نفى مصدر دبلوماسى عربى ما تروجه وزارة الخارجية فى حكومة الوفاق الليبية حول الاجتماع الأخير للمندوبين الدائمين فى الجامعة العربية حول التدخلات الخارجية فى الشأن الليبى، موضحا أن ليبيا طالبت بعقد اجتماع فى أبريل الماضى لرفض التدخلات الأجنبية فى ليبيا لكن الطلب لم يحقق النصاب القانونى.
وأكد المصدر لـ"انفراد" أن من شروط الاستجابة لدعوة لعقد اجتماع بالجامعة موافقة 15 دولة من أصل 21 دولة بالجامعة العربية – بعد تعليق عضوية سوريا – ليتم الموافقة على عقد الاجتماع، مشيرا إلى أن دعوة حكومة الوفاق فى أبريل الماضى أيدتها ثلاثة دول ورفضتها 8 دولة وبالتالى لم يتحقق النصاب القانونى.
ولفت المصدر الدبلوماسى إلى أن ثمانى دول رفضت الاجتماع الذى دعت له خارجية الوفاق فى أبريل الماضى يعنى عدم اكتمال النصاب القانونى لعقد الاجتماع، مشيرا إلى أن حكومة الوفاق تعى ذلك وتسعى للتشويش على دور الجامعة العربية.
وأشار المصدر إلى أنه عقب تقديم مصر دعوة لعقد الاجتماع الأخير لبحث التدخلات التركية فى الشأن الداخلى الليبى، وافقت 7 دول بشكل على الطلب ولم تعترض أى دولة عربية على الاجتماع وتحقق النصاب القانونى وبالتالى يجب على الأمانة العامة للجامعة بالموافقة على عقد الاجتماع.
وحول هجوم وزارة خارجية حكومة الوفاق على الأمين العام أحمد أبو الغيط، أوضح المصدر الدبلوماسى العربى إلى أن أبو الغيط عيّن صلاح الدين الجمالى منذ ثلاث سنوات مبعوثا للجامعة لدى ليبيا وأجرى عدد من الزيارات لكافة المدن الليبية إلى أن توفى منذ عدة أشهر.
وأوضح المصدر أن القرار الصادر عن الجامعة العربية واضح ويعنى رفض كافة التدخلات الخارجية ودعمتها الدول الأعضاء.
وأشار المصدر الدبلوماسى إلى وجود حالة من الغضب والاستياء بين المندوبين فى الجامعة العربية من المندوبية الليبية التى يترأسها صالح الشماخى لعدة أساب أهمها تسريب كلمة ليبيا وهو ما يعد خرقا للقواعد والبروتوكول وهو يسىء لدولة عربية ويشوه دور بعضها.
إلى ذلك، أصدرت مندوبية جمهورية السودان لدى جامعة الدول العربية، الخميس، بيانًا، بشأن الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين الذي عقد فى مقر الأمانة العامة في القاهرة بشأن تطورات الأوضاع في ليبيا، في ضوء التدخلات التركية التي تمهد إلى إرسال جنود اتراك الى ليبيا.
ووفقًا للبيان، فقد أعربت المندوبية السودانية عن تفاجئها بتسريب النص الأول لكلمة دولة ليبيا في الاجتماع لوسائل الإعلام المختلفة، مشيرة إلى أنه في هذا السياق، فإن السودان يسجل بالغ استيائه والإدانة القوية للمسلك الذي وصفته بـ "غير المسؤول والمنافي لقواعد الإجراءات الحكامة" للجلسات المغلقة، وذلك بتسريب وثائق ومعلومات الاجتماع المغلق للمندوبين لوسائل الاعلام المختلفة في سابقة غير مبررة.
وأكد المصدر الدبلوماسى العربى أن حكومة الوفاق الليبية تعانى من أزمات داخلية وخارجية وتحاول تصدير أزمة وإظهار بعد الدول العربية على أنها ضد الدولة الليبية، مشيرا إلى أن الدول العربية ترفض أن تتحول ليبيا لساحة خلفية لحماية مصالح تركيا على حساب الشعب الليبى.
وأوضح المصدر إلى أنه فى الاجتماع الأخير للمندوبين الدائمين لم يتطرق مندوب ليبيا لدى الجامعة إلى التوجه التركى بإرسال قوات عسكرية وإنشاء قواعد فى البلاد، معربا عن دهشته من دفاع مندوب وزارة خارجية حكومة الوفاق عن التدخل التركى وهو ما تسبب فى استياء كبير من المندوبين الدائمين بالجامعة.
ونجحت مصر منذ أيام في توحيد الموقف العربي لمنع التدخلات الخارجية في شئون دولنا العربية وخاصة في ليبيا، مؤكدة في مشروع القرار الأخير الذى تم اعتماده من الجامعة العربية بضرورة منع التدخلات الخارجية التى تسهل انتقال الإرهابيين الأجانب إلى ليبيا.
وشدد مشروع القرار المصرى الذى اعتمدته الجامعة العربية فى اجتماعها على مستوى المندوبين الدائمين، أمس الأربعاء، على خطورة مخالفة الاتفاق السياسى الليبى والقرارات الدولية على نحو يسمح بالتدخلات العسكرية الخارجية.
كما أكد مجلس الجامعة العربية على ضرورة منع التدخلات الخارجية التى تُسهل انتقال الإرهابيين الأجانب إلى ليبيا؛ وطلب من الأمين العام لجامعة الدول العربية الاتصال على أعلى المستويات مع الأطراف الدولية والسكرتير العام للأمم المتحدة لخلخلة الأزمة الليبية ومنع أى تهديد للسلم والأمن الدوليين.
وأشار السفير علاء رشدى، مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية فى كلمته بالاجتماع، إلى خطورة التحركات التركية الأخيرة على أمن ومستقبل ليبيا، بما ينم عن أطماع معروفة فى ليبيا وثرواتها، مُحذراً من تداعيات ما يتردد عن إرسال قوات تركية إلى ليبيا على المنطقة، وكذا المعلومات المتوفرة حول إرسال عناصر إرهابية ومقاتلين أجانب ينتمون إلى تنظيمات إرهابية على متن رحلات طيران إلى ليبيا.