الأنبا مارتيروس:ظروف العصر تجبر الكنيسة على إعادة النظر بقانون الأحوال الشخصية واللائحة الجديدة تحت الدراسة..نرفض إنتاج أفلام مسيحية دون العودة إلينا..ونتبادل خطابات مع الدولة لتصحيح المفاهيم المغلوطة

الأنبا مارتيروس أسقف كنائس شرق السكة الحديد ورئيس لجنة المصنفات الدينية فى الكنيسة يتحدث فى هذا الحوار عن دور اللجنة التى رأى إنها تمنع المخالفات العقائدية فى الأفلام المسيحية، ولكنها لم تتصدى للأزمة الأخيرة بين المجلس الملى ومنتجى مسلسل البابا شنودة.

وإلى نص الحوار..

ما طبيعة الدور الذى تلعبه لجنة المصنفات الدينية بالمجمع المقدس؟ - نشأت لجنة المصنفات عام 2003 لتتولى مهمة مراجعة الأفلام المسيحية وأى مصنفات لها علاقة بالشأن المسيحى للاطمئنان على صحة النص والنواحى الفنية، وحين بدأ عمل اللجنة استقبلنا فى أول عام 36 فيلم مسيحى ينتج من أبنائنا ثم بدأ يتناقص الانتاج حتى وصل عام 2010 إلى صفر بسبب سرقة الانتاج من قبل النساخ غير الشرعيين الذين ينسخون الأفلام ويبيعونها بثمن رخيص، ما أدى إلى خسارة المنتجين إلا بعض الأديرة والكنائس التى تنتج فيلم عن حياة القديس صاحب الدير أو الكنيسة ويتحملوا أية خسائر مادية.

منذ 2010 وحتى الآن هل عاد إنتاج الأفلام المسيحية؟ - عاد الانتاج مرة أخرى بشكل ضعيف، دير الأنبا بيشوى انتج فيلم عن حياة البابا شنودة، وفيلم أخر باسم نسر البرية انتجه دير السريان عن سيرة الأب فلتاؤوس السريانى هل للجنة أى سلطة على المسلسلات أو الأفلام المسيحية التى تنتج بمعزل عن الكنيسة؟ - تتبادل اللجنة خطابات مع لجنة المصنفات المركزية بوزارة الثقافة لإبلاغهم بخطورة ظهور فيلم أو مسلسل لا يراجع فى الكنيسة، وحتى إن خرج فيلم أو مسلسل للنور مع وجود أخطاء تاريخية أو عقائدية نلاقى قبول وتعاون منهم وذلك لتلاشى أى خلاف قد يحدث حول المنتج الفنى سواء من الناحية العقائدية أو من عادات وتقاليد المجتمع القبطى خلال مراجعة لجنة المصنفات للأفلام الكنسية هل تبين وجود أى مخالفات عقائدية أو انحراف فى الإيمان؟ - نعم تبين لنا وجود أخطاء كثيرة جداً فى الأمور العقائدية والإيمان، ولولا دور لجنة المصنفات لحدثت مشاكل كثيرة فى هذا الشأن، فعلى سبيل المثال نحن نعمد الطفل بقول باسم الآب والابن والروح القدس والإله الواحد آمين، ففوجئنا بالممثل الذى يلعب دور الكاهن يقول باسم الآب وباسم الابن وباسم الروح القدس وكأننا نعبد ثلاثة آلهة وهو خطأ جسيم بالإضافة إلى النطق الخاطئ للأسماء القبطية واليونانية، ووجدنا أيضًا تقاليد غير معتادة فى الحقل الرهبانى كلقاءات بين الرهبان وبعضهم وعبارات غير مناسبة فى حوارات الرهبان معًا، وكذلك أمور تتعلق بالطقوس كأن يظهر كاهن بتاج أبيض وعمة بيضاء على ملابس سوداء وهو خطأ.

ما طبيعة الاجراءات التى تتخذها اللجنة فى حالة إنتاج فيلم مسيحى ملئ بالأخطاء؟ - نصدر بيان باسم لجنة المصنفات المسيحية نعلن فيه تبرأ اللجنة من صدور هذا الفيلم ومن الأخطاء الواردة فيه ونناشد منتج الفيلم إصلاح الأخطاء.

