شهدت منطقة معابد الكرنك شمالى مدينة الأقصر، مساء اليوم الأربعاء، انطلاق أعمال النقل رسمياً لـ4 كباش من معابد الكرنك، والتى تم تجهيزها وترميمها من الفناء الأول "صالة الاحتفالات" بالكرنك لتتحرك صوب العاصمة لتزيين ميدان التحرير خلال الفترة المقبلة حول مسلة ستنقل من صان الحجر بالشرقية، وذلك بناءً على تعليمات الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، والدكتور مصطفى وزيرى أمين المجلس الأعلى للآثار.
وكشف مصادر بمعابد الكرنك، أنه تم على مدار الفترة الماضية رفع ونقل التماثيل الأربعة التى وقع عليها الاختيار من قلب منطقة صالة الاحتفالات وكانت مدفونة بعيداً عن زيارات السائحين بمعابد الكرنك، وتم رفعها من موقعها تحت إشراف وبأيادى القيادات والعمال، وتم الانتهاء تماماً من رفع التماثيل الأربعة بواسطة أوناش ضخمة لتخزينها وترميمها بصورة تحفظها خلال عملية النقل، والتى بدأت بالفعل عصر اليوم الأربعاء، وتستكمل حتى غداً الخميس.
وفى هذا الصدد قال الطيب غريب مدير بمعابد الكرنك، إن الكباش التى تم نقلها حالياً للعاصمة ليست تابعة لطريق الكباش الذى يصل معبد الأقصر بالكرنك، وليست أيضاً ضمن كباش واجهة معبد الكرنك، ولكنها من كباش الفناء الأول، وذلك تأكيداً لانفراد "انفراد"، حيث تم خلال الفترة الماضية العمل تجهيز مجموعة من الكباش فى الفناء الأول بالكرنك والذى يقع خلف الصرح الأول للمعبد، وذلك لنقلها إلى العاصمة وتم العمل على فحص وتجهيز الكباش المقرر نقلها منذ يوم الخميس الماضى واستمرت تلك الأعمال حتى أمس الثلاثاء، وذلك لنقلها رسمياً لميدان التحرير.
ويضيف الطيب غريب فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن كافة القيادات والعمال بمعابد الكرنك، أشرفوا على العمل فى التماثيل الأربعة بعد الانتهاء من رفعهم تماماً بواسطة أوناش ضخمة لتخزينها وترميمها بصورة تحفظها خلال عملية النقل، حيث أنه تم العمل فيها بأيادى رجال الترميم وكبار مشرفى الآثار، وذلك تحت إشراف الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الذى زار الأقصر مؤخراً لمتابعة الخدمات التأمينية داخل المعابد وكذلك متابعة عمل إزالة ورفع 4 تماثيل من الفناء الأول، وهو الذى بناء الملك شيشنق الثانى وهو ملك فرعونى من ملوك الأسرة المصرية الثانية والعشرون والذى حكم مصر فى الفترة 887–885 ق.م، والذى بعد فترة حكم، وأضاف لهذا الفناء مجموعة من الملوك تراثهم وحضارتهم المميزة وقتها ومنهم "طهرقه – نختنبو – ملوك الأسرة 25".
وأوضح مدير بمعابد الكرنك، أنه تم اختيار 4 كباش مميزة للغاية لنقلها من معبد الكرنك إلى القاهرة لتزيين "ميدان التحرير" حول المسلة التى تم نقلها من منطقة صان الحجر الاثرية بمحافظة الشرقية، حيث أن هذه الكباش تمثل جسد أسد ورأس كبش وهو الرمز المقدس للمعبود الشهير "أمون رع"، وتم نقلها فعلياً من قلب الفناء لداخل المعبد، وحالياً تم بدء نقلها للعاصمة، مشدداً على أنه فى العالم كله متعارف أن يتم وضع تلك التماثيل الآثرية والتحف النادرة الخاصة ببلدان العالم فى كبرى الميادين فى مختلف دول أوروبا والأمريكيتين وغيرها من دول العالم، مؤكداً على أن التمثال الواحد من التماثيل الأربعة التى تم نقلها من الكرنك للقاهرة، يزن حوالى 5 طن ونصف، وكانت تحتاج لخطوات مهمة قبل النقل وهى الترميم والتثبيت والحفظ الجيد قبل بدء عملية النقل، وتم بالفعل العمل على نقل التماثيل الأربعة عبر التجهيز القوى والتأمين والحماية للكباش لنقلها بآمان شديد للقاهرة.
