أديان كثيرة تحدثت عن نهاية العالم ويوم القيامة، وهناك قصص كثيرة فى كل دين منها قصة المسيح الدجال التى أخذتها شبكة "نتفليكس"وقررت تحويلها لمسلسل على "هواها" عن شخص وسيم يقوم بمعجزات، ويستقطب الأتباع ويتنقل فى كل دول العالم، خاصة فى دول الشرق الأوسط، واختارت للمسلسل اسم "messiah" برغم أن مواصفات المسيح الدجال ليست تتسم بالوسامة نهائيا، وهنا كان الجدل، فهل هو المسيح الدجال أم المهدى المنتظر فى كل دين، أم السيد المسيح الذى يقال إنه سيظهر فى نهاية العالم وينزل من السماء للأرض من أجل هداية البشرية.
يؤدى دور البطولة فى المسلسل الممثل البلجيكى مهدى دهبى، وهو من أصل تونسى ولكن فى المسلسل يتصدى له ولجيشه من الاتباع ضابطة مخابرات أمريكية من الــcia، وبرغم الاعتراضات على إساءة العمل للأديان إلا أن الشبكة تجاهلت كل الاعتراضات وعرضته من أجل إثارة الجدل وترويج للمثلية والنسوية، فالشبكة تقدم كل ما يعترض على صميم الفطرة الإنسانية، وتريد دائما كسر المحرمات والتابوهات، فالمسلسل لا يكتفى لأى دين ولكن الحرية الجسدية تسيطر على فكرة العمل.
المستوى الفنى للعمل عادى جدا ولا يوجد به أى عناصر إبهار، حتى أن الملابس والإكسسوار رديئة جدا، والممثلون غير مبهرين فى أدائهم كنجوم مسلسل "ممالك النار" مثلا، والإخراج لا يحمل رؤية متكاملة، لكن هناك حالة من حالات التشتت فى السيناريو نفسه ويجمع ما بين الشرق والغرب والقصص والحكايات والأساطير غير المدققة تاريخيا أو دينيا.
ويظهر فى العمل فى نهاية حلقته الأخيرة خالد أبو النجا كمفاجأة مخذية ومخيبة للآمال، وهو يقبل يد المسيح ليثير الجدل أكثر ما هو مثار منذ بداية الحلقات الأولى، فالعمل يلعب على المعتقدات بشكل عام لدى الإنسان ويؤكد على المقولة الشهيرة التى كانت دائما ترددها أوبرا وينفرى: "أنت ما تؤمن به أو ما تعتقد فيه" وملخص الموضوع أن شبكة نتفليكس تبحث عن الجدل السياسى والدينى فى الشرق الأوسط أكثر من كونها تريد تقديم عمل فنى جيد يطرح قضايا، ويناقش أو يحلل موضوعات تاريخية مهمة.
خالد أبو النجا ظهر حوالى 6 ثوان بالعدد ككومبارس صامت فى دور ضابط مخابرات إسرائيلى تقع به الطائرة وينجو لأن شخصية المسيح تعيد له الحياة بعدما مات، وظهوره فى هذه اللقطة السريعة يعد إهانة كبيرة له بعدما قدم فى مصر من قبل بطولات فى عدة أفلام.