أصدرت وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بمجلس الأمن، اليوم، آخر تحديث لقوائم العقوبات ذات الصلة بالإرهاب وتمويله، والتى تضمنت 16 اسما بينهم 5 مصريين و69 كيانا، وجاء قرار الوحدة بمجلس الأمن، فى إطار اجتماعاتها الدورية خاصة بعد التغير الذى طرأ فى مواجهة الإرهاب وقتال عناصر داعش فى العراق وسوريا، حيث كان مجلس الأمن أعلن عن قوائم الإرهاب التى وقعت عليها الجزاءات وتضمنت وفقا لآخر تحديث لها فى نوفمبر2019، 261 شخصا بينهم سيدتان و84 كيانا.
وكشف عمرو فاروق، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، أبرز المعلومات الخاصة بالمصريين الـ 5 الذين تم وضعهم فى قوائم الإرهاب، حيث ضم الاسم الأول على السيد محمد مصطفى بكرى مصرى الجنسية، مواليد بنى سويف عام 1966، ومدرج سابقا فى 29 سبتمبر2005، وهو عضو فى مجلس شورى تنظيم القاعدة، وعضو سابق فى تنظيم الجهاد المصرى، وعمل خبيرا فى المتفجرات والأسلحة الكيميائية ومدربا ومدرِّسا فى معسكرات تنظيم القاعدة فى أفغانستان.
وأضاف الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، أن الاسم الثانى يتضمن عبد الله أحمد عبد الله الألفى مصرى الجنسية، وهو مواليد الغربية عام 1963، ومدرج سابقا فى 26 نوفمبر2004،، ويكنى بـ"أبو محمد المصري"، ويعتبر الرجل الثانى حاليا فى تنظيم القاعدة، وصهر أسامة بن لادن، ومن المؤسسين الأوائل لتنظيم "القاعدة"، وعمل كخبير لصناعة المتفجرات، وشغل لفترة طويل مسؤولية "اللجنة الأمنية" لتنظيم بن لادن، وكان من المقربين من الملا عمر حاكم طالبان أثناء إقامته فى قندهار، كما كان مسئولا لفترة طويلة عن معسكر الفاروق، المعنى بتدريب العناصر الجهادية الجديدة، كما كان عضوا بالمجلس الاستشارى لتنظيم "القاعدة".
وأشار إلى أن الاسم الثالث هو ثروت صالح شحاته على مصرى الجنسية مواليد 1960، ومدرج سابقا فى 26 2004، وقضى 3 سنوات بالسجن فى قضية الجهاد الكبرى، وصدر ضده حكمين غيابيين بالإعدام من محاكم عسكرية، الحكم الأول فى قضية محاولة اغتيال رئيس الوزراء المصرى الأسبق عاطف صدقى عام 1994، والثانى فى قضية "العائدون من ألبانيا" عام 1999، ووصل شحاتة إلى ليبيا فى أكتوبر2012 بعد انتهاء العقوبة التى صدرت بحقه فى تركيا، بتهمة دخول الأراضى التركية بدون الحصول على تأشيرة قادما من إيران التى أمضى فيها عدة سنوات بعد سقوط حكم حركة طالبان، فى أفغانستان.
ولفت إلى أن "شحاتة" ضالع فى قيادة تنظيم "أنصار الشريعة" الذى كان يتخذ من شرق ليبيا مقرا لإدارة عملياته، كما أنه متورط فى تصفية سبعة من المصريين العاملين فى ليبيا، ودخل مصر باسم مستعار فى عام 2013، وتنقل فى عدة أماكن قبل أن يستقر فى مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، ليتم إلقاء القبض عليه من قبل أجهزة الأمن المصرى.
وأوضح أن الإرهابى الرابع، مصطفى كمال مصطفى إبراهيم مصرى الجنسية، يكنى بـ" أبو حمزة المصري"، مواليد الاسكندرية عام 1958، ومدرج سابقا فى 26 نوفمبر2004، عمل إمام سابق لمسجد فينسبيرى فى لندن، حكم عليه بالسجن المؤبد فى الولايات المتحدة فى 9 يناير 2015، إثر إدانته باحتجاز رهائن ومساعدة مجموعة خطفت 16 سائحا غربيا فى اليمن عام 1998 وأنشطة إرهابية مرتبطة بمشروع مخيم للتدريب على الجهاد فى 1999 فى ولاية أوريجون الأمريكية.
وتابع عمرو فاروق: أسس أبو حمزة المصرى، جماعة تسمى "أنصار الشريعة"، فى بريطانيا، ودعا إلى تأسيس "دولة الخلافة الإسلامية"، واتهم حكام الدول العربية بالكفار ومنهم مصر، كما وصف بريطانيا أيضا فى خطبته المسجلة مرئيا فى عامى 1997 و1998 بالدولة الكافرة، وفى 19 أكتوبر 2004 تم اتهام المصرى بـ 16 اتهاما كان من بينها "التشجيع على القتل"، وتحويل مسجد "فينزبرى بارك"، "مركز لتدريب المتطرفين الإسلاميين"، و"محاولة خلق كراهية بسبب الانتماء الديني" وتم الحكم عليه فى المحكمة المركزية فى لندن فى 7 2006 بالسجن لمدة سبع سنوات، فى 2004، حتى اعتبرته الولايات المتحدة أنه يساعد ويسهل الأعمال الإرهابية فى العالم، وسعت للحصول على "أبو حمزة المصري".
