أثارت مطالبة الخارجية السودانية مصر، بإعادة التفاوض حول حلايب وشلاتين، والتهديد باللجوء الدولى، جدلا واسعا، حيث أكد أساتذة قانون دولى، وخبراء فى الشأن الأفريقى، بأن أى محاولة من الخرطوم للجوء للتحكيم الدولى ستبوء بالفشل، موضحين أن السودان تسعى لاستغلال اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية لإعادة الحديث حول قضية حلايب وشلاتين.
وأكد الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولى العام، أنه فى حال لجوء السودان إلى التحكيم الدولى لضم حلايب وشلاتين لها، ستخسر قضيتها، لأنه لا يمكن أن يكون هناك مفاوضات أو تحكيم دولى حول هذه المنطقة بين مصر والسودان.
وأضاف سلامة فى تصريحات لـ"انفراد" أن الإدارة الاستثنائية المؤقتة لحلايب وشلاتين 1953 من قبل السلطات الإدارية السودانية، كانت إدارة عارضة استثنائية من قبل السلطة المصرية لتسهيل تقديم واجبات الإغاثة الإنسانية فقط، ولا يعنى ذلك أنها أرض سودانية.
وأكد سلامة، أن ادعاء السودان بأنها مارست سيادتها الفعلية على مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد منذ العام 1902 هو ادعاء مرفوض، وزعم مدحوض بحسب تعبيره، مضيفًا:"اكتساب السيادة الفعلية على الإقليم يجب أن تباشر بطريقة سلمية هادئة ودونما احتجاج أو منازعة من قبل الغير، فالسلوك اللاحق لمصر تجاه الإجراءات التنفيذية التى اتخذتها السلطات السودانية فى مثلث حلايب ولأول مرة عام 1958م يكشف عن أن مصر لم تزعن أو تقبل هذه الإجراءات السودانية، حيث قدمت الخارجية المصرية احتجاجا رسميًا لحكومة السودان وصدرت العديد من الإعلانات والبيانات عن الحكومة المصرية ترفض مثل هذا الإجراء".
ولفت أستاذ القانون الدولى العام، إلى أكبر القبائل التى تسكن مثلث حلايب وهم الرشايدة، والعبابدة، والبشايرة، رفضوا قرار المفوضة القومية للانتخابات السودانية، والتى تحدثت عن أحقيتهم بالمشاركة فى الانتخابات، وأعلنت القبائل الثلاثة أثناء احتفالهم بانتصارات أكتوبر عام 2009م أنهم مصريون 100%.
وفى السياق ذاته قال السفير محمد عبد الرازق، سفير مصر الأسبق فى السودان، أن السودان تستغل ما حدث فى جزيرتى تيران وصنافير وتعيد دعوات التفاوض حول حلايب وشلاتين فى محاولة منها للحصول على هذه الأراضى.
وأضاف السفير محمد عبد الرازق، لـ"انفراد" أن التحكيم الدولى والقانون الدولى يسيطر عليه المصالح، مؤكدا أن محاولات السودان للحصول على حلايب وشلاتين لن تنجح، مؤكدا أن مصر لن تعطى المدينتين للسودان.
فيما قال الدكتور هانى رسلان رئيس وحدة دراسات حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تلويح السودان باللجوء إلى التحكيم الدولى للحصول على حلايب وشلاتين يتطلب موافقة مصر أولا على اللجوء للتحكيم، موضحا أن السودان لا يمكنها اللجوء مفردها للتحكيم الدولى.
وأضاف رئيس وحدة دراسات حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية لـ"انفراد"، أن إثارة قضية حلايب وشلاتين جاء بعد إعلان مصر تبعية جزيرتى تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، وأوضح رسلان، أن هذه الأزمة تعززها أزمة سد النهضة وانحياز السودان لإثيوبيا.
بدوره قال صابر عمار، الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب، إن السودان التى تنازلت عن جنوب السودان، وتسعى للتنازل عن دارفور عليها أولا الحافظ على أرضها قبل المطالبة بضم حلايب وشلاتين.
وأضاف أن السودان من حقها اللجوء للتحكيم الدولى فى قضية حلايب وشلاتين ولكن عليها الالتزام بحكم التحكيم حال حدوثه، مؤكدا ضرورة ألا تؤثر هذه القضية على علاقات الدول العربية.
وكان السودان، دعا مصر، للجلوس للتفاوض المباشر لحل قضية منطقتى حلايب وشلاتين أسوة بما تم مع الأشقاء فى المملكة العربية السعودية حول جزيرتى تيران وصنافير، أو اللجوء إلى التحكيم الدولى امتثالا للقوانين والمواثيق الدولية، باعتباره الفيصل لمثل هذه الحالات، كما حدث فى إعادة طابا للسيادة المصرية، وفقا لما ذكرته وكالة السودان للأنباء.