جاءت المظاهرات الأخيرة التى اندلعت فى إيران مؤخرا ضد ممارسات الحرس الثورى الإيرانى، لتكشف حجم الانتهاكات التى يمارسها هذا النظام الإيرانى ضد شعبه، كما تكشف اهتزاز النظام الإيرانى خاصة بعد الاستهداف الذى طال طائرة مدنية أوكرانية بالخطأ، وهو ما أكد للشعب الإيرانى أن هذا النظام المتهور سيدفع بلاده إلى الهاوية، فى الوقت الذى أكد فيه خبراء أن هناك أسباب عديدة أدت إلى نشوب تلك المظاهرات، أن الدعم الأمريكى لتلك المظاهرات معنوى أكثر منه مادى.
فى هذا السياق، أكد محمد حامد، الباحث فى الشأن السياسى، أن هناك أسباب عديدة أدت إلى اندلاع المظاهرات فى إيران على رأسها بعد أن تأكد الشعب الإيرانى أن هذا النظام الإيرانى متهور، مشيرا إلى أن السبب الثانى يتمثل فى أن هذه المظاهرات جاءت بدعم من الداخل الإيرانى الذى ينتفض فى وجه النظام الإيرانى الحالى بعد وفاة أكثر من 177 شخصا فى الطائرة الأوكرانية حيث قتلتهم طهران بدم بارد .
وقال الباحث فى الشأن السياسى، لـ"انفراد"، إن واقعة إسقاط النظام الإيرانى وبالتحديد الحرس الثورى الإيرانى الطائرة الأوكرانية تؤكد أن النظام الإيرانى غير مستعد لاستخدام التكنولوجيا وغير دقيق فيها وأن الحرس الثورى متهور وكان سيضيع البلاد من خلال هذه الخطوة .
وأشار محمد حامد، إلى أن السبب الثالث يتمثل فى أن الشعب الإيرانى يأن نتيجة العقوبات الشديدة بسبب رعونة وتهور النظام الإيرانى ، وهذه فرصة سانحة للداخل الإيرانى والقوى المعارضة الإيرانية للانقضاض على هذا النظام بعد الضربات التى وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية ضده وبعد تضييق المجتمع الدولى عليه عقب تدميره للطائرة الأوكرانية .
وفى إطار متصل، أكد أحمد العنانى، الخبير فى الشأن الإيرانى، أن المظاهرات التى اندلعت فى العاصمة الإيرانية طهران ضد ممارسات الحرس الثورى الإيرانى غير مرتبطة بالتصعيد الأمريكى الإيرانى أو وقوف الإدارة الأمريكية خلف تلك المظاهرات بل سببها تزايد فساد قيادات الحرس الثورى دون أن يتحرك النظام الإيرانى لمحاسبتها، بجانب تزايد قمع هذا الحرس الثورى الإيرانى للمواطنين الإيرانيين، وسوء ممارساته والتى كانت أخرها إسقاط طائرة أوكرانية عن طريق الخطأ.
وقال الخبير فى الشأن الإيرانى، فى تصريحات لـ"انفراد"، إن سقوط طائرة مدنية أوكرانية عن طريق الخطأ كان القشة التى قسمت ظهر البعير، ودفعت الشعب الإيرانى للخروج فى مظاهرات ضخمة بشوارع العاصمة للتنديد بممارسات الحرس الثورى، ومطالبين بوقف فساد هذا الحرس الثورى.
ولفت أحمد العنانى، إلى أن إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تشجيعه لتلك المظاهرات لا يعنى أن هناك دعم مادى من جانب الولايات المتحدة الأمريكية لهذه التحركات الشعبية الإيرانية ضد الحرس الثورى، ولكن هناك بالفعل دعم ولكن معنوى وليس على الأرض.
من جانبه، سلط أحمد الجار الله، الكاتب الكويتى، الضوء على المظاهرات الإيرانية المندلعة فى طهران، مشيرا إلى أن أقمار التجسس العالمية تركز متابعتها لمظاهرات المدن الايرانيه لتسجيل أي اختراقات يقوم بها الأمن الايراني ضد المتظاهرين من الشعب الإيراني والعراقي.
وأضاف الكاتب الكيوتى، فى تغريدة له عبر حسابه الشخصى على "تويتر"، أن الأقمار ستقوم بتسجيل عمليات القمع حيث ستحال إلي مجلس الأمن المعني بحماية الشعوب وسيلاحق مرتكبيها في محاكم جرائم الحرب الدولية.