المجلس الملى أصدر بيان يرفض فيه إنتاج مسلسل عن حياة البابا شنودة ما دور اللجنة فى هذا الموقف؟ - لم يعرض بيان المجلس الملى على لجنة المصنفات قبل صدوره، ولكننا تعودنا فى كنيستنا القبطية أن أى جهة كنسية تصدر بيان نعتبر أنفسنا مشاركين فى هذا البيان وندعمه ونؤيده لماذا رفضت الكنيسة إنتاج مسلسل عن البابا شنودة رغم أن ذلك سيقرب شخصية البابا من الجماهير؟ - البابا شنودة غنى عن التعريف وأى جهة أو شركة تنتج فيلم عن البابا شنودة عليها أن تعود لمؤسسته أو كنيسته تخوفًا من تحريف سيرته أو جهل الكاتب والمنتج بشخصية البابا شنودة وتعاليمه ومنهجه لأن المخرج قد يجهل التقاليد الكنسية أو خفايا شخصيته التى يعرفها أولاده.

البعض يبرر رفض الكنيسة للفنان حسن يوسف شخصيًا لأنه سبق وأن جسد دور الشيخ الشعراوى أم أن الرفض بشكل عام؟ - ليس هناك مصدر رسمى نعتمد عليه بخصوص الدور الذى قيل إنه سيسند لحسن يوسف فلم نجد أى تصريح رسمى يمكن أن نعتمد عليه فى الرد على هذا الأمر، ومع احترامنا لحسن يوسف ودوره فى مجال الفن، الأمر كله يتعلق بمراجعة النص والنواحى الفنية فى الأداء ليس إلا أما اختيار من يجسد شخصية البابا فهذا أمر أخر يبحث فى حينه.

لكن البابا شنودة ملك الذاكرة الوطنية كلها وليس حكرًا على الكنيسة وحدها فلماذا تقاضى الكنيسة من يرغب فى انتاج مسلسل عن حياته؟ - مسألة المقاضاة ترجع للمجلس الملى الذى أصدر هذا البيان أما حرص الكنيسة على أن تجسد شخصية الكنيسة كما تراها فهو حق للكنيسة وكون البابا شنودة شخصية وطنية لا ينفى كونه رجل دين وحامل إيمان، فيجب أن نتوخى الدقة فى سيرته الذاتية وأن تتوافق مع هذه الألقاب ونخشى أن تخرج سيرة ذاتية للبابا تشوه دوره فى حماية الإيمان أو العقيدة، لأن السيناريست يجهل هذا الأمر، وقد ينسى الكاتب أن البابا شنودة كان رائد للرهبنة فمن يعلم خفايا هذه الأمور إلا أبنائه.

المجمع المقدس أقر تعديلات جديدة على قانون الأحوال الشخصية.. فى رأيك إقرار الهجر كسبب للطلاق عودة للائحة 1938؟ - لم يتم الاقتراع على هذه البنود بطريقة نهائية وعلينا الانتظار لأن هناك المزيد من البحث ومع ذلك تم الاتفاق عليها تخفيفاً لمعاناة طالبى الإنفصال، ولابد أن تتطور لائحة الأحوال الشخصية لتناسب العصر وتراعى الظروف الكثيرة التى تجبر الكنيسة على تغيير بعض القرارات الإدارية لرفع المعاناة عن الشعب القبطى.

من منظور كتابى هل تعتبر الهجر فى الزواج كسر لوصية المسيح؟ - الهجر يبنى على مجموعة أسباب، وهذه الأسباب هى استحالة العشرة والتى لها أيضاً مسببات مثل مرض العنة النفسية أو إصابة أحد الزوجين بمرض قد يودى بحياة الأخر أو الزواج المبنى على غش ومثل هذه الأسباب تدعو إلى استحالة العشرة وهو ما يستلزم فسخ عقد الزواج بينهم كحل للمشكلة.

كشفت أزمة وادى الريان عن وجود كيانات غير وهمية تدعى إنها أديرة كيف نوجه الشعب القبطى للحذر منها؟ - على لجنة شروط الأديرة أن تتشدد فى شروط الاعتراف بالدير حتى لا تقع الحكومة فى التخبط هل هذا الدير معترف به أم لا وهو ما يجنب حدوث مشاكل مستقبلية، والدولة تستمد اعترافها بالأديرة من اعتراف الكنيسة الرسمى، ومن المهم أن تقنن الكنيسة وضع التجمعات الرهبانية الناشئة الصغيرة وتنقلها لدائرة الوضوح حتى لا تتكرر أزمة دير الريان.

-












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;