أجرى الإعلامى نشأت الديهى، جولة بسجن داعش فى شمال سوريا، وقام بإجراء حوار مع داعشى مصرى وأخر تونسى بسجن داخل شمال سوريا.
وقال ياسر، داعشى مصرى بسجون شمال سوريا، خلال حواره مع الإعلامى نشأت الديهى، مقدم برنامج "بالورقة والقلم"، والمذاع عبر فضائية "ten"، اليوم الأربعاء، أن الإعلام العالمى كان لها دور كبير فى مجيئه من هولندا لسوريا، وانضمامه لتنظيم داعش لمساعدة السوريين، حيث كان الإعلام يتحدث عن أن الشعب السورى بحاجة للمساعدة.
وأوضح، أنه تزوج هولندية وأنجب 6 أبناء، مشيرًا إلى أن سفره لسوريا كان بهدف المساعدة وليس الجهاد، منوهًا بأنه أثناء تواجده في هولندا صديق له مغربي عرض عليه السفر لسوريا للمساعدة في إقامة المباني لمساعدة المسلمين، وجاء هو وأسرته لسوريا بمساعدة وتنسيق صديقه المغربي.
وتابع، أنه عند وصوله الرقة أخذ دورة شرعية لتعلم أصول الدين، وبعدها معسكر عسكري للتدريب على استخدام السلاح، ثم التحق بالعمل في البناء وتشطيب المباني، وكان يحصل على منحة أو كفالة 50 دولار شهريًا، واستأجر منزلا لزوجته وأبنائه في الرقة ليقيموا به.
قال ياسر، داعشي مصري بسجون شمال سوريا، إنه عند مجيئه للرقة كان هناك أكثر من 50 جنسية مقيمين في الرقة، وكان التنظيم يديرهم بسهولة، موضحًا أن الإعلام الخارجي ينظر للدولة الإسلامية بعين صغيرة، حيث إن الدولة الإسلامية كان به مؤسسات تشبه الوزارات تسمى دوواين، وكان بها وزارات عسكرية واقتصادية ووزارات للخدمات.
وأوضح، خلال حواره مع الإعلامى نشأت الديهى، مقدم برنامج "بالورقة والقلم"، والمذاع عبر فضائية "ten"، اليوم الأربعاء، أن التنظيم كان به بعض الأخطاء، وقيادات التنظيم كان بينهما متكبر ومتواضع ومنهم من لا يريد أن يأخذ أحد مكانه، مؤكدًا أنه فى سوريا كان يعيش فى وضع أفضل من هولندا؛ لكونه يقيم مع مسلمين فى دولة عربية ولا يوجد هناك عنصرية فى التعامل بينهما مثلما يحدث فى الدول الأوروبية.
وتابع، أنه لا يوجد ما يسمى بتوزيع السبايا على أفراد التنظيم، معقبًا لـ "الديهي": "أنا لم أرى نساء نهائيًا سوى زوجتى، ولو أنت شوفت توزيع السبايا أنا شوفتهم"، مؤكدًا أن مشكلة الوطن العربى هو وجود حدود بين الدول وبعضها، معقبًا: "أنا عديت على 5 دول أوروبية محدش طلب منى هويتي"، منوهًا إلى أن من كل جاء من دولة أخرى لسوريا جاء بهدف إقامة الدين.
وأكد، أن ما فيه سوريا ليس بسبب تنظيم الدولة الإسلامية، وإنما بسبب التدخلات الخارجية فى الشأن الداخلى لسوريا، معقبًا: "الدولة الإسلامية غير موجودة فى سوريا الآن، ولكن هناك التدخل التركى، والتدخل الروسى فى سوريا"، موضحًا أن هدم الدولة الإسلامية كان بسبب وجود أخطاء من داخل التنظيم اكثر من الخارج.
ولفت، إلى أن هناك بعض الأمور التى ندم عليها، معقبًا: "لو ينفع هاخد زوجتى وأبنائى وأخرج برة سوريا"، مشددًا على أن الجهاد فى التاريخ شيء له احترامه وما شاهده على أرض الواقع شيء آخر.
