علمية دقيقة تحقق الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية والصناعية والبشرية لتوفير حياة كريمة للمواطن المصرى ووضع مصر فى المكانة التى تستحقها إقليمياً ودولياً.
وكانت الشركة قد سبق وأن انتهت من عمليات اختبار أنظمة القمر الصناعى قبل عملية الإطلاق، للتأكد من سلامتها وعدم تأثرها بعملية الشحن، كما تم اختبار التواؤم الميكانيكى والكهربى بين القمر وقاعدة الإطلاق المخصصة، كذلك الانتهاء من ملء خزانات الوقود التى ستمكن القمر من البقاء فى الموقع المدارى المخصص له لمدة خمسة عشر عاماً، حيث سيعمل القمر على توفير خدمات الإنترنت عريض النطاق للأفراد والشركات بمصر وبعض دول شمال أفريقيا ودول حوض النيل.