- رفعت الفياض: الإعلام يخدم الجماعات الإرهابية بتسليط الضوء على أفكارهم
نظمت نقابة الصحفيين، اليوم الاثنين، ثانى فعاليات المؤتمر العام الخامس للنقابة فى إطار فعاليات الاحتفال باليوبيل الماسى للنقابة، تحت شعار "نحو بيئة تشريعية جديدة"، وناقشت الجلسات مكافحة الإرهاب والعدوان على الحرية وحقوق الإنسان.
شارك فى المؤتمر الكاتب الصحفى أيمن الصياد والكاتب الصحفى حسين عبد الرازق ورفعت فياض مدير تحرير أخبار اليوم وخالد البلشى رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين وأبو السعود محمد رئيس لجنة الإسكان وكارم محمود رئيس لجنة التشريعات بالنقابة والكاتب الصحفى حازم منير وأحمد أيوب.
ومن جانبه قال الكاتب الصحفى أيمن الصياد إن قلة الحضور فى المؤتمر العام الخامس للصحفيين يعكس واقع المجتمع، مضيفا "الصحافة بنت هذا المجتمع، وإذا كان فيها من أمراض فهى من المجتمع".
وأضاف الصياد خلال كلمة له فى ثانى فعاليات المؤتمر العام الخامس للصحفيين، المعنقد الآن: "لدينا فى التاريخ تجارب إعلامية شتى وأسماء كبرى ما يجعل من الدولة قوية"، متسائلا: "ما العلاقة بين حرية الصحافة والإرهاب؟ هل إذا زاد مؤشر حرية الصحافة زادت قوة الدولة وضعف الإرهاب أم العكس؟ وإلى أى مدى يمكن أن تسهم الصحافة الحرة فى صنع دولة قوية؟.
وأوضح الصياد أن حالة الانسحاب من المشهد العام طبيعية، بعدما جرى من إحباطات متوالية، مؤكدا أن هناك إرهاباً يهدد الدولة، وهو أمر متفق عليه، متابعا: "طالما هناك دماء تسيل، بغض النظر عمن أسال الدماء أو من أسيلت دماؤه، بغض النظر عن جماعة أو دولة كبرى أو صغرى، أو أيًا كانت الوسيلة، فكله إرهاب طالما سقطت ضحيته خارج سياق القانون".
وأكد رفعت الفياض مدير تحرير أخبار اليوم أن الجماعات الإرهابية تحاول الاستفادة من الميديا لكى تخدم أفكارها وتواجهها من خلال نقل صورة الترويع والتخويف لكثير من المواطنين.
واستطرد الفياض خلال كلمة له فى ثانى فعاليات المؤتمر العام الخامس للصحفيين، أننا أمام حرب حقيقية ولابد أن يكون الإعلام ملم بطبيعة هذه الحرب، متابعا: "ما نواجهه الآن فى المجتمع حرب حقيقية ضد المجتمعات العربية والإسلامية إرهاب يستخدم كل وسائل التكنولوجيا".
وأشار الفياض إلى أنه عندما يركز الإعلام على طبيعة أفكار الجماعة الإرهابية فإنه يخدمها، مشددا على أن قضية الصحافة والإرهاب خطيرة، ولابد أن نتناقش فيما بيننا لنكون إعلاما سليما فى كيفية التعامل مع الإرهاب.
وتابع الفياض قائلا: "الجماعات الإرهابية تحاول استخدام الوسائل الإعلامية لتوصل فكرتها وفعلتها كنشر صور الترويع والسفك والتدمير، حتى يُصاب الجميع بالهلع والخوف ويزيد من الخوف من هذه الجماعات، نخدم هذه الجماعات الإرهابية حينما نلتفت لها، خصوصاً أن جزء كبير منها يلتحف باسم الدين، بما يعطى لها نوع من الترويج، ويجعل الشباب الذين يعانون من بناء فكرى ودينى ضعيف، ينضمون إليها".
