من هو قاسم سليمانى؟.. "رأس حربة إيران" انضم للحرس الثورى عام 1979.. تولى قيادة فيلق القدس بعد 19 سنة.. مهندس تعزيز نفوذ طهران بالشرق الأوسط.. وصل طموحه لآسيا وأمريكا اللاتينية.. وتحدى واشنطن فى حرب أف

استيقظ العالم، اليوم الجمعة، على خبر ينذر بأحداث خطيرة تهدد منطقة الشرق الأوسط بل والعالم كله، حيث نفذت الولايات المتحدة الأمريكية عملية عسكرية قرب مطار بغداد استهدفت خلالها سيارة القيادى البارز فى الحرس الثورى الإيرانى قاسم سليمانى قائد فيلق القدس، الذى اغتيل فى قصف جوى أمريكى قرب المطار العراقى. اغتيال قاسم سليمانى، ينذر بردة فعل إيرانية عنيفة خاصة بعد التصريحات السريعة الصادرة عن المرشد الإيرانى آية الله على خامنئى، الذى أكد أن انتقامًا عنيفًا ينتظر المجرمين الذين قتلوا قائد فيلق القدس. واغتيل سليمانى، البالغ من العمر 63 عامًا، فى ضربة أمريكية، استهدفته فى ساعة مبكرة من يوم الجمعة قرب مطار بغداد الدولى، وأكد الحرس الثورى مقتل سليمانى، إضافة إلى نائب رئيس ميليشيات الحشد الشعبى فى العراق أبو مهدى المهندس. ومن جهتها، قالت ميليشيات الحشد الشعبى إن 5 من أعضائها واثنين من الضيوف قتلوا فى الضربة التى استهدفت عرباتهم فى مطار بغداد. لكن من هو قاسم سليمانى الذى قد تصبح عملية اغتياله بداية حرب حقيقية بين واشنطن وطهران، والتى قد تجر العالم إلى حرب عالمية ثالثة؟ ويعد سليمانى اسمًا بارزًا فى الساحتين الإقليمية والدولية، باعتباره أحد أبرز القادة العسكريين الإيرانيين، حيث كان قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى، فيما يذهب البعض إلى حد وصفه بـ"رأس حربة إيران". وتحول سليمانى خلال السنوات الماضية، إلى "رأس حربة إيران"، حيث امتدت أصابعه إلى جبهات عدة بهدف العمل على تعزيز نفوذ طهران فى دول عربية عدة، تشمل العراق وسوريا واليمن ولبنان. ورغم قصر قامته وسلوكه الهادئ، ظل اسم سليمانى لصيقًا بدوائر ميليشيات الإرهاب فى عدد من دول العالم - على حد قول صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية - وينظر الخصوم والمعارضون إلى سليمانى، على أنه الشخصية المحورية التى تجسد النفوذ الإيرانى فى الشرق الأوسط، حيث عزز ثقلها الدبلوماسى، خاصة فى العراق وسوريا البلدين اللذين تنخرط فيهما الولايات المتحدة عسكريًا. فى عام 1979، انضم الجنرال سليمانى، الذى كان آنذاك شابًا يتحدر من عائلة فقيرة فى جنوب شرق إيران، إلى الحرس الثورى، قبل أن يقاتل فى الحرب العراقية الإيرانية خلال الثمانينيات، وفى 1998 برز اسمه بشكل أكبر، حين جرى تعيينه قائدًا لفيلق القدس، ولم تقتصر أدوار سليمانى على الجبهات والمعارك فقط، وإنما أسندت إليه كذلك أدوار سياسية أخرى، مثل سحق عدد من التظاهرات السلمية فى إيران، وتنفيذ اغتيالات ضدد معارضين إيرانيين فى الخارج. وتقول "واشنطن بوست" – حسب ما نقلته عنها "سكاى نيوز" - إن سليمانى كان مسؤولًا عن "عمليات إيران السرية فى الخارج"، مما جعله يتمتع بنفوذ دبلوماسى أكثر من وزير الخارجية جواد ظريف، وتابعت: "نفوذ سليمانى فى الشرق الأوسط واضح للغاية، كما أن طموحاته كانت كبيرة، إذ كان يستهدف كذلك دولًا فى آسيا وأمريكا اللاتينية". وفى أعقاب حادث الاغتيال، ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن سليمانى كان يعمل بنشاط ودأب على تطوير خطط لمهاجمة الدبلوماسيين الأمريكيين فى العراق وفى جميع أنحاء المنطقة، وأشار بيان البنتاغون إلى أن سليمانى وعناصر فيلق القدس "مسؤولون