الثورات تبنى الأوطان وتعمرها، لكن العرب منذ أكثر من خمس سنوات ولا يعيشون سوى الدمار، ولا يعرفون طريقًا إلا إلى التقسيم والتفتيت بخاصة فى سوريا وليبيا واليمن والعراق.
استغلت إسرائيل الفوضى العارمة التى ضربت منطقة الشرق الأوسط بعد ما يسمى بالربيع العربى والذى بدأ فى عام 2011، من أجل السيطرة على مرتفعات الجولان، حيث عقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعها الأسبوعى الأحد الماضى بالجولان المحتل، وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أنها ستظل تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد.
ولم تكن هذه الخطوة التصعيدية من قبل تل أبيب إلا ضمن مخطط التقسيم والفوضى التى ضربت المنطقة العربية بعد أكذوبة الربيع العربى، الذى أدى إلى تقسيم ليبيا واليمن وسوريا.
تقطيع أوصال سوريا
بعد 5 سنوات من الحرب فى سوريا التى اندلعت فى مارس 2011، فى إطار ما يسمى بالربيع العربى، صدمت تصريحات غير مسبوقة لوزير الخارجية الأمريكى جون كيرى السوريين، حيث أكد أن هناك نوايا لتقسيم سوريا، وقال كيرى: إنه ربما يكون من الصعب إبقاء سوريا موحدة إذا استغرق إنهاء القتال فيها مدة أطول.
وتعد هذه هى المرة الأولى التى يتحدث فيها مسئول أمريكى كبير عن خيار تقسيم سوريا، حيث دأبت واشنطن على تأكيد ضرورة المحافظة على سوريا ديمقراطية علمانية موحدة.
وتحدث كيرى عن خطة بديلة فى حال إذا ما لم تؤد المباحثات إلى توحيد البلاد، دون أن يكشف عن تفاصيل الخطة البديلة فى حال فشلت جهود التوصل إلى اتفاق سياسى فى سوريا، غير أنه أشار إلى أنها قد تنطوى على زيادة الدعم للمعارضة السورية المسلحة.
المخطط الموضوع من أجل تقسيم سوريا إلى سيطرة المنظمات الإرهابية على البلاد خلال فترة ثورات الربيع العربى، ومنها الجيش السورى الحر، وتنظيم داعش، وجبهة النصرة، وجيش أحرار الشام وغيرها من المنظمات.
تدخل الناتو فى ليبيا .. والنتيجة التقسيم
بسبب الثورة التى اندلعت فى ليبيا بتاريخ 15 فبراير من عام 2011 ، وإعلان حلف الشمال الأطلسى " الناتو" التدخل العسكرى فى ليبيا بزعم حماية الثوار وإضعاف جيش معمر القذافى، منذ ذلك الوقت لم تهدأ الأوضاع فى ليبيا لكون الهدف ليس القضاء على الجيش الليبى ومنع تسليحه فحسب وإنما أيضا تقسيم ليبيا.
وبحسب وسائل إعلام إيطالية فإن هناك خطة غربية تتمثل فى أن تحصل إيطاليا على طرابلس، وتحصل بريطانيا على "برقة" الغنية بالنفط وتحصل فرنسا على فزان الغنية بمعادنها الثمينة.
التقسيم الطائفى العراق
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الصراعات الطائفية والعرقية فى الشرق الأوسط يمكن أن تعيد تقسيم المنطقة، ونشرت خريطة مغلوطة تضم ليبيا وسوريا والعراق واليمن لافتة إلى هذه البلاد، من الممكن أن تصبح 14 بسبب هذه الصراعات.
ومررت الصحيفة الأمريكية رسالة خبيثة، مفادها بأن الخصومات الطائفية، والعرقية يمكنها تقسيم سوريا إلى ثلاث قطع، تضم الأولى العلويين، وهى الأقلية التى تسيطر على الحكم فى البلاد منذ عقود وتتركز فى الممر الساحلى، والأكراد الذىن يرغبون فى الاستقلال بالإقليم الشمالى والاندماج مع أكراد العراق، والسنة، الذين يشكلون حركات التمرد.
وتشير الصحيفة إلى إمكانية انفصالهم ليشكلوا بالاتحاد مع محافظات فى العراق، ما اسمته بدولة "سنيتان" التى تمتد من وسط سوريا إلى وسط العراق.
وطبقا لتوقعات الصحيفة، فإنه بعد اتحاد أكراد العراق وسوريا لتشكيل دولتهم فى شمال البلدين، واتحاد السنة فى الوسط، فإنه جنوب العراق سيتحول إلى دولة "شيتستان" التى ستكون للشيعة العراقيين. ونتيجة للصراعات القلبية والإقليمية القوية، تتوقع "نيويورك تايمز" أن تنقسم ليبيا إلى جزأين تاريخيين، وهما طرابلس وبرقة، واحتمال جزء ثالث باسم دولة فزان فى جنوب غرب البلاد.
ويمكن لليمن، التى تمثل أفقر بلد عربى أن تنقسم مرة أخرى إلى قطعتين، فى أعقاب الاستفتاء المحتمل فى الجنوب على الاستقلال، وفى تطور أكثر حدة، فإن الصحيفةأن يصبح جزء أو كل جنوب اليمن جزءاً من المملكة العربية السعودية.