*الدكتور محمد زكريا لـ"انفراد": أولوياتنا الأطفال وهناك 25 ألف مولود مريض بالقلب
*مدير المؤسسة: البروفيسور العالمى نال ما لا يناله طبيب من الأوسمة ولكنه متواضع علميا وأخلاقيا وكثيرا ما يردد أنا عبد سيدين هما العلم والمريض
"كل عام وكل قلوب المصريين بخير" شعار يرفعه مركز مجدى يعقوب للقلب بأسوان، خلال العام الجديد 2016، لتحقيق مزيد من الإنجازات تضاف لرصيد جراح القلب العالمى الدكتور مجدى يعقوب، ويوم بعد يوم يحصد فيه الأوسمة وينال الألقاب المحلية والعالمية بسبب أبحاثه العلمية التى يقدمها فى مجال جراحات القلب، ويساهم مركزه الطبى بمدينة أسوان فى علاج آلاف الحالات المصرية بالمجان منذ عام 2009 وحتى اليوم.
وعن إسهامات هذا الصرح الطبى الخيرى، فى تخفيف المعاناة عن مرضى القلب، التقى "انفراد" بالدكتور محمد زكريا، مدير مركز مجدى يعقوب للقلب بأسوان، للتعرف أكثر على تقدمه "مدرسة مجدى يعقوب الطبية" فى خدمة المصريين.
كم حالة تقدمت للعلاج بمركز مجدى يعقوب للقلب خلال عام 2015 ؟
بداية، منذ أن بدأ العمل فى المركز قبل 6 سنوات وحتى اليوم، وعدد الحالات التى تتردد على المستشفى فى ازدياد، وخلال عام 2015 كان المركز يستقبل ما يزيد عن 1000 حالة مريض بالقلب شهريا، وكان من بينهم 600 طفل و400 من كبار السن، ونجحنا خلال عام 2015، من إجراء عمليات قسطرة لحوالى ألفين مريض، من بينهم 1600 حالة من كبار السن، وحوالى 400 طفل خلال العام، كما استقبل المركز خلال عام 2015 أيضا ما يزيد عن 12 ألف متردد على العيادات الخارجية، ولا يزال العدد فى ازدياد حتى اليوم.
هل هناك تكاليف مالية يتحملها المريض خلال فترة علاجه بالمركز ؟
كل الخدمات تقدم داخل المركز مجانا، بدءا من تقديم الأوراق، وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، والعيادات الخارجية، والتحاليل والمعامل، والأشعة المقطعية، والرنين، والقسطرة التداخلية أو التشخيصية أو التداخلية الدعامية، وغيرها، وهناك بعض الحالات الحرجة التى يتكفل مركز مجدى يعقوب، بتحمل نفقات إقامته داخل محافظة أسوان، وهى سياسة متَبعة منذ تأسيس الدكتور مجدى يعقوب للمركز فى عام 2009، حيث يتقدم المريض بأوراق علاجه عبر البريد أو تسليمها باليد إلى المركز، ويتم تصنيف الأوراق المقدمة حسب البعد الجغرافى للمريض أو صعوبة الحالة أو السن أيضا، وهناك بعض الحالات التى لا يمكن أن توضع فى قوائم الانتظار، مثل الطفل الذى يولد مصاب بانعكاس الشرايين، نظرا لاحتياج الجراحة خلال الـ21 يوما الأولى فى حياته، وغيرها من الحالات الطارئة التى تدخل المركز بمجرد تقديم طلب العلاج فورا، ومع ذلك أيضا نعطى أولوية لأهل أسوان والصعيد، نظرا لوجود المركز فى أقصى جنوب مصر، ونراعى تدنى الخدمات المقدمة لأهل الصعيد خاصة فى مجالات صحة القلب والقسطرة.
لماذا زادت نسبة الإصابة بأمراض القلب لدى الأطفال حديثى الولادة ؟
منذ ثلاث أو أربع أعوام مضت، كنا نركز على علاج كبار السن، ولكن مع تزايد نسبة الإصابة بأمراض القلب لدى الأطفال حديثى الولادة، والتى تصل أعدادهم إلى حوالى ما يقرب من 25 ألف طفل سنويا، بدأنا فى تركيز الاهتمام على حالات الأطفال، وأصبح 60 % من نسب الجراحات مخصصة للأطفال، ولكن من المؤسف أن يعالج من هؤلاء الأطفال "النصف فقط" داخل مستشفيات جمهورية مصر العربية، ويرجع ذلك لأسباب متعلقة بزواج الأقارب والتلوث البيئى وغيرها من الأسباب التى تمثل خطورة على الجنين والمولود.
