فتحت واقعة القبض على عبد العظيم حسين، رئيس مصلحة الضرائب المصرية، واثنين من المحاسبين القانونيين، بتهمة الرشوة والربح والتربح بطرق غير مشروعة، الباب للحديث عن وضع واحدة من أهم المهن فى العالم، وهى مهنة المحاسبة، فبعد مناشدة هيئة الرقابة الإدارية كافة الأشخاص والشركات والجهات والمحاسبين القانونين المتعاملين مع مصلحة الضرائب المصرية، الحرص على تقديم كافة البيانات السليمة والدقيقة فى إقراراتهم الضريبية ضمانا لاستيداء الدولة على مستحقاتها الضريبية طبقا للقانون ووفقا للإجراءات الصحيحة، جاء الحديث اليوم داخل لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان، وبحضور الدكتور محمد معيط وزير المالية، عن ضرورة التدخل وبشكل عاجل لتنظيم مهنة المحاسبة.
وأكد الدكتور حسين عيسى، رئيس لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان، أن مهنة المحاسبة بالولايات المتحدة الأمريكية تأتى فى مرتبة مساوية لأهمية مهن كالطب والمحاماة والقضاء، قائلا "نعم كلمة المحاسب مثل كلمة القاضى فهى شهادة بصحة البيانات الواردة ويُعتد بها فى محاكم".
وأضاف عيسى أن مهنة المحاسبة تعيش أسوأ حالاتها لاعتبارات تاريخية تعود إلى أكثر من 50 عاما، وأنها فى حاجة ماسة إلى تشريع جديد يُنظمها، مطالبا بإنشاء وحدة بوزارة المالية لمتابعة جودة أداء المراقبين الماليين والمحاسبين القانونيين، ومن يثبت أنه ليس على الكفاءة المطلوبة يتم شطبه من سجلات المحاسبين والمراجعين، قائلا "هناك قصص يصعب الحديث عنها".
وتعليقا على ما طرحه الدكتور حسين عيسى، رئيس لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان، بشأن تنظيم مهنة المحاسبة، قال الدكتور محمد معيط، وزير المالية، "فى أقل من شهر سيكون هناك تنظيم، هذا الوضع لا يمكن أن يستمر"، وتابع: "هناك أخلاقيات للمهنة وضعتها الهيئة العامة للرقابة المالية والبنك المركزى، يجب الالتزام بها وتفعيلها"، واستكمل: "قبل 30 يونيو القادم سيكون هناك هيكلة جديدة للضرائب والجمارك ومهن المحاسبة والمرجعة".
ورحب الدكتور حسين عيسى، بما أعلن عنه الوزير، قائلا "لو قدرنا قبل 30 يونيو يكون حصل إعادة هيكلة لمهنة المحاسبة والمراجعة وكان هناك قانون جديد لتنظيمها بمبادئ وقيم مُنضبطة نبقى قدمنا خدمة لمصر، يجب وقف التقديرات غير الدقيقة التى تصدر عن بعض مكاتب المحاسبة والمراجعة".
وفى سياق متصل أثنى رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، على العاملين بمصلحتى الضرائب والجمارك، قائلا "العاملين بمصلحتى الضرائب والجمارك شرفاء ويُبذلون جهدا كبيرا فى ظل ظروف عمل صعبة"، لافتا إلى وجود محاولات لإعادة هيكلة المصلحتين ووزارة المالية بالكامل بعد تحميلها بكثير من الأعباء فى السنوات الماضية.
أكد الدكتور محمد معيط، وزير المالية، أن مصلحة الضرائب المصرية بها 50 ألف من العاملين الشرفاء المخلصين الذين يعملون بكل إخلاص وأمانة، لافتا إلى أنه اجتمع بالعاملين بالمصلحة منذ أيام وأكدوا له أن المصلحة مثل "البيت" وأن أى شيء يحدث فيها لا يهز هذا البيت، وقال الوزير: "مصلحة الضرائب المصرية علمت المنطقة كلها، مصلحة الضرائب المصرية منذ إنشائها وهى منارة للمنطقة كلها وليس مصر فقط".
وأوضح معيط، أنه تم الاتفاق مع الدكتور حسين عيسى، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، على أن الفترة المُقبلة ستشهد عملا ضخما فى هيكلة المصلحة ووزارة المالية بالكامل، قائلا "يجب أن نصل إلى تصورات، لا يمكن إلقاء العبء كله على العاملين بمصلحة الضرائب وهم يعملون فى ظل ظروف وعوامل ذات تأثير سلبى".
وبدوره أكد النائب مصطفى سالم، وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، على ثقته الكاملة فى العاملين الشرفاء بمصلحة الضرائب المصرية، مشيرا إلى أنهم يؤدون مهمة قومية ويساهمون فى تحصيل أكثر من 70% من إيرادات الموازنة العامة للدولة، وطالب وزير المالية باتخاذ الإجراءات اللازمة نحو تحسين أوضاع العاملين بالمصلحة من كافة جوانبها، فضلا عن ضرورة الإسراع باتخاذ الإجراءات والقرارات وتقديم مشروعات القوانين اللازمة للنهوض بهذه المنظومة ورفع كفاءتها.
ومن ناحيتها أشارت النائبة ميرفت ألكسان، عضو لجنة الخطة والموازنة، إلى دور الدكتور محمد معيط، وزير المالية، فى إصلاح الكثير من الأوضاع داخل منظومة الضرائب، قائلة "وأنا أشرف بانتمائى للمصلحة فقد كنت أعمل بها فى السابق، والعاملون بها يتمتعون بأخلاق رفيعة"، وتابعت: "العاملون بالضرائب يقومون بعملهم على أكمل وجه بشرف ونزاهة وأمانة رغم أنهم ينقصهم الكثير من إمكانيات العمل فى البيئة المُحيطة بهم، وهم لن يأنو جهدا فى سبيل النهوض بالمنظومة، وهم يحتاجون دعما من الجميع".