أعلن وزير البترول والثروة المعدنية، المهندس طارق الملا، ونظيره الإسرائيلي عن بدء ضخ الغاز الطبيعى من إسرائيل إلى مصر، اليوم الأربعاء، وهو ما يمثل تطور هام يخدم المصالح الاقتصادية لكلا البلدين، حيث سيمكن هذا التطور إسرائيل من نقل كميات من الغاز الطبيعي لديها إلى أوروبا عبر مصانع الغاز الطبيعى المسال المصرية، وذلك فى إطار دور مصر المتنامى كمركز إقليمي للغاز.
وذكرت وزارة البترول والثروة المعدنية، أن الوزيرين سيقوما بإعلان هذا التطور أثناء المؤتمر الوزارى لمنتدى غاز شرق المتوسط، والذى سيعقد غدا الخميس في القاهرة حيث أنه من المقرر أن يوافق كل من وزراء الطاقة المصرى والقبرصى والاسرائيلى واليونانى والإيطالى والأردنى والفلسطينى على تأسيس منظمة إقليمية للغاز خلال انعقاد القمة.
وتعليقا علي بدء ضخ الغاز الطبيعي من مصر إلي إسرائيل، قال المهندس محمد شعيب الرئيس الأسبق للشركة القابضة للغازات الطبيعية "ايجاس" ورئيس شركة غاز الشرق، أنه تم تشغيل خط "العريش – عسقلان " عكسيا حيث بدأ بضخ كميات 200 مليون قدم مكعب غاز يوميا، لافتا أن تلك الكميات ستزيد بالتدرج لتصل إلي 650 مليون قدم مكعب غاز يوميا بكميات إجمالية طوال مدة التعاقد 85 مليار متر مكعب غاز خلال 15 سنة .
وأضاف المهندس محمد شعيب في تصريحات خاصة لـ "انفراد"، أن أسعار هذا الغاز مرتبطة بمعادلة سعرية ترتبط بسعر خام برنت، بالإضافة إلى رسوم النقل والتوريد والضخ، لافتا إلى وجود مراجعة سعرية على فترات زمنية طوال مدة العقد.
وأضاف رئيس شركة غاز الشرق، أن الغاز سيتوفر لكافة استخدامات واستهلاكات السوق سواء محلي أو تصدير خارجي، لافتا إلى أن كميات الغاز في الشبكة القومية للغازات تدعم قدرة الشركة القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" في تشغيل محطتي إسالة الغاز بإدكو ودمياط .
فيما قال المهندس أسامة كمال، وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق، تعليقا على بدء ضخ الغاز الطبيعى من إسرائيل إلى مصر، أنه يتم البدء باستقبال حوالى 200 مليون قدم مكعب غاز يوميا ترتفع إلي 450 مليون قدم مكعب غاز خلال الـ6 أشهر القادمة، لافتا إلى أن تلك الكميات تتناسب مع المعايير الفنية التى تتعلق بسلوك الخزنات في قطاع الانتاج .
وأضاف المهندس أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، أن بدء استقبال الغاز خطوة في طريق استراتيجية تحويل مصر لمركز إقليمي لتداول وتجارة الطاقة بالمنطقة، وذلك من خلال الاستفادة من التسهيلات الموجودة في مصر بتشغيل محطات الإسالة بإدكو ودمياط التي تشارك فيها مصر، وأيضا استخدام الشبكة القومية للغازات الطبيعية.
وأضاف وزير البترول الأسبق، أن انعقاد منتدى غاز المتوسط للتوقيع على مبادرة تأسيس منظمة إقليمية للغاز يرد علي كل القضايا التي تم إثاراتها خلال الفترة الماضية، لافتا إلى أنه أما فيما يتعلق بخط "ايست ميد" فهو محل دراسة وعملية تنفيذه وتمويله أمر ليس بالسهل حيث يصل تمويله لحوالى 7 مليارات دولار.
وقال مصدر بقطاع البترول، إن بدء ضخ الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى مصر يأتي في إطار الإجراءات التي تنفيذها وزارة البترول والثروة المعدنية للتحول لمركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز والبترول، لافتة إلى أن هذا الاتفاق سيسهم في عائدات اقتصادية لمصر نتيجة مرور الغاز في الشبكة القومية للغازات الطبيعية ومن ثم تسييله وإعادة التصدير لأوروبا .
وأضاف المصدر الذي رفض ذكر اسمه في تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أنه من ضمن استخدامات هذا الغاز استخدامه بالمشروعات الصناعية التى ترغب في شراء غاز الحقول الإسرائيلية من الشركة المستوردة له، لافتا إلى أن قانون تنظيم الغاز يسمح بعمليات التجارة استيرادا وتصديرا .
وأشار المصدر إلى أن هذا الاتفاق يمثل إحدى الخيارات المتاحة لإمداد أوروبا بجزء من احتياجاتها من الغاز الطبيعي بجانب ما تحصل عليه أوروبا من إمدادات للغاز من روسيا أو من الغاز المسال المباشر في السوق العالمي أو من خلال الخط المزعم إنشائه من إسرائيل وقبرص واليونان، والذي تم الإعلان عنه مؤخرا، وهو ما يمثل إحدى المصادر التي ستمد أوروبا بالغاز الطبيعي، ولكن عملية إنشاء الخط "است ميد " بحاجة إلى فترة زمنية تصل إلى 6 سنوات، ويتطلب استثمارات تصل لـ 7 – 8 مليارات دولار.
وتعقد وزارة البترول والثروة المعدنية ،غدا، المؤتمر الصحفي الخاص لوزراء منتدى غاز شرق المتوسط وذلك بعد انتهاء الاجتماع الوزاري الخاص بهم، ومن المقرر أن يوافق كل من وزراء الطاقة المصري والقبرصي والإسرائيلي واليوناني والإيطالي والأردني والفلسطيني خلال الاجتماع الوزاري على تأسيس منظمة إقليمية للغاز خلال انعقاد القمة.