حققت الإدارة الأمريكية اليوم السبت انتصارا جديدا فى مجال علوم الفضاء بإعتماد أول هيئة عسكرية جديدة فى البلاد منذ أكثر من 70 عاما، وذلك لإنشاء جيش فضائى ، لما يمثله الفضاء من فائدة كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية، ومن جهة اخرى فيواجه فضاء أمريكا تهديدات من جانب روسيا والصين اللتين طورتا قدراتهما التكنولوجية، وتتراوح التهديدات من التشويش على الاتصالات والأقمار الاصطناعية لنظام تحديد المواقع إلى استهداف قمر اصطناعي بصاروخ أرض-جو، وهو ما اختبرته الصين بنجاح في عام 2007، وفقاً للبنتاجون.
ووقع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب اليوم السبت، على قانون التفويض الوطنى للدفاع لعام 2020، الذى يشمل قوة الفضاء، إذ تأتى الخطوة ضمن حزمة الإنفاق الحكومي، البالغة 1.4 تريليون دولار، من بينها موازنة البنتاجون، وتوفير قدر ثابت من التمويل أيضاً لسياج ترامب الحدودى بين الولايات المتحدة والمكسيك.
كما تشمل الميزانية الجديدة أيضا، أموالا "لمواجهة روسيا" وعقوبات ضد "التيار الشمالي-2" والمساعدة العسكرية لأوكرانيا، وتقدر موازنة وزارة الدفاع بقيمة 738 مليار دولار.
ونقلت وسائل الإعلام الأمريكية حفل التوقيع الذي أقيم وسط حشد من الجنود الأمريكيين بقاعدة "أندروز العسكرية في بولاية ماريلاند الأمريكية.
وقال ترامب خلال التوقيع :"اليوم، لدينا مرحلة أساسية، واليوم نقدم رسميا فرعا جديدا من قواتنا المسلحة يسمى القوات الفضائية".
وتعتبر قوة الفضاء بمثابة قضية تغنى بها ترامب خلال فعالياته السياسية، لكن الجيش يعتبرها تأكيدا على الحاجة لتنظيم أكثر فعالية للدفاع عن المصالح الأمريكية فى الفضاء، خاصة الأقمار الاصطناعية المستخدمة فى الملاحة والاتصالات.
وذكرت وسائل إعلام عالمية، أنه على عكس ما يعتقد الكثيرون، فإن قوة الفضاء لا تهدف إلى نشر قوات قتالية فى الفضاء.
وأضافت وسائل الإعلام، أن الفضاء أكثر أهمية للاقتصاد الأمريكى وللحياة اليومية، فعلى سبيل المثال، يوفر "نظام التموضع العالمى" خدمات ملاحية للجيش والمدنيين.
ويوجد نحو 20 قمرا اصطناعيا مداريا يديرها الجناح الفضائى الخمسون، من مركز العمليات فى قاعدة شريفر الجوية بولاية كولورادو.
وفى يوليو الماضى صادق مجلس النواب الأمريكى، على تشكيل فرع جديد من الجيش أطلق عليه اسم "كتيبة الفضاء" سيتم تكليفه بإدارة العمليات فى الفضاء، ويتألف الجيش الأمريكى الجديد أساسا من أربعة فروع هى البر والبحر والجو ومشاة البحرية.
وواجه الإجراء معارضة من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب التى لا ترى ضرورة لزيادة البيروقراطية العسكرية.
إلا أن مؤيدى مشروع القانون وقسما من النواب يرون أنه من الضرورى تشكيل فرع لحماية ومراقبة موجودات الجيش فى مجال الفضاء نظرا لاعتماده القوى على الأقمار الإصطناعية.
وتضمن قانون الدفاع الوطنى الذى أقره مجلس النواب، تعديلا ينص على تشكيل "كتيبة الفضاء" من خلال نقل وظائف يشرف عليها سلاح الجو الأمريكى حاليا إلى قيادة منفصلة.
لكن من المستبعد أن يتم تشكيل هذا الفرع على الفور لأن نسخة مجلس الشيوخ من قانون الدفاع الوطنى لا تتضمن هذا الإجراء.
وجدير بالذكر أن مساعد وزير الدفاع الأمريكى والمسئول عن سياسة الفضاء ستيف كيتاي كان قد قال في أغسطس الماضى، إن "الاعتقاد سائد في الصين وروسيا بأن الفضاء يشكل نقطة ضعف بالنسبة للولايات المتحدة وهو ما يمنحهما ميزة نسبية إزاءها".