بعد أن رفض مجلس صيانة الدستور فى إيران قوانين تعزز صلاحيات "الشرطة الدينية" فى فرض ارتداء الحجاب على النساء، ودعوة الرئيس الإيرانى حسن روحانى للتساهل بحق الحجاب، عادت الشرطة تنشط من جديد مع حلول فصل الصيف الحار فى إيران، وارتداء الشباب ملابس تتسم بطابع غربى أكثر، وحجاب لا يغطى نصف الشعر بالنسبة للمرأة.
وفى إطار ما يسمى بتطبيق خطة "الأمن الأخلاقى" فى إيران، بزعم الحفاظ على نقاء الثقافة الإسلامية من تسلل مظاهر الثقافة الغربية إلى المجتمع الإيرانى، جندت إيران حوالى 7 آلاف مخبر باللباس المدنى، للقيام بدوريات فى شوارع طهران بهدف محاربة "المنكر" خصوصا عدم ارتداء الحجاب حسب الأصول ومواجهة التحرش والمضايقات التى من الممكن أن تتعرض لها النساء.
دوريات بالزى المدنى ترفع تقارير بالمخالفين
وأعلن قائد الشرطة فى العاصمة الإيرانية طهران الجنرال محسن ساجيدينيا بدء من اليوم تعمل الدوريات بالزى المدنى فى كل المدينة. وأضاف ساجيدينيا أن مهمة هذه الدوريات هى مراقبة سوء ارتداء الحجاب والأصوات الصاخبة ومضايقة النساء، وعدم الالتزام بالحجاب فى السيارات".
وذكر ساجيدينيا أنه لا يحق لهؤلاء المخبرين التحرك من تلقاء أنفسهم بل عليهم رفع تقرير بهذه الحالات إلى الشرطة، وسوف يقوم هذا الجهاز بالاتصال بهم لمراجعة الشرطة، وإذا لم يمتثلون لذلك ستحضر إلى منازلهم.
وبشأن المخبرين قال ساجدنيا "تم تدريبهم بشكل جيد واتخذت الأحكام القضائية فى هذا الشأن، وليس لديهم حق التدخل بشكل مباشر مع المواطنين، بل عليهم إبلاغ الشرطة عبر تقارير ترفع إلى الجهاز.
وفى نوفمبر، أعلنت الشرطة الإيرانية أن السيارات التى تقودها نساء أو يوجد داخلها غير محجبات أو لا يرتدين الحجاب حسب الأصول ستحجز لمدة أسبوع.
كما عادت "دوريات الإرشاد أو التوجيه " بصحبة الشرطة تطوف شوارع العاصمة طهران، لملاحقة غير الملتزمات بالحجاب الشرعى أو ما يطلق عليه فى إيران الحجاب السيئ، والملابس الضيقة. لكن البعض فكر فى استخدام تطبيق على التليفونات الذكية لإخبار الأشخاص عن أماكن تواجدها لتجنب المرور من ذلك المكان.
تستقر عادة تلك الدوريات الشرطية فى الشوارع المزدحمة والمولات التجارية، للتصدى لغير الملتزمين.
ومنذ الثورة الإسلامية عام 1979، أصبح ارتداء الحجاب إلزاميا فى إيران للإيرانيات أو للأجنبيات بغض النظر عن الديانة. لكن خلال السنوات الماضية، حدث بعض التراخى فى التزام النساء بالزى الرسمى، وتزايدت فى شوارع العاصمة والمدن الكبرى فى المحافظات رؤية نساء يقدن السيارات وقد سقط الحجاب على أكتافهن، كما تخرج أيضا النساء ولا يغطين شعرهن بشكل كامل ويرتدين ثيابا ضيقة.
كما شددت الشرطة الإيرانية أيضا الإجراءات على السائقين المتهورين أو الذين يشربون الخمر أو يتعاطون المخدرات.
ووفقا لرئيس شرطة طهران أن الجهاز سوف يقوم الأيام المقبلة بتطبيق خطط أخرى تقتضى مواجهة بائعى المخدرات والقبض على المدمنين من الشوارع.
وأعلنت الشرطة عن نظام جديد يسمح "للأشخاص الموثوق بهم" إبلاغ الشرطة عن هذه الجنح، وقد يكون هؤلاء الأشخاص من "المسئولين فى الإدارة أو فى القوات المسلحة أو أيضا رجال شرطة بلباس مدنى".
وفى السنوات الأخيرة أصبح العديد من النساء الشابات يرتدين حجابا خفيفا ولباسا ضيقا أو يمتد حتى الركبتين بدلا من المعطف الطويل أو التشادور التقليدى، وتدخل العديد من رجال الدين المحافظين لانتقاد عدم احترام ارتداء الحجاب من بعض النساء فى شوارع العاصمة.
الشرطة تفشل فى القضاء على المظاهر الغربية فى المجتمع
ورغم الخطط التى تطبقها الشرطة الإيرانية إلا أنها لم تنجح حتى الآن فى القضاء على المظاهر الغربية فى المجتمع التى تظهر بصورة جلية فى ملابس الرجال والنساء وطريقة الحياة.
وكانت الحكومة الإيرانية قد بادرت لاعتماد إجراءات الانضباط العام، التى تمنع المرأة من ارتداء ملابس شفافة أو قصيرة، مع التأكيد على ضرورة أن ترتدى النساء الحجاب كما تفرض الشريعة الإسلامية، وعدم السماح لهن بمجرد وضع مناديل لا تغطى الشعر بالكامل.
ولم تقتصر صرامة المظهر العام على النساء فقط ليشمل الرجال أيضا، ويمنعهم من ارتداء التيشرت الضيق، وقصات الشعر الغريبة أو التى تشبه قصات شعر عبدة الشيطان.
روحانى يرفض سياسة ارتداء الحجاب بالقوة فى بلاده
لكن حسن روحانى، وهو رجل دين معتدل انتخب فى يونيو 2013 يدعو إلى مزيد من الانفتاح السياسى والاجتماعى، خصوصا فيما يتعلق باحترام ارتداء الملابس.
وقال فى الآونة الأخيرة إنه لا يمكنه "أن يقود الناس إلى الجنة قسرا"، وهو تصريح كان موضع انتقاد شديد من المحافظين الذين كانوا يشكلون غالبية فى البرلمان السابق. كما قال "على نسائنا أن يشعرن بالأمان والارتياح بوجود قوات الشرطة" و"إذا كان يجب توجيه تحذير..على الشرطة أن تكون آخر من يعطيه".
وفى عام 2014 وجه 195 نائبا إيرانيا من إجمالى 290 عريضة إلى الرئيس حسن روحانى طلبوا فيه تطبيق القانون الذى يفرض الحجاب على النساء.
وفى يناير العام الماضى رفض مجلس صيانة الدستور الإيرانى الموافقة على مشروع قانون يعزز صلاحيات "الشرطة الدينية" فى فرض ارتداء الحجاب على النساء.