كتاب "الإنسان ذلك المجهول" يحذر" الديمقراطية ستزول مثل "الماركسية والفاشية".. كتاب عمره 80 عاما يؤكد: حياتنا فى خطر .. ألكسيس كاريل: الحضارة أنتجت الآلاف من المجانين وفاقدو العقل ومصحات أوروبا تشهد

يتحدى كتاب "ألكسيس كاريل" الذى يأتى بعنوان "الإنسان ذلك المجهول" الزمن، فالكاتب الذى صدرت طبعته الأولى عام 1939 لا تزال أفكاره حيا تقرأ وتملك القدرة على التفكير، وقد صدرت ترجمة للكتاب عن "عصير الكتب" قامت بها "نهى بهمن". و"ألكسيس كاريل" كان طبيبًا جراحا فرنسيا، ولد فى 28 يونيو 1873 وتوفى فى 5 نوفمبر 1944 فى باريس، وحصل على جائزة نوبل فى الطب عام 1912. يقول الكتاب، فى واقع الأمر إن المجتمع الحديث، وهو المجتمع الناتج عن ثورة العلوم والتكنولوجيا، يقترف الخطأ نفسه الذى اقترفته الحضارات السابقة، حيث إنه قد خلق ظروفا حياتية تستحيل معها الحياة نفسها، وهو ما يفسر مقولة "وليام إنجا" التى أصابت كبد الحقيقة حين قال "وما الحضارة إلا مرض غالبا ما يقتل بلا هوادة". ويقول الكتاب "إن كان العامة من الناس غير قادرين على إدراك الشواهد والأحداث التى تقع فى أوروبا وغيرها من البلدن وتدق ناقوس الخطر، تتضح تلك الشواهد لهؤلاء القلة الذين يملكون الوقت والنزعة للتأمل والتفكير فى مجريات الأمور من حولهم. إن حضارتنا فى خطر، ويلقى هذا الخطر بظلاله على الجنس البشرى والأمم، والأفراد فى ذات الوقت. لن ينجو أى منا من ويلات الحرب الأوروبية. كل منا يعانى بالفعل من الاضرابات التى تموج بها حياتنا ومؤسساتنا الاجتماعية، وتدنى الحس الأخلاقى وكلنا نعانى من التهديدات الاقتصادية، ومن الحمل الذى يثقل به المجتمع كاهلنا بسبب ضياع المعايير وانتشار الجرائم. ويتابع الكتاب "لن تدوم حضارة قائمة على أيديولوجيات اجتماعية وفلسفية، فحتى الأيديولوجيا الديمقراطية نفسها، ما لم يتم إعادة بناءها على قواعد علمية، لن يكن لديها فرص فى البقاء مثلها مثل الأيدولوجيات الماركسية والفاشية، حيث لم يعتنق أى من هذه الأنظمة مفهوم الإنسان ككل. وفى الكتاب يقول ألكسيس كاريل "أحاول أن أضيف فى هذا الكتاب ما هو معروف، بعد أن أفصله بوضوح عن كل مديح، كما أعترف بوجود المجهول غير المعروف، ولقد اعتبرت الإنسان ملخّص الملاحظات والتجارب فى جميع الأوقات والبلدان". كما يقول أيضا "لقد فَتنَهم جمال علوم الجماد، إنهم لم يدركوا أنَّ أجسامهم ومشاعرَهم تتعرَّض للقوانين الطبيعيَّة، وهى قوانين أكثر غموضًا، وإن كانت تتساوى فى الصَّلابة مع قوانين الدُّنيا، فإنَّ الإنسان يعلو كل شىء فى الدُّنيا، فإذا انحطَّ وتدهور، فإن جمال الحضارة، بل حتى عظَمة الدُّنيا الماديَّة، لن تلبث أن تزول وأن تتلاشى". والكتاب يحتوى عددا من الفصول ويناقش عدة موضوعات مهمة منها "الحاجة إلى معرفة الإنسان" ويتحدَّث فيها عن تقدُّم علوم الحياة ببطء أكثر ممَّا تقدمت به علوم الجماد، ويرجع كاريل ذلك إلى جهلنا بأنفسنا، وبيَّن أنَّ هذا الجهل ناتجٌ عن "طريقة وجود أَسلافنا، وإلى تعقُّد الإنسان، وإلى تَركيب عقلنا" كما أشار إلى "كيف حورت العلوم الميكانيكية والطبيعية والكيميائية فى بيئتنا، وتحدث عن نتائج هذا التغيير وضرره، لأنه أجرى دون تقدير لطبيعة الإنسان". وناقش فى أحد الفصول "علم الإنسان" أوضح فيه ملامح علم الإنسان، وأهمها "ضرورة الاختيار بين المعلومات غير المتجانسة التى تتعلق بالإنسان، وبين أن علوم الإنسان تحتاج إلى فحص شامل للإنسان، بحيث تَحصل كل ناحية من الإنسان على قسط من الاهتمام، مع الحرص على عدم إعطاء أى جزء أهمية مبالغا فيها، فالإنسان فى جملته يدخل فى اختصاص العلم. وأَوضح كاريل أن علم الإنسان أهم بكثير من جميع العلوم الأخرى، لكنه أَوضح بعض المصاعب فى طريق هذا العلم، وأهمها "أن معلوماتنا عن الإنسان معلومات تقديرية، وأن صدق التجارب يحتاج إلى مجهود ضخم، قد يبلغ فى مجال معين مرور جيل، لكى نحكم على صدق تجاربنا". وتحت عنوان "الجسم ووجوه النشاط الفسيولوجى" يتحدث فيه عن العمليات الفسيولوجية التى تتم داخل هذا الإنسان، فتحدث عن الجوانب الثنائية فى الإنسان، فالإنسان ليس جسدًا فقط، لكنه مادة وروح، وجسد وعقل. وفى فصل "النشاط العقلى" تحدث عن النشاط العقلى، وتأثير هذا النشاط على الإنسان، وبين عواقب ومخاطر إهمال هذا النشاط، ويؤكد أن الحضارة العصرية أنتجت الآلاف من فاقدى العقل، وأن المصحَّات فى أوروبا وأمريكا مكتظَّة بعدد كبير من المجانين وضِعاف العقول.






الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;