ترامب وكلينتون يقتربان من الفوز بترشيح حزبيهما فى سباق البيت الأبيض
اهتمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، بنتائج سباق الانتخابات التمهيدية فى ولاية نيويورك، والتى استطاع دونالد ترامب وهيلارى كلينتون أن يحققا فيها انتصارين كبيرين على منافسيهما.
وقالت الصحيفة إن الفوز السهل الذى حققه ترامب فى ولايته، وهو الأكبر له على الإطلاق، يعزز موقفه بشكل أكبر فى السباق الجمهورى، ويوسع الفارق فى عدد المندوبين المطلوبين للحصول على ترشيح الحزب بدرجة أكبر بينه وبين منافسيه تيد كروز وجون كاسيك.
وأشارت الصحيفة إلى أن فوز ترامب الذى تحقق بفضل رغبة الناخبين الكبيرة فى اختيار سياسى من الخارج يمكن أن يحقق تغييرا، يضع الملياردير الأمريكى فى سباق ساخن فى خمس ولايات بالساحل الشرقى خلال الأسبوع المقبل، ويجعله أقرب لتأمين ترشيح الحزب بأغلبية صريحة من المندوبين. وياتى هذا الفوز فى وقت هام لترامب الذى يحاول أن ينضج كمرشح، وأن يجعل فريق حملته محترفا، ويؤكد هيمنته فى سباق الترشح الطويل بعد العثرات التى تعرضها لها الشهر الماضى، والتى حققا فيها منافسيه كروز وكاسيك انتصارات عليه.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب بدا كمرشح أكثر انضباطا وهو يتحدث عنه فوزه فى نيويورك فى بيان قصير ألقاه ببرجه الخاص "ترامب تاور" فى مانهاتن، فاختفت الإهانات الشخصية لمنافسيه التى اعتاد توجيهها لهم، وتحدث عن "السيناتور كروز" وليس "تيد الكذاب"، وركز على العامل الاقتصادى الذى ساعد على تعزيز ترشيحه، والذى يعتقد مستشاروه أن سيكون قضية أساسية فى الانتخابات العامة.
وفيما يتعلق بهيلارى كلينتون، قالت "واشنطن بوست" إن كلينتون هزمت ساندرز فى ولايتها، لتجعل بذلك الترشيح الديمقراطى فى متناول يديها تقريبا بعد سباق شرس أصبح معقدا بشكل متزايد. وتفوقت كلينتون على ساندرز بنسبة أكثر من 57% مقابل 42%، مما يعزز تفوقها فى سباق المندوبين ويقوى حجتها بانه لا يوجد سبيل امامه لمحو تقدمها عليه.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفوز بولاية كبيرة ومتنوعة يساعد حملة كلينتون بعد الخسائر التى تعرضت لها فى الفترة الماضى، وكان فوز ساندر فى نيويورك سيكون إحراجا كبيرا لها فى الولاية التى مثلتها فى مجلس الشيوخ لثمانية أعوام. ومن المؤكد أن فوز كلينتون سيزيد الأسئلة حول ما إذا كان ساندرز يخاطر بالإضرار بفرز الحزب فى الانتخابات العامة فى نوفمبر لو استمر فى حملته أمام كلينتون. وكان ساندرز قد تعهد بالبقاء فى السباق حتى النهاية، وينبغى أن تؤهله قدرته على جمع الأموال عبر الإنترنت من أنصاره على فعل ذلك.
خلاف بين الجمهوريين بشأن مشروع قانون يسمح بمقاضاة السعودية
قالت مجلة "فورين بوليسى" إن عددا من كبار الأعضاء الجمهوريين بالكونجرس الأمريكى أعربوا عن شكوكهم إزاء مشروع قانون بمجلس الشيوخ للسماح للمواطنين الأمريكيين بمقاضاة السعودية بشأن هجمات سبتمبر، فيما وصفته الصحيفة بمؤشر إيجابى لجهود البيت الأبيض لإحباط التشريع قبيل زيارة الرئيس باراك أوباما للرياض اليوم.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات رئيس مجلس النواب بول ريان التى قال فيها إنهم سيحتاجون لمراجعة مشروع القانون وكان البيت الأبيض قد عارض بقوة مشروع القانون، وقال إنه سيعرض المواطنين الأمريكيين فى الخارج للخطر لو أن دولا أخرى قامت بالموافقة على قوانين مشابهة لرفع الحصانة عن الأجانب فى محاكمها الخاصة.