ولفت إلى أنه فى 20 يونيو2008 قامت المحكمة العليا فى لندن بتثبيت قرار تسليم أبى حمزة إلى الولايات المتحدة، وكان قرار تسليمه أثار جدلاً قانونياً حينذاك باعتباره قد ينطوى على مخالفات قانونية خطيرة لتعارض هذا الإجراء مع قوانين الاتحاد الأوروبى التى تمنع إحالة شخص لقضاء دولة أخرى يطبق فيها عقوبة الإعدام، وكان من المحتمل أن يواجه أبو حمزة الإعدام الذى تسمح به القوانين فى الولايات المتحدة، وبعد معركة قانونية مع بريطانيا استمرت ثمانية أعوام، تسلمته واشنطن فى عام 2012، ليتم محاكمته بتهمة الإرهاب، وتقديم الدعم المادى لشبكة أسامة بن لادن الإرهابية، والتخطيط لإنشاء مركز كمبيوتر لطالبان، وإرسال مجندين للتدرب على العمليات الإرهابية فى أفغانستان، فى عام 2014، تم تحويله إلى المحاكمة فى نيويورك، وقضت محكمة أمريكية عليه بعد ثمانية أشهر، بالسجن مدى الحياة إثر إدانته بـ 11 تهمة من بينها: توفير هاتف يعمل عبر الأقمار الاصطناعية، وتقديم النصح والمشورة لمجاهدين يمنيين اختطفوا سائحين غربيين عام 1998، كما أدين بإرسال اثنين من أتباعه إلى أوريغون لإقامة معسكر تدريب، إضافةً إلى إرسال أحد أنصاره إلى أفغانستان لمساعدة القاعدة وطالبان ضد الولايات المتحدة.
ولفت إلى أن هانى السيد السباعى يوسف، مصرى الجنسية مواليد القليوبية عام 26 يونيو1960، ومدرج سابقا فى 29 سبتمبر2005، حيث يلعب السباعى، دور المتحدث الرسمى لتنظيم "القاعدة"فى أوروبا، حاليا، ويستخدم مركزه المشبوه غطاء لدعم التنظيمات والخلايا الإرهابية فى أوروبا مديا وبشريا، عن طريق التحويلات البنكية التى ترسل إليه من مختلف الكيانات والجمعيات المدعومة من قطر وتركيا.
كان السباعى قد التحق بكلية الآثار جامعة القاهرة، ثم تركها بسبب رفضه دراسة التماثيل، ثم التحق بكلية الحقوق وتخرج فيها، وانخرط فى تنظيم الجهاد منذ التسعينات، واشتهر بدفاعه عن العناصر الإرهابية، أمام محاكم أمن الدولة العليا والعسكرية والمدنية، وكان رئيسا لمجلس إدارة "الجمعية الشرعية" بمدينة القناطر الخيرية من عام 1987 إلى عام 1990، كما تأثر بقضية جماعة "التكفير والهجرة" عام 1977، وبخطب الشيخ محمد جميل غازى، بمسجد العزيز بالله.
واستطرد: شارك السباعى عام 1979، فى حملات تجنيد الشباب وتسفيرهم، لأفغانستان لمواجهة الاتحاد السوفيتى، وزاد نشاطه مع تنظيم الجهاد، وتم اعتقاله عقب اغتيال الرئيس المصرى الراحل أنور السادات عام 1981، وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة فى محاولة اغتيال رئيس الوزراء المصرى الأسبق، عاطف صدقى، عام 1993، لتمكن من الهروب إلى لندن، ثم حكم عليه غيابيا بالإعدام فى قضية "العائدون من البانيا" عام 1998، كما حصل على اللجوء السياسى فى بريطانيا، وأسس "مركز المقريزى للدراسات التاريخية"، الذى يعتبر منصة لاستقطاب الشباب العربى والأوروبى للتنظيمات المتطرفة.
واستطرد: فى السنوات الأخيرة لعب السباعى ومركزه المشبوه دورا فى التحريض على العنف المسلح ضد مؤسسات الدولة المصرية، ودعا لتشكيل خلايا نائمة لمهاجمة قوات الجيش والشرطة، وتحقيق أهداف خارجية، بينما اتهمته السلطات البريطانية منتصف عام 2014، بتمويل شبكات وجماعات متطرفة بلندن، وفقا لتقرير نشرته فى 2017، صحيفة "الصنداى تليجراف"، من أن الأجهزة الأمنية فى بريطانيا أجرت تحقيقات فى الصلة بين هانى السباعى، وشبكة إرهابية فى غرب لندن، ويعتقد أن السباعى، هو الشخصية الرئيسية، التى تقف وراء التأثير على عدد من الشباب البريطانى الذين انضموا للتنظيمات الإرهابية فى سوريا والعراق، وأنه فى دعوى قضائية، تم توجيه اتهامات للسباعى بتوفير مواد تدعم تنظيم "القاعدة" والتآمر لارتكاب أعمال إرهابية.