قال المهندس طارق النبراوى نقيب المهندسين، إن النقابة وضعت خطة للارتقاء بالتعليم الهندسى منذ فترة بالمجلس الأعلى للنقابة، مضيفا: "نعمل على تنفيذها خلال تلك الفترة، وهى خطة طموحة، ستحقق ثورة بالتعليم الهندسى، ولدينا الاعتمادات المبدئية التى ستمكننا من اتخاذ الخطوات الأولى منها، العام الماضى وضعنا القاعدة الأولى، وهى أن يكون ملتحقى الكليات حاصلين على درجات محددة بالثانوية العامة 80% كحد أدنى للقبول بالقيد بنقابة المهندسين، العام الجارى يتم دراسة المجموع المناسب مع المتخصصين والمهتمين بالعملية التعليمية".
وأضاف النبراوى: "المشروع نقدم من خلاله شهادة FE لألف خريج سيتم تحديدهم بواقع 10 من كل كلية ومعهد حكومى أو خاص، ومتكفلين بكل تكاليف هذه المنحة، والذى بموجبها سيحصل على الشهادة العالمية، ونستهدف أن نقدم للرأى العام الهندسى والمصرى شهادة واضحة تحدد مستوى التعليم الهندسى فى مصر، وبمقتضاها يتم وضع خطة للإصلاح".
وأشار النقيب إلى أن هذا العام سيتم الاختبار اختيارى، وخلال عامين سيكون هناك اختبار بالنسخة المصرية، سيضعها الخبراء المصريين، وسيتم اختبار لكل خريجى الهندسة، مضيفا: "ولن يدخل النقابة إلا كل من اجتاز الاختبار، واجبنا أن نقابة المهندسين يدخلها الخريج الذى نضمن امتلاكه لأساسيات الهندسة كاملة من التعليم الحكومى والخاص، ونقابة المهندسين سيكون هناك اقتراح لها بإنشاء مفوضوية لهذا الاختبار، يقودها الأساتذة المتخصصين والاستشاريين، بحيث يتم تقديم أفضل اختبار عملى يحقق لنقابة والمهنة أفضل اختيارات".
واستطرد: "لابد من وجود اختبار يحدد مستوى الخريج ولن يشثنى منه أى كلية أو معهد، ونتائجه ستكون الأساس للدخول لنقابة المهندسين، وذلك لإحداث تغيير وثورة بمهنة الهندسة ومستوى الخريجين، ولا تفرقة بين الجامعات الحكومية والخاصة إلا من خلال نتائج الاختبارات، حقنا فى ذلك قانونى 100%، ولن يحصل على كارنيه النقابة إلا كل من اجتاز تلك الاختبارات، ومن المتوقع مع بداية 2018 التطبيق من خلال الاختبارات من المفوضية المصرية، لعمل خريطة واقعية لمستوى الخريجين والدراسة بالكليات".
من جانبه، قال الدكتور مهندس تامر النادى عضو المجلس التخصصى للتعليم، إن اختبارات أساسيات الهندسة، والتى ستجريها نقابة المهندسين، بالتعاون مع الهيئة الأمريكية لاختبارات الهندسة والمساحة، ستقيس مدى إجادة الخريجين لأساسيات الهندسة، وتهدف لفرز الخريجين، مشيرا إلى أنه نظام جوده أمريكى مطبق فى أغلب دول العالم خاصة الخليج، والذى يشترط للإلحاق طلاب جامعة أن تحصل على الاعتماد، وأن جامعتين فقط تم اعتمادهم فى مصر، وباقى الجامعات مناهجهم لا تؤهلهم للحصول على الاعتمادات.
وأضاف النادى، أن الجامعات فى مصر ينقصها إقرار مواد الإنسانيات لتركيزها على علوم التخصصات فقط، مشيرا إلى أن لجنة القطاع الهندسى بالمجلس الأعلى للجامعات تعمل خلال الفترة الجارية على تعديل تلك النظم لإدخال المناهج الإنسانية، مؤكدا أن تلك الاختبارات ستساعد المهندس بشكل كبير فى الخارج ويمنحه ثقل على المستوى العالمى.
