بعد أن هدأت الأمور مع إيران، ووقع الرئيس الأمريكى اتفاقا يخفف حدة الحرب التجارية مع الصين، يستعد دونالد ترامب لمواجهة الاختبار الأصعب له على الصعيد الداخلى، والمتعلق بمحاكمة عزله فى مجلس الشيوخ، والتى ستبدأ رسميا اليوم الخميس.
وبعد فترة تأجيل طويلة كان الهدف منها المماطلة، وقعت رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى أمس الأربعاء على بندى العزل الذى أقرهما المجلس ضد الرئيس الشهر الماضى، وهما سوء استخدام سلطاته فى تعاملاته مع أوكرانيا، وعرقلة الكونجرس فى مساعيه للتحقيق بشأنه.
ويرغب ترامب بشدة فى الانتهاء بشكل سريع من تلك المحاكمة أملا فى التفرغ، فى حال تبرئته وهو الاحتمال الأكثر ترجيحا فى ظل سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ، لحملته الانتخابية فى عام الانتخابات.
وتعتمد استراتيجية ترامب على إنهاء المحاكمة بدون الاستماع إلى شهود، الذين يتمسك بهم الديمقراطيين. وقد ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" فى تقرير لها الخميس، أن محاميى البيت الأبيض يحاولون هندسة أسرع محاكمة للعزل لمجلس الشيوخ فى التاريخ الأمريكى، ويهدفون لتبرئة الرئيس دونالد ترامب سريعا من قبل مجلس الشيوخ بدون شهود، وبعد أيام قليلة من الإجراءات، بحسب ما قال عدد من كبار مسئولى الإدارة.
وأوضحت الصحيفة أن رغبة ترامب فى محاكمة قصيرة قد تعززت على مدار الأسابيع القليلة الماضية مع تأجيل رئيس مجلس النواب نانسى بيلوسى نقل اتهامى العزل إلى مجلس الشيوخ بسبب مخاوف تتعلق بكيفية إجراء المحاكمة. وقد أصبح البيت الأبيض يتقبل الآن فكرة أنه ينبغى على أعضاء مجلس الشيوخ أن يقوموا بعمل سريع لتبرئة ترامب بعد أن كان يدعم فى السابق محاكمة أكثر اتساعا فى المجلس الذى يحظى فيه الجمهوريون بأغلبية.
ونقلت الصحيفة عن مسئول رفيع بالإدارة الأمريكية، رفض الكشف عن هويته، قوله إنه يعتقد أنه من غير المرجح على الإطلاق أن يتجاوز الأمر أسبوعين. وأعرب عن اعتقاده أن هذه القضية مهمة للغاية للرئيس وأن مجلس الشيوخ لن يكون بحاجة لوقت كبير فى هذه المحاكمة.
ولفتت الصحيفة إلى أن محاكمة عزل الرئيس أندرو جونسون فى عام 1868 استغرقت 11 أسبوعا، قبل أن يتم تبرئته بفارق صوت واحد فقط. أما محاكمة عزل بل كلينتون فى عام 1999 فقد استمرت أكثر من الشهر.
وقالت واشنطن بوست إن المحاكمة التى ستبدأ اليوم، الخميس، فى مجلس الشيوخ ستكون أول محاولة رسمية للفريق القانونى لترامب للدفاع عن الرئيس ضد الاتهامات بأنه أساء استخدام سلطاته بتسيس علاقة الولايات المتحدة بأوكرانيا وعرقل الكونجرس بمنعه محاولة النواب التحقيق معه.
لكن مديرى العزل الذين اختارتهم بيلوسى سيكونون عقبة قوية فى طريق تحقيق هدف البيت الأبيض بإنهاء المحاكمة بسلام، حيث اختارت بيلوسى 7 نواب لإدارة محاكمة العزل، وهم نائب كاليفورنيا أدم شيف، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، وسيكون المدير الرئيسى للمحاكمة. ونائب نيويورك جيرى نادلر، رئيس اللجنة القضائية، ونائب نيويورك حكيم جيفريس، ونائبة فلوريدا فال ديمنجز، ونائبة كاليفورنيا زو لفجرين، ونائبة تكساس سيلفيا جارسيا، ونائب كولورادو جاسون كرو.
ومن المتوقع أن يكثف نادلر وشيف حدة هجومهم وانتقاداتهم فى المحاكمة، والسعى للتأثير على أعضاء مجلس الشيوخ. ويقوم مديرو العزل بدور الإدعاء فى محاكمة العزل، ويقدمون الحقائق التى اكتشفها مجلس النواب فى تحقيقه ويطالبون بالإطاحة بالرئيس ترامب من منصبه.
فى المقابل، سيقوم الفريق القانونى للرئيس بدور الدفاع، وسيحاول كلا من الفريقين التأثير على أعضاء مجلس الشيوخ، الذين يكون دورهم أشبه بهيئة المحفلين، من أجل اتخاذ قرارهم بشكل مؤيد لأى منهما.