بعدما أقبل محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، بداية الشهر الجارى، على تشكيل لجنة إدارية من أجل إحكام سيطرته على التنظيم، وإبعاد الجبهة المتصارعة معه، وقد وصف المراقبون لتيار الإسلامى تحركات "عزت" بمذبحة داخل التنظيم، وضع شباب الإخوان خطة جديدة للانقلاب على إدارة محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، وفرض أمر واقع عليه، عبر تشكيل جمعية عمومية جديدة تقر اللائحة الداخلية، ومن ثمَّ إجبار جبهة عزت على الموافقة عليها.
وكشف عز الدين دويدار، القيادى الإخوانى، إن اللجنة الإدارية المؤقتة للإخوان انتهت من النسخة النهائية من اللائحة بعد الصياغة القانونية، وبعد تمام شرحها ومناقشتها فى الأسر والشعب فى 14 مكتبًا إداريًا داخل مصر، موضحًا أنه خلال الأسبوع الجارى ستكون الجمعية التأسيسية لإقرار اللائحة قد تم إنهاء تشكيلها بالانتخاب لتوضع أمامها النسخة النهائية، ويتم التصويت عليها خلال 10 أيام على مرحلتين؛ المرحلة الأولى داخل الجمعية التأسيسية، وإن أقرت بنسبة 50%+ 1، ثم تطرح للتصويت على كل الصف لتصبح سارية.
وأوضح، فى تصريح له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": "هناك آليات سيتم اتباعها لتشمل عمليات التصويت والإقرار الإخوان الراغبين فى ذلك فى تلك المحافظات السبع، التى ترفض مكاتبها مسار اللائحة وتوالى مجموعة محمود عزت، موضحًا أن محمد كمال عضو اللجنة الإدارية العليا الحالية، ما زال متمسكًا بما أعلنه فى خطابه الأخير بأنه لن يترشح لأى منصب تنفيذى فى الجماعة فى المرحلة المقبلة، وهو سلوك قادة متجردين، ونحث باقى القيادات التاريخية على الإقتداء به".
وأشار القيادى الإخوانى، إلى أن اللجنة الإدارية العليا المؤقتة التى شكلها مكتب شورى الإخوان فى إسطنبول تضع خارطة طريق للجماعة لحل خلافاتها الداخلية وإجبار محمود عزت على الالتزام بتعليماتها، مشيرًا إلى أن اللجنة وضعت خطة أيضا لإجبار المكاتب الإدارية السبع التى توالى محمود عزت للانضمام لها.
واستطرد: "مع الاعتراف بأن من بين 21 مكتبًا إداريًا موجودًا فى مصر هناك حتى الآن 7 مكاتب مازالوا يرفضون الحقيقة ويعوقون الصف تحتهم عن الانضمام لهذا المسار، فالإخوان والشباب فى هذه المناطق والمحافظات عليهم الآن تنظيم أنفسهم، ومحاولة إقناع أكبر عدد من مسئولى الشعب والمناطق بشكل شخصى من خلال زيارات شخصية بعيدًا عن الأطر الرسمية التى غالبًا ما تستعمل لقمع الرأى المخالف، ومحاولة تشكيل ضغط على إدارات المناطق والشعب للحاق بقطار التغيير وبناء المؤسسات الذى انطلق فى باقى المحافظات، فهذا هو الحل الأخير الذى ينجى هذه المكاتب السبع من شبح الانقسام أو التفريغ".
وكشف عز الدين دويدار، أن مكتب إخوان لندن قد بعث برسائل بريدية لقيادات الصف الإخوان فى مصر، يؤكد لهم أن الأزمة الداخلية انتهت، وأن جبهة محمود عزت سيطرت على الجماعة بالكامل، مشيرًا إلى أن هذا الكلام غير حقيقى.
وأشار إلى أن اللجنة الإدارية العليا تسير فى إجراءات اللائحة والانتخابات فى غالبية المحافظات عدا 7 محافظات فقط ممتنعة وتوالى محمود عزت.
بدوره قال علاء أبو بكر، القيادى باللجنة المركزية لشباب الإخوان، إن هناك حالة من الغلو فى الاحترام إلى حد التقديس، هى التى يسوقها الآن جناح محمود عزت عنه، إنه القائد التاريخى الذى لا نعلم عنه شيئًا منذ أكثر من سنتين غير أنه الملهم الذى يمنح الشرعية لمؤسسات ويمنعها عن أخرى، بتوقيعه الخارق القادر على فعل ذلك.
وأضاف، فى مقالة له نشرت بأحد المواقع الإخوانية، أن الإخوان يصرون على أن محمود عزت صاحب النظرة الثاقبة التى ترى فلانا المعارض له مندسًا يشق الصف فيفصله ويقصيه، ويرى الآخر المؤيد له حريصًا على لحمة الصف وفيًّا فيقربه ويرقيه، وأنه الرمز صاحب النفوذ والسلطان فلا يجوز أن تسأل عن قراراته متى وكيف وأين؟ فأنت حاشية فى متن بصيرته وتاريخه، أما أتباعه فهم الجدر المحصنة التى لا ينفذ له منها نقد ولا حساب ولا مناقشة.
واستطرد: "فلينظر الجميع ما فعلت تلك القيادات حين تحدثت قمم الأخلاق والتجرد بأرق الألفاظ عن فساد خط سيرهم السياسى منذ بداية 25 يناير 2011، فالأزمة ليست فى أخلاقنا حين ننقدهم ولكنها فى عدم رغبة هؤلاء فى السماع لأية رؤية تروم التغيير الحقيقى".
فيما قال عمرو فراج، القيادى بجماعة الإخوان، ومؤسس شبكة رصد الإخوانية، إن محمود عزت منذ 3 سنين لم يره أحد و لا ظهرت له حتى صورة حديثة، وهو يأخذ القرارات المتعلقة بالجماعة، والتى تحدث كثيرًا من الفتنة والبلبلة وسط كثير من الشباب كانت السبب فى أن كثيرين نعلمهم تركوا الجماعة وفضلوا العمل بعيدًا عن هيكلها المهلهل.
وأضاف فراج، أن محمود عزت يمتلك موقعًا إخوانًا "سايت" يستطيع من خلاله عمل الكثير، بجانب أنه يمتلك لجانًا فنية تقدر تساعده فى الظهور إلى شباب الجماعة بدلاً من الاختفاء.
من جانبه قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن جهاز الاستخبارات البريطانى يدعم محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، الذى يحاول تصفية جبهة محمد كمال عضو مكتب الإرشاد، التى تتصارع معه للسيطرة على التنظيم، وتشويهه أمام مؤيديه.
وأشار البشبيشى، فى تصريحاتٍ لـ"انفراد"، إلى أن المخابرات البريطانية ترى أن جبهة عزت، والتى ينتمى لها إخوان لندن هى من تستطيع قيادة الإخوان فى الوقت الحالى، بينما جبهة القيادة الجديدة فإن عددهم قليل، ولا يملكون ـى ملفات مهمة داخل الجماعة.