يمثل اعتراف مجلس الشيوخ الأمريكى ، بجريمة إبادة الأتراك للأرمن، ضربة كبرى للنظام التركى، إلا أنها فى ذات الوقت تثير تساؤلات عديدة بشأن ما إذا كان هذا القرار سيجبر النظام التركى على دفع تعويضات للأرمنيين على تلك الجريمة التى مر عليها أكثر من 100 عام.
هذا التساؤل أثاره مؤرخ تركى، حيث نقل صحيفة زمان، التابعة للمعارضة التركية، عن المؤرخ التركي تانر أكتشام، تحذيره لحكومة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، من أن أنقرة ستكون مطالبة بدفع تعويضات مالية، بعد اعتراف مجلسي الشيوخ والنواب في الولايات المتحدة الأمريكية، بجريمة إبادة الأرمن.
المؤرخ التركي أشار إلى أن قرار الشيوخ الأمريكي يعتبر نقطة تحول تاريخية في أزمة إبادة الأرمن، محذرًا من أن الفترة المقبلة قد تشهد رفع دعاوى قضائية دولية ضد تركيا والحكم بإلزامها بدفع تعويضات للأرمن.
المؤرخ التركي أوضح أن على أنقرة الحفاظ على علاقتها بالإدارة الأمريكية لتجنب وقوعها في مشاكل، متابعا: إذا لم تأخذ تركيا موقفًا ضد القرار، ولم تحاول غلق قاعدة إنجرليك الجوية الأمريكية على أراضيها، فإن كلا البلدان سيتمكنان من استمرار علاقتهم وكأن شيئًا لم يكن.
من ناحيته كشف الدكتور أرمن مظلوميان، رئيس الهيئة الوطنية الأرمينية فى مصر، طريقة حصول الأرمن على تعويضات من تركيا على المذبحة التى ارتكبها العثمانيون بحق الأرمينيين فى عام 1915، وذلك بعد اعتراف العديد من دول العالم بالإبادة التركية للأرمن.
وقال رئيس الهيئة الوطنية الأرمينية فى مصر، فى تصريح لـ"انفراد"، إن الحصول على تعويضات من تركيا يقتضى أولاً اعتراف تركيا بالمذبحة التى ارتكبتها ضد الأرمن إبان الحكم العثمانى، مشيراً إلى أن النظام التركى الحالى لن يعترف بتلك المذبحة.
وتابع رئيس الهيئة الوطنية الأرمينية فى مصر: اعتراف دول العالم بإبادة الأتراك للأرمن وكان آخرها اعتراف الكونجرس الأمريكى بالمذبحة هو مجرد ضغط سياسى، ولكن لا يؤدى إلى حصول الأرمن على تعويضات، موضحاً أن الحصول على تعويضات يقتضى أولاً اعتراف أنقرة ، ثم يتم بعد ذلك مفاوضات حول التعويضات المناسبة.
فى ذات الإطار، أكدت فيرا يعقوبيان، مدير الهيئة الأرمنية فى الشرق الأوسط، أن الحصول على التعويضات المعنوية والمادية من النظام التركى على جريمة الإبادة الجماعية للأرمن التى حدثت فى عام 1915 محكوم باعتراف تركيا العلني بارتكابها جريمة الإبادة بحق الأرمن في السلطنة العثمانية في الأعوام 1915-1917 والتي استمرت حتى العام 1930.
وقالت مدير الهيئة الأرمنية فى الشرق الأوسط فى تصريح لـ"انفراد"، أن اعتراف تركيا بالإبادة الجماعية للأرمن حال تمت، سيلزمها بالتعويض على الأرمن حقوقهم المعنوية والسياسية.