وقال محمد عمار، داعشى تونسى، إنه متزوج ويبلغ من العمر 36 عامًا، وكان مقيم فى ألمانيا، ولم يستكمل دراسته، وكان يعمل بالتجارة فى جميع المجالات، حيث بدأ بتجارة السيارات، وكان يقوم بشراء سيارات من ألمانيا وإرسالها لبيعها فى تونس، منوهًا بأنه غادر تونس قبل قيام الثورة التونسية.
وأوضح "عمار"، خلال حواره مع الإعلامى نشأت الديهى، أنه ابن وحيد ولديه 4 فتيات أشقاء، وأثناء تواجده بتونس لم يكن له أى انتماء لجماعة معينة، معقبًا: "كنت صايع، وكنت أعمل بفندق خمس نجوم وجميع علاقاتى كانت مع السياح"، مشيرًا إلى أنه بدأ يلتزم دينيًا فى ألمانيا قبل مجيئه لسوريا بعام واحد، مشددًا على أن الدعوة فى ألمانيا أقوى من الدعوات الموجودة فى تونس.
وتابع، أنه كان يذهب للمسجد فى ألمانيا، ومع الوقت وجد نفسه أنه "مسك الطريق" على حد قوله، مشيرًا إلى أنه جاء إلى سوريا مرتين فى بداية 2014، مع منظمة إنسانية لحمل مساعدات للسوريين، وكان يساعدهم بقيادة سيارة إسعاف محملة أدوية وحفاضات ومستلزمات يحتاجها الأطفال، والمرة الثانية جاء فى أخر 2014 بنفس الطريقة لكنه لم يعود لألمانيا مرة أخرى، حيث اقترحوا عليه الذهاب لتنظيم داعش، معقبًا: "مكنش نيتى أقعد مع داعش، بس دخول الحمام مش زى خروجه"، منوهًا بأنه حاول الهروب والرجوع لزوجته وابنه فى ألمانيا منذ عام 2016 لكنه لم يتمكن من ذلك، وتحدثوا معه عن أنه لا يجوز أن يترك أرض الإسلام للذهاب لأرض الكفر، مؤكدًا أن من يحاول الخروج من أراضى داعش يقيموا عليه حد الردة وقد يقتلوه.
وتابع محمد عمار، داعشى تونسى، إنه عقب مجيئه من ألمانيا لسوريا كلفه تنظيم داعش بالعمل سائق لسيارة الإسعاف لجمع المساعدات والأدوية للأطفال والعوائل، منوهًا إلى أنه تعرض لإصابة فى قصف لقوات التحالف، وتم نقله للمستشفى، وبعد شفاءه طلب منه التنظيم الرجوع لمستشفى طابقة لقيادة سيارة الإسعاف، وأعطوه بيت بالحى السادس، وعاد للعمل على سيارة إسعاف لنقل الجرحى.
وأضاف "عمار"، أنه لم يكن عضو بتنظيم داعش، وإنما كان عضو مساعد فيها، مشيرًا إلى أنه متواجد بسجون داعش فى سوريا منذ عامين.
وتابع، أنه عمل مع التنظيم لمدة 3 سنوات، ورغم عمله مع التنظيم إلا أنه كان ينفق من أمواله الخاصة على نقل المساعدات، مؤكدًا أنه فى بداية دخوله للتنظيم كانوا أُناس طيبين، وبعد فترة تغيروا تمامًا وأصبح هناك غلاظة لا تصدق فى التعامل، معقبًا: "أن داعش أعطيتهم الأمان وغدروا بى وهذا ضد الإسلام"، مشددًا على أن تنظيم داعش كانوا يقننوا الزنا ويجعلوه على حسب هواهم.
وأضاف: "لو رجع بيا الزمن مش هطلع من ألمانيا، ولو لقيت سورى غرقان بيموت وعايز قشة تنقذه لن أعطيها له"، مخاطبًا الشباب: "لا أنصح أى إنسان شاب أو كاهل أن يسمح لأحد يستغله باسم الدين، وأقول لكل شاب خليك فى بيتك واتعلم دينك وأكرم أمك وأبوك واخواتك وربى أبناءك على الإسلام الحقيقى، وليس إسلام داعش دولة المافيا، وإسلام الكذب والتزييف".