ما زالت قضية "تؤام أوسيم" الطفلين الذين اتهمت النيابة العامة والديهما بتعريض حياتهما للخطر عن طريق التخلى عنهما، وتركهم داخل إحدى حضانات رعاية الأطفال، دون العودة لاستلامهما، تحمل العديد من المفاجآت، ففى الوقت الذى أشارت فيه التحريات الأولية إلى أن والدى الطفلين وصلا لمرحلة الخطر المحدق على حياة الطفلين، فأن الأب والأم كان لهما رأى أخر.
والد الطفلين
وتحدث "انفراد" مع والدى الطفلين، وقال الدكتور "محمد.ص" طبيب الأسنان، والدهما، إن مالكة الحضانة لم تتسلم الأطفال من والدتهم لآنها لم تكن متواجدة فى ذلك التوقيت فى الحضانة، بل كانت والدتها فقط، ولم تطلب أى أوراق أو بطاقات خاصة بنا، مشيرا إلى أنه فوجئ بنشر صور طفليه على صفحات "الفيس بوك"، مصحوبة بتعليق تضمن أنهما طفلين مخطوفين وكانا بصحبة سيدة لا تشبههما، وتركتهم بالحضانة وانصرفت، مشيرا إلى أنه لا صحة لكل ذلك.
وأضاف لـ"انفراد": "زوجتى قبل ذلك اليوم بساعات، أجرت زيارة للحضانة للاتفاق مع مالكى الحضانة، والدليل على أنها لم تكن موجودة، وقت العرض على النيابة نفت مالكة الحضانة أن زوجتى هى من أحضرت الطفلين للحضانة، قائلا: "لم نترك ولم نتخل عن أطفالنا".
والدة الطفلين
فيما قالت زوجة الطبيب "رشا.ه": "قبل أن نتجه بالأطفال لتلك الحضانة، كنا نتركهم فى حضانة فى شبرا مصر، منذ بلوغهما شهرين من عمرهم، وظلا بتلك الحضانة حتى أتما عامهما الأول، ونظرا لارتفاع أسعارها علينا، بحثت عن حضانة أخرى فى المنطقة نفسها، وقدمت لهم فى واحدة جديدة بشهادات وأوراق رسمية، لكن بعد فترة وجدت إهمال وعدم عناية فى تلك الحضانة، فبدأت البحث عن أخرى جديدة ووصلت لحضانة ملحقة بمسجد، وبالفعل بدأت ترك الطفلين بها، حتى تلقيت اتصالا من مالكتها بأن أحد الطفلين سقط وتعرض لإصابة".
وأضافت لـ"انفراد": "بدأت البحث من جديد عن حضانة جديدة ووصلت لواحدة كانت تكلفتها 1400 جنيه فالشهر للطفلين، ونظرا لأننا كنا وقتها فى نصف الشهر، استفسرت عن إمكانية استضافة أطفالى يوميا 60 جنيها لكل طفل، وبدأنا بها لمدة 10 أيام، وكانت حضانة بها كاميرات، وأصحاب تلك الحضانة يشهدوا أننى لم أكن أتأخر عن موعد الأطفال أبدا، وخلال تلك الفترة قررنا البحث عن حضانة أقل فى السعر، حتى وصلنا إلى تلك الحضانة صاحبة البلاغ".
وتابعت: "فى أول زيارة لى لتلك الحضانة لم تكن مالكتها موجودة، وسألت السيدة المسنة الموجودة بها: هل تستضيفين رضع؟ قالتلى أه، فأكدت لها أننا سنجرى تجربة للمكان لعدة أيام، واتفقنا سويا أن أحضر الأطفال من اليوم التالى لزيارتى، ولم تطلب منى وقتها أى أوراق خاصة بالأطفال وبى، وخلال حديثى معها أكدت لها أننى ليس لدى فى الدنيا غيرهم، وأننى أجريت حقنا مجهريا لأحمل بهما، وطالبتها بأنها تعتنى بهما، وأكدت أن الحديث مع ابنتها غدا، للاتفاق حول السعر".