وينص مشروع القانون على أن اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ فى يناير سيجرد الحكومات الأجنبية من الحصانة فى الحالات الناجمة عن هجوم إرهابى يقتل مواطنا أمريكيا على الأراضى الأمريكية. وتم تقديمه برعاية عضوية مجلس الشيوخ جون كورنين وتشاك شومر، لكن لم يتضح متى أو ما إذا كان سيكون هناك تصويت على مشروع القانون من قبل مجلس الشيوخ بأكمله.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن السيناتور الجمهورى ليندسى جراهام، قال إنه سيسقط معارضته لهذا المشروع، وتوقع أن يتم تمريره فى مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل لو وافق رعاة القانون على التغييرات التى يعتقد أنها مهمة لحماية المصالح الأمريكية فى الخارج، دون أن يحدد هذه التغييرات التى طلبها. وقال جراهام إن الهدف هو جلب المتورطين فى الإرهاب للعدالة.
أوباما يسعى لتحسين العلاقات بين السعودية وإيران
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن المهمة التى يسعى الرئيس الأمريكى باراك أوباما للقيام بها خلال زيارته للشرق الأوسط هى تشجيع الاستقرار من خلال تحسين العلاقات بين السعودية وإيران، إلا أن أمريكا ينظر إليها على أنها جزء من المشكلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما خلال زيارته للرياض هذا الأسبوع سيسعى إلى تعزيز أجندة سياسة خارجية وضع فيها واشنطن فى دور الوساطة بين الرياض وطهران، اللتين شهدتها سلسلة من المواجهات الخطيرة عبر الشرق الأوسط. إلا أن الولايات المتحدة ينظر إليه بدرجة كبيرة من داخل المنطقة على أنها مساهم فى الإسراع فى الانقسام بين الطرفين، وهو ما يشعل فترة جديدة من عدم الاستقرار الإقليمى.
وتذهب الصحيفة إلى القول بأن اكتمال الانسحاب الأمريكى من العراق عام 2011 قد خفض من البصمة الأمريكية ونفوذ واشنطن التصور فى المنطقة. كما أن الاتفاق النووى مع إيران الذى تم التوصل إليه العام الماضى، والذى مضى فيه أوباما ضد رغبة الرياض، قد رفع العقوبات الدولية عن طهران إلا أنه لم يؤدى بعد إلى سلوك أكثر مسئولية من قبل حكامها الدينيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصراعات فى سوريا واليمن قد اشتعلا دون أن يكون هناك تدخل أمريكى كبير، مما شجع على استخدام قوى بالوكالة بين إيران وخصومها بالخليج، كما أن التراجع الحاد فى استهلاك النفط الأجنبى بالولايات المتحدة قد زاد من الفوضى فى أسواق الطاقة.
ويبنى البيت الأبيض آماله، فيما يتعلق بالاستقرار فى الشرق الأوسط فى السنوات القادمة، على رؤية تحمل شكوك، بأنه قادر على التشجيع على علاقة ناجحة، وهو ما وصفه أوباما بالسلام البارد، بين السعودية وإيران.
ونقلت الصحيفة عن أحد كبار مسئولى الإدارة الأمريكية قوله إن هناك صراعا بين دول مجلس التعاون الخليجى وإيران، ولاسيما بين إيران والسعودية. وكان هذا سببا فى الفوضى وعدم الاستقرار والطائفية التى تشهدها المنطقة. وتابع المسئول قائلا إنهم بحاجة إلى نوع مختلف من العلاقات بين دول الخليج وإيران، وجعلها أقل ميلا للحروب بالوكالة، وهو ما سياتى بالخير على المنطقة كلها. وأشار المسئول الذى لم يكشف عن هويته إلى أن تعزيز هذا الحوار شئ سيرغب الرئيس باراك أوباما فى الحديث مع القادة بشأنه.
ويرى المسئولون الأمريكيون أن المحادثات السياسية لحل الصراعات فى سوريا واليمن وسيلة محتملة لمثل هذا التحول، والذى يقولون إنه يمكن أن يساعد فى تخفيف حدة الخلافات حول سياسات الطاقة وقضايا أخرى.
غير أن هذه الإستراتيجية تتطلب على الأقل بعض التجاوب من القادة المتشككين للغاية من السعودية والخليجيين الذين يجتمعون فى قمة دول التعاون الخليجى فى الرياض، ويتشككون فى أن إيران على استعداد للقيام بدورها. ومن ثم، فإن الخطر الرئيسى يمكن أن يتفاقم فى كلا الجبهتين لو استمرت إيران على تعنتها وابتعدت السعودية عن الولايات المتحدة فى الخلاف حول النهج.