ومن جانبه كان قد أكد الدكتور مصطفى الصغير مدير عام آثار الكرنك، أن تماثيل أبو الهول ذات رأس الكبش التى سيتم نقلها من معبد الكرنك الى القاهرة لتزيين ميدان التحرير حول المسلة التى تم نقلها من منطقة صان الحجر الاثرية بمحافظة الشرقية، وأنها ليست من التماثيل الموجودة على جانبى طريق الكباش المعروف الذى يربط بين معبدى الاقصر والكرنك، ولا التماثيل الموجودة أمام واجهة معبد الكرنك و لكن تم اختيارها من بين تماثيل موجودة خلف واجهة المعبد "الصرح الأول" على جانبى الفناء، خلف مبانى الطوب اللبن التى تركها المصرى القديم أثناء أعمال بناء الصرح الأول.
وفى نفس السياق، قال الدكتور مصطفى وزيرى، أمين عام المجلس الأعلى للأثار، إن عملية نقل الآثار وتماثيل أبو الهول ذات رأس الكبش من معبد الكرنك إلى القاهرة لتزيين ميدان التحرير مؤمنة تمامًا، مضيفًا: "عمليات النقل آمنة بنسبة أكثر من 100% وهناك عربات وأجهزة خاصة للترميم، ونقل أى أثر يخضع للحماية من أى مسببات ويتم اتخاذ كافة المحاذير"، مؤكداً على أن وزارة الآثار اتخذت كل الاحتياطات لعدم الكتابة أو النقش على التماثيل الموضوعة فى ميدان التحرير، قائلًا: "نتخذ كل الإجراءات الوقائية لحماية التماثيل من الكتابة عليها كأحمد ومنى أو الذكريات الخالدة"، وموضحاً أن الوزارة عكفت خلال الفترة الماضية على دراسة وتوثيق هذه التماثيل بشكل كامل، والقيام بكل أعمال الصيانة والترميم اللازمة للحفاظ على هذه التماثيل، وذلك فى إطار الخطة الشاملة لترميم ودراسة هذه التماثيل ضمن آثار معابد الكرنك وذلك بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية.
وأضاف الدكتور مصطفى وزيرى فى تصريحات لـ"انفراد"، أن قصة تطوير ميدان التحرير بدأت عندما قدم الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، شرح برنامج حكومة وكان من بينها هو نقل المومياوات الملكية الموجودة فى المتحف المصرى فى التحرير نقلها للمتحف القومى للحضارة فى الفسطاط، وعندما وصل الأمر إلى رئيس الجمهورية أمر بضرورة نقل المومياوات فى موكب ملكى ضخم شهده العالم كلة بداية من ميدان التحرير الى المتحف القومى للحضارة فى منطقة الفسطاط مرورا بميدان التحرير وكورنيش النيل، وتعاونت وزارة الاسكان والصوت والضوء فى تجهيز هذا الموكب الذى سينقل تلك المومياوات الملكية، مضيفا أن عملية نقل الكباش الى ميدان التحرير تتم تحت إشراف شركات متخصصة، بالإضافة إلى أن عملية الترميم التى تمت للكباش قبل نقلها وتقويتها وعمل الفوم للحفاظ عليها إلى الميدان كانت على أعلى مستوى، إضافة الى سيارات نقل الكباش والحفاظ عليها من الذبذبات والمطبات وما شابة ذلك تمت على أعلى مستوى للحفاظ عليها.
وكانت قد بدأت مساء الخميس 26 ديسمبر الماضى، أعمال تجهيز ورفع 4 تماثيل للكباش من قلب الفناء الأول بمعابد الكرنك فى محافظة الأقصر، حيث أعلن قيادات وزارة الآثار أن الكباش التى يتم نقلها حاليًا ليست تابعة لطريق الكباش الذى يصل معبد الأقصر بالكرنك، وليست أيضًا ضمن كباش واجهة معبد الكرنك، ولكنها من كباش الفناء الأول، وذلك تأكيدًا لانفراد "انفراد"، حيث تم البدء فى أعمال تجهيز مجموعة من الكباش فى الفناء الأول بالكرنك والذى يقع خلف الصرح الأول للمعبد، وذلك تمهيدًا لنقلها إلى العاصمة وتم العمل على فحص وتجهيز الكباش المقرر نقلها مساء يوم الخميس واستمرت تلك الأعمال حتى أمس الجمعة، وذلك لنقلها خلال الأيام المقبلة.