تطورات متسارعة شهدتها العاصمة العراقية، إثر الهجوم الصاروخى الذى استهدف مطار بغداد الدولى، فى وقت متأخر من يوم الخميس، تزامنا مع وصول قائد فيلق القدس، والقيادى بالحرس الثورى، قاسم سليمانى، وهو ما أودى بحياته، بصحبة عدد من قيادات الحشد الشعبى العراقى، والذين كانوا فى استقباله، وعلى رأسهم أبو مهدى المهندس.
وتأتى التطورات الكبيرة، بعد أيام قليلة من محاولات اقتحام السفارة الأمريكية فى بغداد، والتى اعتبرتها الإدارة الأمريكية استمرارًا لسياسة العداء الإيرانى تجاه واشنطن، وبالتالى فإن استهداف سليمانى يمثل انتقاما أمريكيا صريحا من طهران، وذلك بعد سنوات من الشد والجذب، بدأت منذ اعتلاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سدة البيت الأبيض، حيث انطلقت حروبا عدة من التصريحات العدائية، بينه وبين القيادادت الإيرانية، وعلى رأسهم سليمانى، خاصة بعد الانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى الإيرانى فى مايو 2018.
قاسم سليمانى بصحبة المرشد
ولم تعلن السلطات العراقية مباشرة عن مقتل سليمانى والمهندس، حيث بدأت خلية الإعلام الأمنى، والتابعة للجيش العراقى، بالإعلان عن الهجوم الصاروخى، حيث أكدت سقوط ثلاثة صواريخ كاتيوشا على مطار بغداد الدولى.
وانتهج الحشد الشعبى النهج نفسه، حيث أعلن أولا عن سقوط قتلى من أعضائه أثناء استقبالهم "ضيوف مهمين"، فى حين قتل اثنين من هؤلاء الضيوف، دون تحديد هوية القتلى، موضحا أن صاروخان استهدفا المركبات التى أقلت الضيوف ومستقبليهم.
ولكن الإعلان الرسمى الأول عن مقتل سليمانى، جاء من قبل المتحدث الرسمى باسم قوات الحشد الشعبى، أحمد الأسدى، متهما الولايات المتحدة وإسرائيل بالتورط فى الهجوم.
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، إن ضربة أمريكية قتلت قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وأضافت الوزارة في بيان "هذه الضربة تهدف إلى ردع أى خطط إيرانية لشن هجمات في المستقبل".
يبدو أن مقتل سليمانى لن يمر مرور الكرام، حيث أعلن القائد السابق بالحرس الثورى، على رضائى، عبر حسابه على موقع "تويتر"، أن انتقاما عنيفا بانتظار أمريكا بعد استهدافها للقيادى البارز فى طهران.