"حداد" يحصل على الدكتوراة من دار العلوم.. ترك التعليم بعد الإعدادية عام 1973 وعاد للحصول على الثانوية 2008.. الدكتور السيد أحمد لـ" انفراد" : أمنيتى لقاء الرئيس.. ومصر تستحق أن نتعب من أجلها

البعض أطلق عليه أنه "طه حسين" الجديد، وآخرون أكدوا أنه حقق معجزة حقيقية، فبعد خروجه من التعليم عقب حصوله على الشهادة الإعدادية عام 1973، لمرض والده، وتحمله مسئولية العمل للإنفاق على أسرته، وعمله كحداد مسلح، عاد لمواصلة رحلته التعليمية، وحصل على الثانوية العامة عام 2008، وواصل رحلته الصعبة حتى حصل على الدكتوراة، من كلية دار العلوم جامعة المنيا. الدكتور السيد أحمد عبد اللطيف" كشف عن كواليس رحلته الصعبة منذ انفصاله عن التعليم، وحتى حصوله على الدكتوراة، فى حديثه لـ" انفراد"، وإعلانه عن أمنيته بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى"، فقال " حصلت على الإعدادية سنة 1973، إلا أننى اضطررت لترك التعليم، بسبب مرض والدى، ثم وفاته عقب ذلك، حيث تحملت حينها المسئولية، للإنفاق على شقيقاتى، وبدأت رحلتى مع العمل منذ الصغر، فبدأت فى تجارة لمبات الجاز التى كانت رائجة حينها، ثم تحولت للعمل فى مجال المعمار، وتعلمت مهنة حداد مسلح، حتى أصبحت مع مرور السنوات مقاول، ومع مرور الوقت، تزوجت، وتمكنت من تزويج شقيقاتى، وخلال تلك الفترة كنت أداوم على تثقيف نفسى، لعشقى للتعلم، من خلال شراء الكتب وقراءتها". "منذ عدة سنوات، أعلنت إحدى الهيئات الحكومية عن وظائف، فقدمت أوراقى للعمل كمقيم شعائر بأحد المساجد، إلا أننى فوجئت أن الوظيفة التى أتيحت لى حينها، الألتحاق كعامل بالمجلس المحلى لمدينة البدرشين، فشعرت حينها أن هذه الوظيفة غير مناسبة لى، وأنى أطمح إلى الأفضل، وقررت استكمال تعليمى طامعا فى الحصول على دبلوم، للإلتحاق بوظيفة أفضل، وتوجهت إلى المدرسة للبدء فى اجراءت استكمال تعليمى، وأخبرنى أحد الأشخاص أنى سأحصل على الشهادة من خلال نظام المنازل، مقابل دفع مبلغ مالى كل عام، إلا أننى رفضت عرضه، لرغبتى فى التعليم الحقيقى، وليس مجرد الحصول على شهادة، وقدمت أوراقى، وحصلت على الكتب الدراسية، وبدأت فى المذاكرة، وبالفعل نجحت فى الصف الأول الثانوى، وحصلت على شهادة الثانوية العامة خلال 3 سنوات فقط، عام 2008، لم أرسب فى أى عام منها، وكنت حينها أول الدفعة بنظام المنازل". يتابع الدكتور السيد أحمد عبد اللطيف رواية رحلته العمية قائلا " ألحقنى مجموعى الذى حصلت عليه فى الثانوية العامة بكلية دار العلوم جامعة المنيا، بنظام الانتساب، وكنت أبلغ من العمر حينها 50 عاما، فشعرت حينها أن الأمر صعب، خاصة أنى سأضطر لترك أسرتى، وسأواجه بعض الصعوبات فى التنقل والإقامة، إلا أننى قبلت التحدى، ونجحت فى العام الأول، ثم تحولت من الانتساب إلى طالب انتظام، وكنت أعد أكبر طالب جامعى حينها، حيث كان الطلاب يعاملونى كوالدهم، وينادونى بـ"عم السيد"، وأقمت فى شقة مستأجرة بصحبة بعض الطلاب من الجامعة، حتى حصلت على درجة الليسانس، من كلية دار العلوم جامعة المنيا، وأعدت الجامعة حفلة لتكريم الناجحين، حصلت خلالها على تكريم خاص، عام 2012". "فى العام التالى حصلت على تمهيدى