مأساة أب مكلوم.. "مى ومنة" توأم ملتصق من الرأس عمره 10 أشهر.. إحداهما تعانى من نزيف مستمر بالفم.. والأب: أخشى أن تموت فأضطر لدفن شقيقتها حية.. ويؤكد: تكاليف الجراحة باهظة ودخلى 50 جنيها فى اليوم

"مى ومنة"، طفلتان يبلغ عمرهما 10 شهور فقط شاء القدر أن يولدان بالتصاق من الرأس ليشتركا فى وريد واحد، لم يريا بعضهما منذ ولادتهما ولكنهما تعيشان على وضع واحد لم يستطيعا ممارسة تطورات الطفولة الطبيعية كالوقوف والجلوس وغيره.

الطفلتان ولدتا فى قرية ديميشرى مركز كوم حمادة محافظة البحيرة، لأسرة فقيرة جدا الأب يدعى "إسلام صقر"، 27 عاما يعمل بـاليومية "50" جنيها فى اليوم لا تكفى احتياجات أطفاله، والأم فاطمة 23 عاما، ربة منزل، هذه الأسرة لا تعرف طعم الراحة من شدة الألم كلما تنظر إلى الطفلتين.

"انفراد" تواصل مع الأب "إسلام" الذى سرد حكاية الطفلتين منذ حمل أمهما، وأكد أنه هو وزوجته كانا يزوران الطبيب بصفة مستمرة، حتى عرفا أنهما توأم ولم يكتشف الطبيب المتابع لحالة الأم حالتهما، حتى لحظة الولادة فى شهر يونيو الماضى عندما أبلغته الممرضة بأن الطفلتين ملتصقتين بالرأس، وقع الخبر على رأسه كالصاعقة لم يدر ما يفعل.

وأضاف الأب أنه تم تحويل الطفلتين فى اليوم التالى من ولادتهما إلى مستشفى أبو الريش للأطفال وتم حجزهما لمدة 40 يوما فى الحضانة، وإجراء أشعة "رنين" بعد ثلاثة أشهر وإجراء الفحوصات اللازمة لمعرفة الحالة بالتفصيل تمهيدا لإجراء عملية الفصل.

وأكد أن الأطباء قاموا بإخراج الطفلتين من المستشفى وقالوا له إن العملية سيتم إجراؤها بعد عام كامل، نظرا لعدم توافر الإمكانيات لهذه العملية الخطيرة، وتمت زيارة المستشفى بشكل أسبوعى لإجراء الفحص عليهما والاطمئنان على حالتهما.

وأضاف الأب أنه يئس من مماطلة الأطباء ومع تدهور حالة الطفلتين وعذاب الأم قام بالتوجه إلى مستشفى بنها للأطفال، التى أكدت له أن إجراء العملية ستجعله يضحى بحياة إحدى الطفلتين، فوافق لإنقاذ الأخرى من هذا الوضع المؤلم، ثم رفضوا إجراء العملية بحجة الإمكانيات والتكلفة الباهظة، وعندما سألهم عن مصيرهم فى حالة أن توفت إحداهما رد الطبيب وقال "ستموت الأخرى وهنقول قضاء وقدر".

وتابع الأب مؤكدا أن حالة إحدى الطفلتين سيئة وتنزف "دماء" من فمها بشكل دائم بسبب وضعية النوم غير المريحة، مبديا تخوفه أن تتوفى فى أى لحظة فيضطر لدفن شقيقتها معها حية، وهذا ما لا يتحمله بشر، موضحا أن الطفلتين يتم تفصيل ملابس خاصة بهما حتى يستطيعا ارتدائها من الأسفل إلى جانب الطعام والشراب الذين يتناولوه وهم نائمين حيث لا تستطيعان الجلوس.

وناشد الأب المكلوم فى نهاية حديثه المسئولين بالنظر للطفلتين بعين الرحمة، ومساعدة أسرة فقيرة من العناء والأم المسكينة التى تموت فى كل لحظة ترى أطفالها بهذا الشكل، والسماح له بعلاجهما على نفقة الدولة فى أسرع وقت وإجراء عملية الفصل، مؤكدا أن الجراحة تتم فى مستشفى الحرس الوطنى فى السعودية، حيث تم فصل حالتين مشابهتين على يد أطباء متخصيين فى هذا المستشفى.