ضربت الاستقالات حركة النهضة التونسية الإخوانية خلال الساعات الماضية، عندما خرج عدد من قيادات لإعلان استقالتهم من تلك الحركة التى يتزعمها راشد الغنوشى، الذى أصبح رئيسا للبرلمان التونسى، وهو الأمر الذى يفسره محللون بأن سبب طريقة إدارة راشد الغنوشى للحركة الإخوانية، بجانب فشل الحركة فى تشكيل الحكومة التونسية الجديدة، حيث فشلت حكومة الحبيب الجملى فى الحصول على ثقة البرلمان التونسى.
تأتى تلك الاستقالات أيضا بعد ايام قليلة من زيارة أجراها راشد الغنوشى، إلى تركيا، والتقى خلالها بالرئيس التركى رجب طيب أردوغان، تلك الزيارة التى أثارت حالة كبيرة من السخط داخل الشارع التونسى.
فى البداية أعلن عضو شورى حركة النهضة التونسية، زياد بومخلاء أمس الثلاثاء، أنه قدم استقالته من حزب حركة النهضة 'لأسباب يحتفظ بها لنفسه.
وقال عضو شورى حركة النهضة التونسية، ، فى تصريح له عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك":قمت الثلاثاء 14 يناير 2020 بتقديم استقالتي من حزب حركة النهضة لأسباب أحتفظ بها لنفسي..و اذ اتقدم بخالص الشكر لكل الحزب الذين وضعوا ثقتهم في شخصي في مختلف المهام التي توليتها منذ انضمامي للحركة قبل الثورة و بعدها، فإني اجدني معنيا بالاعتذار لهم عن كل تقصير بدر مني في أدائها، و هو لا شك حاصل..و اذ اغادر هذا الصرح و الله أسأل أن يحفظ بلادنا و شعبنا من كل مكروه و ان يصبغ علينا نعمه ظاهرة و باطنة.
يأتى هذا بعد ساعات قليلة من إعلان نجل القيادي البارز في حركة النهضة علي العريض، استقالته من الحركة، ولم يفصح هشام العريض عن أسباب هذه الاستقالة بعد أكثر من عشر سنواتٍ شغل فيها مناصب داخل حركة الغنوشى.
فيما ذكر موقع إذاعة موزاييك وهى الإذاعة الأكبر في تونس، القيادي في حركة النهضة علي العريض علق على استقالة كل من نجله هشام العريض وعضو شورى النهضة زياد بومخلة أمس الثلاثاء من الحركة، حيث عبر أسفه لهذين الإستقالتين من هياكل الحزب، قائلا إنه لم يتحدث معهما بعد عن أسباب استقالتهما لكنه يعلم أنهما أعربا عن قلقهما منذ فترة.
القيادى بحركة النهضة الإخوانية أكد أن هشام وزياد من نفس الجيل، جيل النهضة ما قبل الثورة التونسية وما بعدها.. ساهما كغيرهما من شباب النهضة في بناء الحزب على مستوى الجامعة التونسية بصفتهما ناشطان في طلبة حركة النهضة بالجامعة وحتى في هياكل الحركة، ,ان الشباب ليسوا كالكهول فهم يريدون التغيير والتطور بسرعة.
وكشفت مواقع تونسية، منذ ساعات عن استقالة القيادي فى حركة النهضة عبد اللطيف المكي ، قائلة إنه يأتي ذلك بعد فترة طويلة من الصراح بين الأجنحة داخل الحركة ، كما تأتي الاستقالة في سياق متصل بسقوط حكومة الحبيب الجملي و الحملة ضد تفرد راشد الغنوشي بالقرار النهضاوي.
من جانبه أكد منذر قفراش، عضو اللجنة الوطنية التونسية، أن استقالة أعضاء مجلس شورى حركةالنهضة زياد بومخلاء و هشام العريض و عبداللطيف مكي بداية تشقق النهضة وانفجارها قريبا، مشيرا إلى أن سبب تلك الاستقالات هو سقوط حكومة النهضة ، حيث إن هؤلاء – أى المنشقين من حركة النهضة - غاضبون من الغنوشي و حملوه مسؤولية خسارة الحكم و يتوقعون أن خروج النهضة من الحكم سيعجل بزوالها .
وقال منذر قفراش، فى تصريح لـ"انفراد"، إن هؤلاء – أى المنشقين من حركة النهضة - هربوا من السفينة قبل غرقها رغم أنهم من الشخصيات الهامة جدا في قيادة النهضة، وهذه بداية انفجار النهضة داخليا وبداية زوالها.
وبشأن استقالة القيادى البارز بحركة النهضة عبد اللطيف المكي ، قال منذر قفراش، إنه من أبرز قيادات النهضة وأمسك عدة وزارات في حكم النهضة و من المؤسسين للحركة، وباستقالته سيتبعه جناح كامل فهو يعتبر ثاني أهم قيادي بعد الغنوشي في النهضة.