بعض الجرائم تصبحا لغزا محيرا أمام الأجهزة الأمنية لكشف ملابساتها وتحديد الجناة المتورطين فيها، وفى بعض الأحيان قد تقيد الجريمة فى النهاية ضد مجهول، ويتعمد الجناة على طمس جرائمهم لتضليل أجهزة الأمن للهروب من العقاب، ففى جريمة قتل 7 أفراد من أسرة واحدة بالبحيرة، وقام المتهم بحيلة شيطانية لإخفاء معلم جريمته بعد أن أشعال النار فى المنزل الذى شهد مسرح الجريمة بعد فشله فى سرقة المواشى من داخله.
حيل كثيرة يستخدمها الجناة لتضليل أجهزة التحق بعد ارتكاب جرائمهم، فيقوم سارق بإشغال النار فى مكان بعد سرقته، ويقوم قاتل بتقطيع جثه ضحيته أو إخفائها للهروب من العقاب، والعديد والعديد من الأساليب التى يستخدمها الجناة فى محاولة منهم للهروب من العقاب.
إشعال النار فى مكان الجريمة
استيقظ أهالى مركز كفر الدورا بالبحيرة، يوم الأحد الموافق 5 يناير الجارى، على جريمة أهتز لها الرأي العام، بعد مقتل أسرة من 7 أفراد على يد جزار أثناء محاولته سرقه ماشية من منزل الجناة.
اعتقد الجميع انه لا توجد شبهة جنائية فى الحادث، فالاهالى عثروا على جثث الضحايا بعد غخماد حريق نشب فى منزلهم.
وعلى الفور انتقلت قوات أمن مديرية امن البحيرة إلى مكان الواقعة وكذلك سيارات الإسعاف وقوات الحماية المدنية، وبالفحص تبين وجود جروح نافذه برقبه صاحب المنزل ونجله وبزوجته وأمه، ونجحت الأجهزة الأمنية فى تحديد المتهم وتبين أن المتهم جزار تربطه علاقه عمل بالمتهم.
نترك البحيرة ونتجه لمنطقة الظاهر بوسط البلد، ففى مطلع شهر سبتمبر من عام 2018، نشب حريق فى الظاهر بحارة الفرن، فى عقار مكون من 3 طوابق يقطنها مواطن عمره 90 سنة بالمعاش، وتبين مصرعه بسبب حروق متفرقه بالجسم، وعقب اخماد الحريق تبين أنه توجد شبه جنائية فى الواقعة.
وبتكثيف التحريات تبين أن وراء الواقعة مصطفى نبيل 21 سنة طالب بكلية الحقوق جامعة حلوان، حفيد المجنى عليه، حيث تم مشاهدته بمحيط مكان الواقعة، وبمواجهته بالتحريات والمعلومات اعترف المتهم بارتكاب الواقعة، وأقر فى التحقيقات أنه مر بضائقة مالية وانه خطط لسرقته، وتوجه لسكن المجنى عليه بدعوى زيارته والاطمئنان على صحته وانه غافله وتوجه لغرفه نومه للبحث عن أية مبالغ مالية إلا أن المجنى عليه شاهده وحاول الاستغاثة بالجيران فقام بخنقه بيده حتى تأكد من وفاته.
التخلص من الجثة
فى جرائم القتل يتعمد القاتل لمحوا آثار الجريمة بالتخلص من الجثة لتضليل أجهزة البحث، ففى شهر اغسطس من عام 2017، عثر أهالي الوراق بالجيزة، على جثة لرجل مجهول الهوية، مقطعة لأشلاء داخل أكياس ملقاة بالشارع.
المعاينة أظهرت أن الجثة لرجل مقطعة أشلاء داخل أكياس ملقاة وسط الشارع، وعقب إجراء التحريات تبين أن صاحبة حضانة وصديقتها وراء ارتكاب الواقعة، وأن المجنى عليه سائق وقام بتصوير المتهمة الأولى وابتزازها، فاستعانت بالمتهمة الثانية وقاموا بتخدير المجنى عليه وتقطيعه ووضعه فى 3 حقائب والتخلص منه بأماكن متفرقه بالجيزة.
ومن الوقائع الشهيرة فى التخلص من الجثث واقعة العثور على 3 جثث لأطفال بالطريق العام بمنطقة المريوطية، وتبين أن أم الاطفال تركتهم وذهبت لعملها فى أحد الملاهى الليلية، وأثناء عبث الاطفال اشتعلت النار بالشقة وتوفوا وعقب عودة الأم قامت بالتخلص من الجثث بمساعدة آخرين، كون أن الأطفال أنجبتهم من زواج عرفي ومن أشخاص مختلفين.
استدراج الضحايا
دائما ما يخطط الجناة لإخفاء معالم جرائمهم فالبعض يقوم باستدراج الضحايا لاماكن نائيه لإبعاد الشبه الجنائية، ففى السلام نجح رجال الأمن من فك العثور على جثه لرحل بأحد طرق النائية بمدينة السلام، وتبين انه صاحب مكت عقارات وتوجد بينه وبين أحد عملائه خلافات ماليه لعجز الآخر عن سداد باقى ثمن شقه استراها من للمجنى عليه، فخطط المتهم بمساعده آخرين لاستدراج المجنى عليه وقتله والتخلص من جثته.
وفى سوهاج قام جزار باستدراج تاجر مواشى بمركز المنشاة والتخلص من جثته بأحد الطرق النائية، بعد طلب المجنى عليه 50 ألف جنبيه من المتهم باقى تعاملات بينهم، ليقوم المتهم بمساعده أحد أصدقائه باستدراج المجنى عليه وقتله بعد مغافلته.
فى ذات السياق يقول اللواء عبد الرحيم سيد، الخبير الأمنى، إن مسرح الجريمة يدل على المتهم، ودائما ما يترك المتهم دليل خلفه، فعن طريق البصمة أو الحمض النووى يمكن التوصل لهوية الجانى فى أى جريمة بسهولة.
وأضاف "عبد الرحيم"، فى تصريحات لـ"انفراد"، أن 98% من الجرائم يتم كشف ملابساتها مهما كان ذكاء المتهم فى محاولة تضليل أجهزة البحث، فالجريمة يتم كشفها حتى لو مر عليها وقت من الزمن.
وأشار إلى أن التكنولوجيا التى تستخدمها وزارة الداخلية تساعد بشكل كبير على فك أطراف أى جريمة، فتتبع الهواتف المحمولة واستخدام الكاميرات والأجهزة الحديثة التى تستخدمها وزارة الداخلية تساعد على كشف ملابسات الجرائم بشكل كبير.