لا تمنع أسوار السجون، النزلاء من الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، فرغم وجود السجناء داخل السجون لقضاء عقوبتهم، إلا أنهم يمارسون شعائرهم الدينية بكل حرية وسهولة، حيث تحرص مصلحة السجون على استقدام عددًا من رجال الدين المسيحى، وذلك لإقامة الصلوات، وتقديم بعض الهدايا للنزلاء المسيحيين ومشاركتهم الاحتفال بعيد الميلاد.
وتخصص مصلحة السجون أماكن لإقامة القداسات والوعظ الدينى بالسجون، حتى تشارك النزلاء فرحتهم بالأعياد، فى إطار إستراتيجية وزارة الداخلية الهادفة فى أحد محاورها إلى إعلاء قيم حقوق الإنسان، واستمرارًا للتعاون البناء بين الوزارة ومختلف أجهزة الدولة، للمساهمة فى تفعيل أوجه الرعاية المختلفة للنزلاء، وتوثيق أواصر الصلة بينهم والمجتمع الخارجى.
وثمن حقوقيون هذه الخطوات الإنسانية من وزارة الداخلية الرامية لإسعاد المواطنين وإدخال الفرحة لقلوبهم، فإذا كان السجين قد أخطأ، فهو يقضى عقوبته فى السجن، ويستلزم إدخال الفرحة على قلبه.
وأكد حقوقيون أن اهتمام وزارة الداخلية بإقامة الشعائر الدينية بالسجون، لـ"المسلمين والأقباط" والاحتفال بشهر رمضان والأعياد، ثم الاحتفال بعيد الميلاد والقيامة وغيرها من الأعياد الأخرى، واستقدام علماء الدين الإسلامى ورجال الدين المسيحى للسجون لشرح التعاليم الدينية للنزلاء، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن وزارة الداخلية المصرية تطبق أعلى معايير حقوق الإنسان الدولية، لا سيما فى ظل اهتمام الداخلية بملف السجون وأوضاع السجناء في مصر، والتوسع فى أماكن التريض والاهتمام بالمنظومة الغذائية والعلاجية والترفيهية، والسماح لهم باستقبال ذويهم فى زيارات رسمية، فضلاً عن وجود زيارات استثنائية للنزلاء خلال فترة الأعياد، لا يتم إحتسابها ضمن الزيارات الرسمية، لإدخال الفرحة على قلوبهم.
وحرصت وزارة الداخلية على تطوير المؤسسات العقابية وتطبيق مفاهيم الفلسفة العقابية الحديثة، من خلال تطوير وتجهيز كافة السجون القائمة بما يتفق والمعايير الدولية للمؤسسات العقابية، وإنشاء 5 سجون جديدة بمناطق "جمصة والمنيا وطرة"، مراعاة البعد الاجتماعى والإنسانى للمسجونين، من خلال توزيعهم على أقرب سجون لذويهم، وإنشاء مستشفيات وعيادات بكافة السجون لتقديم الرعاية الصحية لهم، والاهتمام بالجانب التأهيلى من خلال تنمية المهارات الحرفية والمهنية للمسجونين وتشغيلهم فى مشروعات إنتاجية تتبع قطاع السجون لإنتاج بعض السلع والمواد الغذائية اللازمة لسد احتياجات السجون، الاهتمام بالجانب التعليمى والترفيهى، وذلك بإتاحة الفرصة لـ"21943" سجين للالتحاق بمراحل التعليم المختلفة، وإقامة المسابقات الرياضية والأنشطة الترفيهية داخل السجون.