من ناحيته، قال الدكتور حمدى الليثى رئيس لجنة التعليم الهندسى بنقابة المهندسين، أن اختبار اساسيات الهندسة، تم من خلال اجتماعات تنسيقية بين النقابة والمجلس الرئاسى التخصصى للتعليم، والبحث العلمى "المجلس الرئاسى" مع اللجنة التخطيطية لقطاع الدراسات الهندسية والتكنولوجية والصناعية بالمجلس الأعلى للجامعات، وذلك منذ أغسطس 2015 وحتى الوقت الجارى، حيث تم توقيع عقد اتفاق بين النقابة والمجلس الأمريكى لامتحانات الهندسة والمساحة NCEES بما يتيح الفرصة لخريجى الهندسة فى مصر لأداء الامتحان.
وأوضح الليثى، أنه من المقرر أن يتم إطلاق خطوات تالية بشأن مبادرة قومية من خلال المجلس الرئاسى التخصصى للتعليم، ووزارة التعليم العالى ولجنة القطاع الهندسى بالمجلس الأعلى للجامعات، للإعداد لإنشاء مفوضية مستقلة تختص بكافة اختبارات مهنة الهندسة وإصدار رخص مزاولة المهنة بناء على المبادرة القومية، بالإضافة إلى دعوة الجامعات والمعاهد الحكومية والخاصة إلى إنشاء مراكز معتمدة لهذه الاختبارات وتقديم برامج تدريبية متخصصة تساعد المهندسين على اجتياز الامتحان بنجاح.
وأشار إلى أن الهدف من الاختبارات تحسين فرص العمل أمام المهندسين فى الأسواق المحلية والإقليمية والدولية، والتطوير والارتقاء بمستوى ممارسة المهنة بما يؤدى إلى استعادة الريادة للمهندس المصرى، وقياس جودة مخرجات التعليم الهندسى، بما يؤدى إلى عولمة التعليم الهندسى فى مصر، لافتا إلى أن اختيار الهيئة الأمريكية لاختبارات FE، لأنها الجهة الوحيدة التى تتيح الاختبارات على مستوى عالمى، على شبكات الإنترنت ويؤدون تلك الخدمات لمجموعة من الدول كالسعودية واليابان وكندا وكوريا الجنوبية، حيث يتم اتاحة الالتحاق بالاختبار لأى مهندس عضو بالنقابة، فور دخول الموقع سيجد صفحة خاصة بمصر، سيسجل بياناته عليه، والمصروفات 250 دولار أمريكى يتم دفعها بالفيزا كارد.
وأضاف: "الاختبار لا يتاح لأى مهندس إلا خريجى الكليات المعتمدة وهو شرط يصعب توفيره فى الكليات المصرية، خاصة أن جامعتين فقط المتاح لديهم تلك الخدمة، فى مقابل 94 كلية ومعهد فى مصر غير معتمدين طبقا للنظان الأمريكى ABEt للجودة، ومع الاتفاقية التى توصلت إليها نقابة المهندسين، أصبح الاختبار متاح لكل معهد أو كلية معتمدة لدى النقابة، الحصول على الشهادة ستؤهل الخريج للتقدم لفرص عمل أوسع وأفضل، خاصة أن عددا من الدول باتت تشترط الحصول على تلك الشهادة".
وتابع: "النقابة ستعطى منحه لمرة واحدة فقط لأوائل الخريجين من المهندسين، وأرسلت النقابة خطابات إلى كافة المؤسسات التعليمية الهندسية لترشيح أسماء الأوائل من الطلبة من دفعات 2014، و2015 بحد أقصى 10 خريجين لكل مؤسسة، وستتكفل النقابة بدفع كل تكاليف الامتحان للمرشحين فور تقديمهم ما يفيد دفعهم لرسوم الامتحان، وهى منحة تهدف لقياس مستوى أوائل الخريجين من كافة المؤسسات الهندسية فى مصر"، لافتا إلى أن المجلس الأعلى للنقابة اعتمد 2 مليون جنيه لإجراء الاختبارات هذا العام.