ماجستير، عام 2013، وناقشت الماجستير عام 2015، بعنوان "الحياة السياسية والحضارية للدولة الصفوية"، حيث حصلت على درجة الامتياز، مع التوصيلة بالطبع، وفى نفس العام، سجلت الدكتوراة، وناقشتها فى شهر ديسمبر، 2019، بعنوان "علاقة الدولة العباسية بالحركات والديانات والعبادات غير الإسلامية فى البلاد الفارسية"، وحصلت على الدكتوراة بدرجة الامتياز". يواصل الدكتور "السيد أحمد" حديثه قائلا " أسرتى ساعدتنى كثيرا خلال تلك السنوات لتحقيق حلمى، وخاصة زوجتى التى دائما كانت تقدم لى الدعم، وتوفر لى الأجواء الملائمة لتحصيل العلم، وبعد حصولى على الدكتوراة، ما زلت أمارس عملى فى البيع بمحل تجارى صغير بقرية أبو رجوال بالبدرشين، وأحمد الله على رزقه، فما يهمنى هو أن لا أمد يدى لأحد، وبفضل الله علمت أبنائى جميعا، حيث أن ابنتى الكبيرة حاصلة على كلية تجارة، والإبنة الثانية حاصلة على كلية حقوق، وابنى الثالث حاصل على كلية هندسة إلكتورنيات، والابنة الرابعة حاصة على معهد فنى تجارى، والابنة الصغرى تدرس بكلة دار العلوم جامعة المنيا". وفى نهاية حديثه قال الدكتور السيد أحمد عبد اللطيف" أمنيتى الوحيدة أن التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسى، للحديث معه عن بعض الأمور الخاصة بالتعليم، وتوصيل رسالة للشباب، أن مصر تستحق أى جهذ يبذل من أجلها، ومواجهة أى شىء يمنعك من تحقيق حلمك، مهما بدا أنه صعب المنال". إبراهيم رجب، أحد الطلاب الذى زامل الدكتور "أحمد السيد" خلال دراسته بكلية دار العلوم، جامعة المنيا، كتب عنه قائلا " كان أبًا ،ومعلمًا لنا ومربيّا، فقد عَلَّمنا دون أن يتحدث أن العلم غاية لا يمكن الوصول إليها إلا بالجد والاجتهاد والكفاح، وأن العلم َ نورٌ لابد من السعي إليه ؛كي ينير لنا الطريق، وأن العلم ليس له سن محدد، ولا يوجد من هو كبير على العلم، فإن قال مصطفى كامل يومًا : " لا يأس مع الحياة"، فإن هذا الرجل قد طبق ذلك بالفعل، وليس بالقول، رجلٌ سعى إلى العلم تاركًا أولاده وكان مغتربًا، وأصبح طالبًا وسط شباب أولاده أكبر منهم، ومَن يُدرس له في سن أولاده أو أصغر منه، كان هذا الأمر محل تعجب للكثير منهم من اتخذ الأمر بسخرية ومنهم من جعله محل تقدير، ومنهم من قال عنه رجل فقد عقله، ومنهم من قال دا احنا نفسنا نخلص تيجي ترجع تاني. أتذكر يومًا إننا ذهبنا إلى أحد أصدقائنا في سكنه لنجلس معه لنتسامر، ففوجئنا إن عمي السيد ساكنًا معه، في بادئ الأمر كنّا متوترين ومتشوقين لرؤية هذا الرجل كيف يعيش كطالب مع أولاد أصغر من أبنائه، ظننا أن الحياة معه ستكون صعبةً بلا هزار أو ضحك فقال لنا صديقنا ده رجل كويس جدًا، وكل واحد عايش بحريته وهو لا يتدخل في أي أمور بل نحن من نحب أن نجلس معه ونتحدث معه ونسمع كلامه الجميل، وجلسنا معه وتحدثنا كثيرًا معه، فكان كلامه لطيفًا جميلًا يعطي النصيحة بحب وبوجه بشوش جميل يجعلك تستقبلها بصدر رحب .

فمن بمثل سننا كان يكره النصائح لكننا كنا نستمع له بإعجاب وقبول رجل في سن والدي أو أكبر بقليل زميل لنا يا إلهي، قد كان هذا أمرًا غريبًا وعجيبًا ومدهشًا.




















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;