وشدد الفياض أن ما يفتعله الإعلام مع الجماعات الإرهابية قد يكون بقصد أو غير قصد، وبالتالى لابد من تدقيق نشر الرسالة الإعلامية الخاصة بهم، لافتا إلى أن التشكيل الخاطئ لعقول الجماعات الإرهابية يجعلهم يعتقدون أنهم يعيدون تشكيل المجتمع بشكل سليم، سواء بمنع الفنون أو الرياضة، وهو يثبت تفهمهم للدين على غير الحقيقية.
ولفت الكاتب الصحفى حسين عبد الرازق إلى أن الإرهاب ليس ظاهرة جديدة وإنما قديم قدم التاريخ، مضيفا أنه بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو واجهت مصر موجه إرهابية جديدة تختلف عن سابقتها خلال تسعينيات القرن الماضى.
وأضاف عبد الرازق خلال كلمة له فى ثانى فعاليات المؤتمر العام الخامس للصحفيين، أن الإرهاب تحول من مجرد أحداث متفرقة إلى ظاهرة تؤثر فى الحياة اليومية للوطن والشعب.
ونوه عبد الرازق إلى أن مصر عانت من الإرهاب، خاصة منذ تأسيس جماعة الإخوان المسلمين، على يد حسن البنا، وتكوينه للتنظيم الخاص أو الجهاز السرى عام 1944، على شكل خلية عنقودية مسلحة بدأت باغتيال أحمد ماهر رئيس الوزراء فى فبراير 1945، ثم اغتيال خليفته محمود فهمى النقراشى فى ديسمبر 1948، واغتيال القاضى أحمد الخزندار.
وشدد عبد الزراق أن المنظمات الحقوقية والنشطاء يتعرضون لحملات قمعية، بحجة مكافحة الإرهاب، مطالبا بضرورة تصحيح تعريف الإرهاب، مؤكدا أهمية إلغاء وتعديل ترسانة القوانين والمواد القانونية التى تنتهك الحريات وحقوق الإنسان وتتعارض مع الدستور الحالى، وإلغاء تبعية السجون لوزارة الداخلية تنفيذًا لوصية قضاة مصر فى مؤتمر العدالة بتبعية السجون للهيئة القضائية وإنشاء شرطة قضائية تتبع المجلس الأعلى للقضاء وإصدار قانون جديد للسجون يتفق مع أحكام الدستور، ومعالجة القصور التشريعى الفادح فى جرائم التعذيب واستخدام القسوة وإلغاء نيابة أمن الدولة والأخذ بنظام قاضى التحقيق كضمانة عملية لحق كل مواطن يقبض عليه، وإصدار القانون الموحد لتنظيم الصحافة والإعلام الذى أعدته اللجنة الوطنية للتشريعات الصحفية والإعلامية.
وشدد أبو السعود محمد عضو مجلس نقابة الصحفيين، إننا بحاجة ماسة لمعرفة كيفية التعامل مع الإرهاب، بجانب التفرقة بين الكتابة عن الإرهاب والكتابة ضد الإرهاب، الذى يضعنا فى إشكالية منع المعلومة خاصة بعد قانون الإرهاب الذى صدر.
وقال خالد البلشى، رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، إننا نحتاج إلى قوانين تُحرر الإعلام وتُطلق سراح الصحفيين المسجونين، لافتا إلى أن تحميل الإعلام كل شىء هو إبراء للإرهاب ذاته.
وأضاف البلشى خلال كلمة له فى ثانى فعاليات المؤتمر العام الخامس لنقابة الصحفيين، أن دور الإعلام هو نقل المعلومة فى إطار قانونى وليس مواجهة الإرهاب، متابعا: "أخشى أننا نحمل الإعلام كل ذلك فيتحول الأمر إلى مظلمة عامة، المدخل لمقاومة أى إرهاب هو توسيع الحريات العامة، والإعلام ابن لكل السياسات المتبعة".
وذكر مجدى حلمى، مدير تحرير جريدة الوفد، أنه فى ظل محاربة الإرهاب، لابد من تبنى خطاب مهنى قائم على عدم تبرير العنف، مشددا على ضرورة احترام حقوق الإنسان كل، وكشف أى انتهاكات فى حق المواطنين أيا كان نوعها، لافتا إلى أن هناك إجراءات استثنائية تتم لمجموعات كثيرة.