علاقات جيدة ودرجة عالية من التنسيق تجمع بين الجانبين السعودي والياباني، شهدت نوعًا من الازدهار في عهد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، ما دفع برئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى التوجه إلى المملكة العربية السعودية في بداية جولته الخليجية الجارية، والتي بدأت السبت وتشتمل أيضًا على زيارة كُلًا من دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان.
وتهدف جولة "آبي" إلى تبادل الآراء مع الدول الخليجية الثلاثة، بحسب كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني،يوشيهيدي سوجا، بشأن ما تشهده منطقة الخليج من توتر، وخاصة بعد مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. إضافة إلى رغبة طوكيو في تفسير ماهية قرارها بإرسال قوات يابانية في منطقة الخليج، موضحة أن هذا الأمر فقط لضمان سلامة السفن المرتبطة باليابان في المنطقة، بحسب "مونت كارلو". أيضًا لفت "سوجا" إلى أن بلاده ستطلب التعاون لضمان امداد مستقر للطاقة وسلامة السفن التابعة لها.
وقبيل لقاء "آبي" والعاهل السعودي بساعات قليلة؛ أعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود عن موقف بلاده من إرسال قوات يابانية إلى منطقة الخليج، بحسب تصريحات إعلامية، مشيدًا بمساهمة اليابان في حماية الملاحة وتأمين واحدًا من أهم الممرات المائية العالمية في المنطقة، وقال أن الجيش السعودي سيعمل مع هذه القوات في الجانب التنسيقي ولتبادل المعلومات.
وخلال لقاء الملك سلمان و"آبي" جرت جلسة مباحثات تم فيها استعراض العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وفقًا للرؤية السعودية اليابانية 2030، خاصة في مجالات السياحة وأمن الإمدادات والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشتركة، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس".
وتعليقًا على ما سبق أكد المحلل والكاتب السياسي السعودى، مبارك آل عاتي على متانة وقوة العلاقات السعودية اليابانية، لافتًا إلى أنها على مستوى عالي من التنسيق وخاصة منذ تسلُم رئاسة مجموعة العشرين من اليابان، ومشاركة الاهتمام بينهما تجاه نمو واستقرار الاقتصاد العالمي.
وقال في تصريحاته لـ"انفراد" أن الزيارة تأتي بالتزامن مع ما تشهده المنطقة من أحداث وتطورات سياسية دراماتيكية جراء استمرار الأطماع الايرانية في المنطقة، وما تقوم به طهران من استفزازات متكررة عبر تهديدها الممرات المائية، مضيفًا أن "الزيارة دفعت نحو شراكات استراتيجية جديدة ومزيد من التأكيد على التعاون الثنائي في كافة المجالات، بما فيه المجال السياسي حيث يتشارك البلدان في الاهتمام بأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي وسلامة الممرات البحرية، لاسيما في مضيق هرمز، وخليج عمان حيث إعلان اليابان إرسال قوة بحرية للمنطقة في خطوة إيجابية للإسهام في تأمين امدادات وممرات الطاقة العالمية، وفي الوقت الذي أوقفت فيه اليابان استيراد النفط الإيراني تنفيذًا للعقوبات الأمريكية على نظام طهران".
وتابع "آل عاتي" بأن السعودية واليابان تمتلكان رؤية مشتركة حيال القضايا الراهنة في المنطقة، انطلاقًا من الفهم المشترك بأن تعاونهما يمثل أهمية كبيرة لاستقرار وازدهار الشرق الأوسط والمجتمع الدولي بصفة عامة". وقال: "اليابان تنظر للسعودية بأنها مصدر آمن للطاقة في العالم وتتمتع بملائة مالية واستقرار سياسي يجعلها سوقًا حقيقيًا لتزويد اليابان بكامل احتياجاتها من الطاقة مما يغنيها ويعوضها عن توقف الامدادات الإيرانية"، مشيرًا إلى أن طوكيو لها علاقات متينة مع الدول الخليجية بشكل عام؛ ما يجعل العلاقات بين الكتلتين نموذجًا جيد للتكامل، متوقعًا أن العلاقات اليابانية الخليجية ستشهد مزيدًا من التنسيق وتبادل الزيارات.