أسئلة كثيرة تثار بشأن مقتل قاسم سليمانى قائد فليق القدس، أبرزها ما هى الأسباب التى دعت الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للتخلص من القائد العسكرى الإيرانى الأبرز فى هذا التوقيت ولماذا لم يتخلص منه من قبل، بجانب هل ينتهى فليق القدس بعد مقتل قائده الأبرز..
فى هذا السياق أكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مقتل قاسم سليمانى، قائد فيلق القدس لن يؤدى إلى انتهاء تلك الحركة الإيرانية، مشيرا إلى أن إيران كانت على استعداد بتعيين بديل لسليمانى حال وفاته أو مقتله، قائلا إنه من المستعد انتهاء فيلق القدس، حيث أن إسماعيل قاأنى خليفة قاسم سليمانى التى تولى موقعه بعد ساعات من عملية اغتياله لديه نفس الرؤى الاستراتيجية ونفس العقائد الأيدولوجية والنسق العقيدى الفكرى وبالتالى موضوع اختفاء فيلق القدس أو تهميش وتقليل دوره أمر مستبعد فى هذا التوقيت.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن ما سيحدث بعد مقتل قاسم سليمانى سيرتبط بإعادة توزيع بعض الأدوار فى إطار وحدات الجيش الإيرانى والقوات النخبوية وربما يعاد تصنيف إعادة توزيع الأدوار الخاصة بفيلق القدس.
وتابع الدكتور طارق فهمى :"الفيلق قام بعمل دور كبير ومن الصعب أن ينتهى دوره فى المنطقة وله تسليحه الخاص وميزانيته الخاصة ومن المبكر أن يتم شخصنة الأمر بمقتل قاسم سليمانى بانتهاء الفيلق، كما أن إسماعيل قاأنيإسماعيل شخصية قوية وفاعلة ولا تقل أهميته عن قاسم سليمانى فى هذا التوقيت ".
وبشأن أسباب اختيار دونالد ترامب، هذا التوقيت للتخلص من قاسم سليمانى، قال أحمد العنانى، الباحث فى الشأن الإيرانى أن ترامب أصبح يشعر بقلق بالغ على مستقبله السياسى داخل الولايات المتحدة فى ظل دعوات الديمقراطيين بالعزل، متابعا: بعد إسقاط إيران طائرة مسيرة فوق مضيق هرمز منذ فترات كان ترامب ينوى ضرب مواقع وأهداف لوكلاء إيران ولغى الضربة قبل انطلاقها بدقائق، وبالتالى فإن ترامب لم يكون ينوى التصعيد مع إيران بشكل عام.
وأضاف الباحث فى الشآن الإيرانى، أن قاسم سليمانى كان يصول ويجول منذ سنوات بداية حكم ترامب من اليمن للعراق لسوريا للبنان وكان يقود جميع العمليات التى تمت فى اليمن للحوثيين أو لحزب الله داخل سوريا ولبنان والحشد الشعبى بالعراق وفى تعطيل مجرى الملاحة البحرية بالقرب من السواحل الإماراتية كل هذا كان بعلمة وتحت إشرافه ومع كل هذا ترامب لم يضعه على قوائم الاستهداف لعدم التصعيد مع إيران.
وأشار إلى أن هناك سببان دفعا ترامب للتخلص من قاسم سليمانى خلال هذا التوقيت الأول أن ترامب تم اتهامه من قبل الديمقراطيين فى موضوع مساعدة روسيا فى التدخل فى الانتخابات الأمريكية، والسبب الثانى هو تطور الأمر حيث قادت رئيسة مجلس النواب بيلوسى الديمقراطيين لعزل ترامب على خلفية الملف الأوكرانى وتشوية صورة جون بايدن المنافس الأمريكى لترامب، والملف أخذ صدى داخل الولايات المتحدة وبدأ يهز من سمعة ترامب ويقلل من حظوظه فى الانتخابات المقبلة، لذلك أصبح لدى ترامب حل وحيد وهو سرعة الحصول على مكسب سياسى يعيد ثقة الناخب الأمريكى فى ترامب داخل الولايات المتحدة مرة أخرى فقام بتصفية قاسم سليمانى خاصة أن هناك سبب قوى يجعل ترامب أمام الشعب الأمريكى بطل ويصنفه مدافعا عن المصالح الأمريكية ألا وهو اقتحام السفارة الأمريكية ببغداد فى ما تسمى بالساحة الخضراء وجعله أمام الشعب الأمريكى مدافعا عن مصالح أمريكا من قتل أبو بكر البغدادى إلى سليمانى بحجة مكافحة الإرهاب وتحقيق مصالح أمن أمريكا فى الشرق الأوسط.
واستطرد، الضربة أراد من خلالها ترامب كسر هيبة إيران و توجيه رسالة مبطنة لإيران اننا قادرون مستقبلا على استهداف أى قيادى فى إيران أو الحشد الشعبى بالعراق يهدد مصالح إيران، إذا كان هناك نية لإيران فى اتخاذ اى خطوة تهدد المصالح الأمريكية لأن ترامب يعى أن استهداف مصالح أمريكية يصب فى صالح الديمقراطيين والمنافس جون بايدن لأن الديمقراطيون سيروجون داخل أمريكا أنه فى عهد ترامب مصالح أمريكا وهيبتها تضرب فى الشرق الأوسط