تعد من بين المهن التى قاربت على الانقراض، أصولها تعود إلى خان الخليلى بالقاهرة، تنقل محترفوها من بين المدن السياحية سعياً وراء الرزق "النقش على النحاس" تعد المهنة الأقل وجودا الآن بمدينة الغردقة بعد أن كانت الأشهر بعد خان الخليلى بروادها.
التقت انفراد بأحد محترفى مهنة النقش على النحاس بمدينة الغردقة الحاج محمد عبد الحكيم، والذى يعمل بها بأحد بازارات المدينة التى مازالت تبيع لعملائها القطعة النحاسية ذات النقش المصرى، قال عبد الحكيم إن تلك المهنة اقتربت على الانقراض، لسببين اثنين أولاً صعوبة تعلمها واتقانها، وثانيا ً لغزو الصين لتلك المصنوعات عن طريق الصب وليست النقش ولا يوجد نقش على النحاس سوى فى مصر فقط.
أضاف الحاج عبد الحكيم أن السبب الرئيسى للقضاء عليها تماما ما يشهد النشاط السياحى من ركود تام عقب ثورة 25 يناير، والتى توالى فى الهبوط.
وأكد عبد الحكيم لـ"انفراد" أن تاريخيه مع مهنة النقش على النحاس بدأ وهو ابن الثامنة من عمره فى إحدى ورش خان الخليلى بالقاهرة، واتقنها تماماً، مؤكدا أن عمره الآن تجاوز الخمسين أى أنه يعمل بتلك المهنة منذ أكثر من 40 سنة.
وأضاف عبد الحكيم أن تلك المهنة من يعملوا بها قليلين خاصة فى مدينة الغردقة ويبلغ عددهم تقريباً 4 فقط، حيث إن البازرات والمحلات التجارية، تستورد باسعار قليلة جداً المشغولات الصينية، وهى ليست نقش بل مصبوبة صب أى أن ما عليها طباعة وليست نقش مستخدم بالشاكوش الصغير والمنقاش أو المبرد.
وتابع عبد الحكيم أن منذ تحول سوق البازرات القديم بمدينة الغردقة، إلى سوق تباع به الأدوات المنزلية والسلع الأخرى وليست المنتجات السياحية، والذى كان يضاهى خان الخليلى فى فن النقش على النحاس وكان من أكبر المزارات السياحية بالمدينة، فرحل عدد كبير من محترفى المهنة عن المدينة.
ويوضح أن تلك المهنة تحتاج لطول البال، لمن يريد أن يتعلمها أى لا يمل ولا يزهق لصعوبة تعلمها، موضحاً أن الكثير جدا مما رغبوا فى تعليمها وفشلوا، ومنهم من تعلم النقش لكن لم يتعلم أبداع أو الرسم على النحس فأصبح ينقل من غيره أى يستحضر قطعة منقوشة ويسير على خطى نقشها.
وعن طرق النقش على النحاس قال الحاج عبد الحكيم، أن النقش على أى قطعة نحاس سواء من النحاس المصرى أو المستورد، بعد تشكيلها فى محلات الخراطة أو المصانع على هيئة طبق أو أشكال فرعونية أو كنكة، حيث ييتم التخطيط عليها بقلم حاد بسم قلم النقش ويتم بعد ذلك النقش عليها حسبما خطط القلم أو أبدع الصانع من رسم عليها.
وأشار إلى أن القطعة الصعيرة تستغرق ما بين 5 إلى 7 ساعات لنقشها مثل التماثيل الفرعونية الصغيرة والكبيرة تستغرق أكثر من نصف يوم، مؤكدا على أن كل سائح أو كل جنسية معينة لها اختياراتها فى التماثيل أو الإطباق والكنك المنقوش، مثلاً الإلمان يعشقون الكنك الصغير، والروس الكبير، وكذلك يقتنى دائما الروس الصوانى المنقوشة.
فيما أن هناك الكثير من السياح الوافدين للغردقة ممن يطلبون طلبات معينة، مثل المسلمين منهم، يطلبون نقش آيات قرآنية على الصوانى مثل صورة الإخلاص، وغيرها.
من جانبه قال بشار أبو طالب نقيب المرشدين السياحين بالبحر الأحمر، إن المشغولات الصينية التى غزت بقوه، البازرات السياحية، فى البحر الأحمر كان لها ِأثر كبير على انقراض مهنة تراثية مصرية من بينها مهنة النقش على النحاس.
وأكد أبو طالب لـ"انفراد"، أن هناك جنسيات مختلفة، من بينها الألمان، يبحثون عن مشغولات نحاسية مصرية، بل أن هناك العديد من يطلب أشياء معينة، مؤكدا أن التدهور السياحى التى يشهده النشاط السياحى الأن له دور كبير فى المساعدة على انقراض تلك المهن.
فيما قال أشرف حامد أحد أصحاب البازرات بالغردقة أن الأزمة الحقيقة فى اختفاء مثل هذه المهن "النقش على النحاس" أن أسعار السلع الصينية الشبيه لها، رخيصة جدا فى المقابل غلاء القطع النحاسية المنقوشة بأيدى مصرية، مؤكدا على أن هناك جنسيات تطلب المشغولات النحاسية المصرية.