واستطردت: "فى الثامنة صباح ثانى يوم، وصلت بصبحبتى الطفلين، ومعى لبن لهما، وطعام، وعبوة أعشاب، وسلمت الأطفال لها، ولم تحدد موعد لاستلام الأطفال، وأن الحضانة بها فترة مسائية، وأكدت أنه لن يحدث أى مشكلة فى حال تأخرنا قليلا على الأطفال، وطالبتها وقتها بإزالة "زحليقة" بعيدا عن الأطفال حتى لا يتعرضا لأى إصابات، وعند وصولى للمنزل أحضرت السباك لإصلاح بعض الأشياء فى المنزل، وفى الخامسة تواصلت مع زوجى ليتجه لإحضار الأطفال، إلا أنه فوجئ فى أثناء طريقه لهم، نشر صورة طفلينا على الفيس ومكتوب "أطفال مفقودين.. سيدة تترك طفلين مخطوفين، ولا يشبهونها بالمرة، وتركتهم وهربت"، كل ذلك رغم أن كاميرات الحضانة التقطت صورتى وأنا أخرج من المكان وأتصرف بشكل طبيعى، وشرائى لبعض الخضروات والفواكه".
نقابة أطباء الأسنان تضامن مع الوالدين
الدكتور حسين عبد الهادى، أمين صندوق النقابة العامة لأطباء الأسنان، قال إن النقابة ستدعم الدكتور "محمد.ص" طبيب أسنان، فى كافة خطواته لإثبات حقه، فيما نسب إليه بتعريض حياة طفليه التؤام للخطر، وتركهم داخل حضانة بمنطقة أوسيم والهرب.
وأوضح عبد الهادى، لـ"انفراد"، أنه سيتم إعداد مذكرة للنائب العام، لتقديم التماس لتسليم الأطفال لأهلهم، واستمرار التحقيقات لحين ثبوت عكس ما تم اتهامهم به، مشيرا إلى النقابة ستتابع القضية حتى نهايتها، لافتا إلى أنه فى حال كان هناك أى حق للطبيب فلن تتخلى النقابة عنه.
سيناريوهات التعامل مع القضية
النيابة العامة بشمال الجيزة تسلمت تقرير تحليل عينة"DNA"الذى أجرى للطفلين والأب والأم، والذى أثبت أن الطفلين يعود نسبهما إلى ذات الأم والأب، وتنتظر تقرير الأمومة والطفولة بشأن القضية، لتحديد الموقف من تسليم الطفلين لوالديهما أو تسليمهما لإحدى الأسر الممتدة.
وقالت مصادر قانونية، إن التحريات الأولية أشارت إلى أن الأب والأم فى الواقعة وصلا لمرحلة الخطر المحدق على الطفلين، وعدم قدرتهما على توفير الرعايا اللازمة لهما.
وتابع "المصدر"، أن هناك عدة سيناريوهات تتحكم فى سير القضية، ففى حالة ثبوت من خلال التحقيقات أن الأم والأب عرضا حياة الطفلين للخطر، وأنهما باتا يمثلا خطر عليهما، فلن يتم تسليمهم إليهم، وسيتم تسليمهم للأسرة الممتدة، وأنهم قد يحالا إلى المحاكمة أمام محكمة الجنح بتلك التهمة، والتى تصل عقوبتها إلى الحبس لمدة 6 أشهر.
وأضاف "المصدر"، فى تصريحات لـ"انفراد"، أن السيناريو الثانى يتوقف على تقرير الأمومة والطفولة وما ستسفر عنه التحقيقات، ففى حالة ثبوت أنهم وصلا إلى مرحلة الخطر المحدق على حياة الطفلين، مع عدم ثبوت عدم تعريضهم حياة الطفلين للخطر، فسيتم الاكتفاء بتسليم الطفلين لإحدى الأسر الممتدة دون مسألة الأب والأم جنائيًا.
وتابع "المصدر، أن السيناريو الأخير، يحدده أيضًا تقرير الأمومة والطفولة، ففى حالة ثبت من خلال التقرير أن الأب والأم لم يصلا لمرحلة الخطر المحدق على حياة الطفلين، فمن الممكن أن يتم تسليمهما إليهما، ولكن تحت إشراف لجنة من المجلس القومى للأمومة والطفولة، التى ستتابع حالة الطفلين بصفة دورية مع الأسرة للاطمئنان عليهم، وأنه لا توجد مخالفات من جانب الأبوين تجاههم.