"الجثة تنادى من قتلها"، هكذا يقول خبراء علم الجريمة، عندما كانت عقارب الساعة تشير إلى السادسة مساء، كانت قرية حفنا التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، على موعد مع جريمة بشعة أبكت الجميع، وهى قتل الطفل البرئ "مروان" ابن الحادية عشرة من العمر، وكانت الفاجعة الكبرى التى زادت ألم أهالى القرية مقتل الطفل على يد شقيقه الأكبر "خالد" بطريقة بشعة بسبب مشاهدته له فى منظر مخل وخوفا من الفضيحة فتخلص منه، وراح يبحث عنه بعد اختفائه ويستخرج جثته من المياه ويبكى بكاء أخوة يوسف.
"خوفت يفضحني" هكذا لخص الأخ الأكبر السبب الرئيسى الذى دفعه للتخلص من شقيقه "مروان"، حيث شاهده فى منظر مخل مع طفل، وهدده بإفصاح الأمر إلى والده، ومن هنا عزم على الانتقام والتخلص منه، حيث استدرجه إلى مكان بعيد وطرحه أرضا فتسبب فى كسر سنة له، وبعدها طعنة فى بطنه بسكين ثم انقض عليه وخنقه، وتخلص من جثته فى مصرف بالقرية.
وكشفت التحريات أن المتهم بعد ارتكابه الواقعة عاد إلى المنزل وغير ملابسه، فشاهدته الأم وسألته عن اتساخ ملابسه فأخبرها بأن قدامه انزلقت وسقط أرضا بسبب مياه المطر، قبل أن تكتشف الأم غياب طفلها الصغير "مروان" ساعات عديدة عن المنزل، ولم يساروها الشك أبدا أنها على موعد مع أكبر فجاعة فى حياتها بقتل الصغير على يد شقيقه الأكبر.
وتوصلت التحريات إلى أن المتهم، طلب من خطيب شقيقته الذهاب معه للبحث عن شقيقه الأصغر، ولأن دائما الجثة تنادى على من قتلها، ذهب بخطيب شقيقته إلى البحث بالقرب من المصرف ونزل سويا للبحث عن الطفل خشية يكون سقط فى المصرف، حتى عثر على الجثة، وراح يبكى بدموع باردة، وفاة شقيقه قبل أن يكتشف الجميع أن الوفاة نتيجة شبهة جنائية وأن الطفل تعرض لطعنات ووجود أثار خنق حول الراقبة، ليكشف ضباط البحث الجنائى بالشرقية بعد ساعات لغز الجريمة، من خلال مناقشة أفراد الأسرة، ونزلت الفاجعة على الأسرة بعلمهم بالحقيقة.
تم تشييع جثمان الصغير فى جنازة شعبية بالقرية، فى ساعات متأخرة من مساء أمس، بعد حضور الجثمان من المشرحة، ورفضت الأسرة إقامة عزاء.
بداية الواقعة كانت عندما تلقى اللواء عاطف مهران، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الشرقية، إخطارا من اللواء عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، بلاغا من العميد عصام هلال، مأمور مركز شرطة بلبيس يفيد بوصول بلاغ "رضا م م " يعمل سائق مقيم قرية حفنا باختفاء نجله " مروان" 11 سنة طالب بالصف الخامس الإبتدائي، وذلك بعد تناوله وجبة الغداء مساء الخميس وبحث عنه فلم يجده ونصحه أهالى القرية بالتوجه إلى مركز الشرطة لتحرير محضر بالواقعة، وتم البحث عنه حتى عثر عليه، جثة هامدة بمياه مصرف بالقرية، وبه أثار طعنات، وتم تحرير محضر بالواقعة حمل الرقم 240 إدارى مركز شرطة بلبيس، وتوجهت قوة من مركز شرطة بلبيس والمباحث إلى مسرح الجريمة.
وتم تشكيل فريق بحث جنائي، قاده اللواء عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، بالتنسيق مع الأمن العام، وشارك فى الفريق، الرائد إسلام عواد، رئيس مباحث بلبيس، ومعاونيه، برئاسة العقيد جاسر زايد، رئيس فرع البحث الجنائى لفرع الجنوب، وتوصلت تحريات فريق البحث الجنائي، عن قيام " خالد" 16 سنة طالب بالصف الثالث الإعدادي، بارتكاب الواقعة، وقتل شقيقه الأصغر، خوفا من الفضيحة، حيث شاهد المجنى عليه شقيقه الأكبر فى وضع مخل مع طفل، وهدده بفضح الأمر، فتخلص منه واستدرجه إلى مكان العثور على الجثة وقتله، وتم القبض عليه وإحالته للنيابة العامة، برئاسة أحمد خطاب، رئيس نيابة بلبيس، وبإشراف المستشار الدكتور أحمد التهامى المحامى العام لنيابات جنوب الشرقية.