وكيف تواجهون زيادة أعداد المترددين على المركز للعلاج ؟
بالفعل نواجه تحديا كبيرا تزامنا مع زيادة أعداد المرضى المترددين على المستشفى، خاصة أن الخدمة تقدم بالمجان للمرضى، فى ظل قيام المؤسسة على التبرعات من المصريين، ولا تسعى للربح، وبدأنا فى التفكير بتوسعة المركز للقضاء على مشكلة قوائم الانتظار، ومن المنتظر افتتاح المبنى الجديد بمركز مجدى يعقوب الخاص بالعيادات الخارجية ودراسات البحث العلمى فى مجال القلب، وهو مكون من 4 طوابق بمساحة 5 آلاف متر مربع، والذى تواكب مع حصول جراح القلب العالمى على وسام الاستحقاق البريطانى، وأيضا لقب أسطورة الطب فى العام الماضى من أكبر خمس شخصيات طبية أثرت فى تاريخ الطب.
حدثنا عن اهتمام الدكتور مجدى يعقوب بالمركز وتعلقه به ؟
يعد مركز مجدى يعقوب للقلب بأسوان، هو نواة وثمرة علم حققها جراح القلب العالمى الدكتور مجدى يعقوب، فبعد أن نال العديد من الجوائز وحصد المزيد من الألقاب، قدم لأهالى الصعيد خاصة ومصر عامة، هدية لمساعدة مرضى القلب للعلاج بالمجان داخل المركز، ولذلك يحرص البروفيسور العالمى على التواجد بالمركز 10 أيام من كل شهر، وهناك بعض العمليات التى يجريها هو بنفسه، ولكن فى الغالب هناك 95 % من الجراحات التى تتم داخل المركز يجريها الفريق الطبى المصرى.
وكيف استفاد الأطباء بالمركز من خبرات الدكتور مجدى يعقوب ؟
لا أعتقد أن يكون هناك أوسمة أو ألقاب لم يحصل عليها جراح القلب العالمى، ولكن لا تجده يسعى إلى نيل هذه الجوائز والاستحقاقات، وإنما هدفه دائما يتلخص فى مقولته التى يرددها دائما "أنا عبد سيدين هما العلم والمريض"، فدائما ما يشغله فكره وعمله، هو البحث العلمى وخدمة المرضى، ولم أتذكر مرة أن ورد فى كلامه دعوة لتنفيذ عمل ما، من أجل نيل لقب ما، فجميع الأطباء بالمركز تعلموا من الدكتور مجدى يعقوب "التواضع" فى العلم والأخلاق، حتى أنه إذا تحدث أحدا عن معلومة جديدة فى العلم، وقف يستمع لها، حتى لو كانت صادرة من طاقم التمريض بالمركز.
وهل هناك دورات تدريبية ينظمها المركز للأطباء الجدد ؟
يعقد المركز عددا من الدورات التدريبية للأطباء بالمركز، من خلال برامج تأهيلية يخضع لها الأطباء حديثى التخرج، وهناك أطباء من المركز يسافرون إلى دول الخارج للاستفادة من الخبرات العلمية، بجانب أن الطبيب الملتحق حديثا بالمركز يخضع لاختبار شخصى من قبل الدكتور مجدى يعقوب.
ما هى تطلعاتكم خلال عام 2016 ؟
نسعى خلال عام 2016 للاستغلال الأمثل للمبنى الجديد بالمرحلة الثانية لمركز مجدى يعقوب بمدينة أسوان، بعد زيادة عدد الأَسرة إلى 20 سريرا، مما يتيح الكشف على أكبر عدد ممكن من المرضى وإجراء جراحات أكثر، بجانب الاهتمام الأكبر بالبحث العلمى الذى يعد نواة المستقبل لأى دولة تريد النهوض، كما نسعى خلال عام 2016 إلى مواصلة الكفاح نحو الحلم الأكبر بإنشاء أو مدينة طبية على نهر النيل، بعد تخصيص نحو 22 فدانا بمدينة أسوان الجديدة لإقامة صرح طبى متكامل فى مجالات القلب ويشمل مستشفى للأطفال وأخرى للكبار ومبنى للطوارئ، بجانب مبنى للبحث العلمى، ومقر إقامة للأطباء، والتى لا تزال فى مرحلة الدراسة، بعد إنهاء الجزء الخاص بتضاريس الموقع، والتى من المنتظر أن تكون نقله نوعية للخدمات الطبية المتكاملة فى مجال القلب تزيد مضاعفة الخدمة فيها إلى 4 أضعاف المقدمة حاليا.