عن مقتل المئات من أفراد القوات الأمريكية وقوات التحالف"، موضحًا أن "تلك الميليشيات الإيرانية كانت شنت هجمات على قواعد التحالف فى العراق على مدار الأشهر القليلة الماضية"، كما قال البنتاجون إن "سليمانى كان قد أعطى الضوء الأخضر للهجمات التى قام أنصار الحشد الشعبى بتنفيذها على السفارة الأمريكية فى بغداد". ويرجح محللون أن النظام الإيرانى لن "يجد بديلًا" لسليمانى، الذى كان "شخصية فريدة"، حسب وصفهم. وفى تقرير آخر، أشارت صحيفة الرؤية الإماراتية، إلى أنه سبق للمحلل العسكرى السابق فى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية كينيث بولاك، أن قال عن سليمانى ضمن السيرة التى كتبها عنه لمجلة تايم، فى عددها المخصص لأكثر 100 شخصية نافذة فى العالم عام 2017، "بالنسبة لشيعة الشرق الأوسط، إنه خليط من جيمس بوند، وارفين روميل، وليدى جاجا"، وأضاف "بالنسبة إلى الغرب، إنه المسؤول عن تصدير الثورة الإسلامية، ودعم الإرهابيين، وقيادة حروب إيران فى الخارج". وكان البعض فى إيران - التى تعانى من ركود اقتصادى - قد اقترح دخوله إلى السياسة المحلية، غير أن الجنرال الإيرانى كان ينفى الشائعات التى تشير إلى عزمه الترشح فى للانتخابات الرئاسية فى 2021، وقد أظهر سليمانى مواهبه فى العراق المجاور لبلاده، ففى كل تطور سياسى أو عسكرى فى هذا البلد، كان نشطاً فى الكواليس، حتى إن نهايته كانت على الأراضى العراقية. ومن تمدد تنظيم داعش إلى الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان، أو حتى حاليًا على صعيد تشكيل الحكومة الجديدة، كان فى كل مرة يلتقى الأطراف العراقية الفاعلة ليشرح أمامهم المسار الذى يتوجب سلوكه، وفق عدد من المصادر التى شاركت فى هذه الاجتماعات التى كانت تعقد فى السر، فيما يعود نفوذه بشكل عام داخل إيران إلى فترات سابقة، إذ كان يقود فيلق القدس حين غزت الولايات المتحدة أفغانستان فى 2001. بدوره، قال ريان كوكر - الذى كان سفيرا للولايات المتحدة فى كابول وبغداد - فى مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية عام 2013، إن "محادثى الإيرانيين كانوا واضحين جدًا حول واقع أنه حتى لو أبلغوا وزارة الخارجية، فإن الجنرال هو من سيتخذ القرارات فى نهاية المطاف". وبعدما قضى عقودًا من حياته خلف الكواليس، بدأ سليمانى يتصدر أخبار وسائل الإعلام منذ بدء النزاع فى سوريا عام 2011، حيث قدمت إيران دعمًا ثمينًا لنظام الرئيس بشار الأسد، وفى تلك الأثناء، توالت صوره على الجبهات العسكرية وفى وثائقيات، كما جرى تجسيد شخصيته فى فيلم رسوم متحركة وفى فيديو موسيقى. وفى مقابلة متلفزة بثّت فى أكتوبر، روى أنه أمضى فترة من النزاع (اللبنانى – الإسرائيلي) فى 2006، فى لبنان إلى جانب قادة حزب الله، ووصفه مسؤول عراقى رفيع بأنّه رجل هادئ وقليل الكلام، وقال لمجلة نيويوركر، "يجلس وحيدًا فى الطرف الآخر من الغرفة، بطريقة هادئة جدًا.. لا يتكلم، لا يعلق يستمع فقط". وأظهرت دراسة نشرها فى 2018 مركز "إيران - بول" لاستطلاعات الرأى وجامعة مريلاند، أن 83% من الإيرانيين الذين جرى استطلاع آرائهم كانت لديهم آراء إيجابية بسليمانى، ما جعله يتقدم على الرئيس حسن روحانى، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، وعلى الصعيد الدولى، يعتبر بعض المسؤولين الغربيين، أنه الشخصية المحورية فى إطار علاقات طهران بجماعات مثل حزب الله اللبنانى، وحركة حماس الفلسطينية.










الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;