سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 21 يناير 1938.. الاحتفالات بعقد قران الملك فاروق تتواصل ثلاثة أيام.. وأندر قطع الماس هدية من العريس لعروسه

استطاع مصطفى النحاس باشا، رئيس الحكومة، أن يوجه للملك فاروق ثلاث هزائم فى احتفالات تتويجه للعرش يوم 29 يوليو 1937، فقرر الملك ألا يعقد قرانه على «فريدة» أثناء رئاسته للحكومة، وعقده يوم 20 يناير 1938 فى حكومة محمد محمود باشا التى خلفت حكومة النحاس.. «راجع ذات يوم 20 يناير 2020». أمام هذه الهزائم، كان على ماهر باشا يرسم الطريق الذى يؤدى إلى مزيد من تعلق الناس بالملك، حسبما تؤكد الدكتورة لطيفة سالم فى كتابها «فاروق الأول وعرش مصر»، وكانت الاحتفالات بعقد قران فاروق التى استمرت ثلاثة أيام، وكان يومها الثانى هو يوم 21 يناير، مثل هذا اليوم، عام 1938.. كان على ماهر رئيسا للوزراء أقل من خمس شهور، من 30 يناير إلى 9 مايو 1936، وكان خصما للوفد وأخذ يجهز ضرباته إليه..تذكر سالم: «بذلت المجهودات التى وجهها على ماهر وأحمد حسنين تجاه المزيد من الشعبية للملك الشاب، والعمل على انتقاص سلطة الحكومة لصالح الملكية، وتضاعفت الدعايات حول شخصية فاروق التى التصقت بالورع والتقوى والبطولة والزعامة ولوطنية والديمقراطية، فهو يطلع على الشكاوى بنفسه، ويفتح قصره للجميع، ويأمر بعلاج الفقراء على نفقته، ويتبرع للمنكوبين، ويوزع حنانه على المساكين، ويضىء المستشفيات بالكهرباء فى المناطق المنعزلة، ويدفع آلاف الجنيهات لتحقيق هذه الأغراض، ثم هو يشجع المنتجات المصرية، ويطلب أن تكون مشتريات القصر صناعة مصرية، وإن لم تتوافر فتشترى من محلات مصرية، وازدادت تحركات فاروق الفجائية، فيقوم بالزيارات، خاصة إلى المناطق العمالية، ودائما ترتبط الزيارة بافتتاح مؤتمر أو مسجد لتتحقق الأغراض جملة واحدة». شمل تخطيط القصر استثمار الاحتفالات بعقد القران.. تؤكد سالم: «جاء اختيار التوقيت لمصلحة القصر، بعد أن اتجه الناس بعواطفهم ناحيته»، يذكر الدكتور محمد حسين هيكل باشا، وزير المعارف، وقتئذ فى مذكراته: «استقبل أهل مصر جميعا نبأ عقد القران الملكى بغبطة ليس كمثلها غبطة، واعتبروه فأل يمن وطالعا حسنا لهذا العهد الجديد». تواصلت الاحتفالات ثلاث أيام، بدأت فى 19 يناير بعقد ليلة الحنة، حسبما تذكر «فريدة» فى كتاب «فريد.. ملكة مصر تروى أسرار الحب والحكم» لفاروق هاشم.. تضيف: «اليوم الأول كان فى المساء والاحتفال بعقد القران، ووالدى كان وكيلا عنى، والشيخ مصطفى المراغى الإمام الأكبر وشيخ الأزهر والشيخ الجداوى، رئيس محكمة مصر الشرعية، وعمى سعيد ذو الفقار وعلى ماهر باشا شاهدين على العقد، كان القصر شبه الماسة اللامعة التى يشاع فيها البهجة والسرور، وكانت الجماهير مصطفة على طول الطريق من مصر الجديدة، حيث كانت الموسيقى تصدح فى كل مكان والخيول والبشر يرقصون فى الشوارع، وأقيم حفل ساهر فى قصر القبة مساء الخميس 20 يناير، امتد حتى صباح 21 يناير، وحضره أعضاء الأسرة المالكة وأسرتى والنبلاء والسفراء، وكبار رجال الدولة، وكانت الموسيقى تصدح فى كل أرجاء القصر، والضباط والجنود بملابسهم الزرقاء، والرجال والسيدات بملابس السهرة والفنانات والفنانين يتغنون بأحلى الأغانى والألحان، وأم كلثوم وعبدالوهاب والراقصات والراقصين». فى يوم 21 يناير 1938، كتبت الأهرام: «أشرقت الشمس بنور ربها، وازدهر الكون بفرح وليه، واحتفلت الطبيعة بعرس أجمل ما فيه، من أجل هذا كان سرور الأمة البالغ بزواج الفاروق مظهرا من مظاهر الولاء لذاته، والتيمن بشخصه، والدعاء إلى الله أن يجعل طلعته مقرونة بالفوز وأيامه حافلة بالنصر والتأييد». تعترف فريدة: لم أكن أدرى أنى سأبكى سنوات بعد ذلك ألما وندما وحسرة، ولم أكن أعرف أن الشاب المحبوب الذى توج ملكا ويرقص شعبه الآن فى كل مكان فرحا سعيدا، سيجعل بتصرفاته هذا الشعب نفسه يرقص فى الشوارع والميادين مؤيدا للثورة ضده، وفرحا سعيدا بتنازله عن العرش وخروجه من مصر».. تتذكر: «رأيت الشعب فى يوليو 1952 يرقص بخروج الملك، وما أبعد الفرق بين المشهدين، التتويج والسقوط، لم تكن الثورة مفاجأة لى، كنت كمن يقرأ الغيب». قدم فاروق إلى فريدة عقد ماس نادر ثلاثة أفرع من الماس الأبيض، وتنتهى الأفرع من ناحيتين بمساكتين ماس، وكان هذا العقد أندر المعروضات فى معرض باريس الدولى للمجوهرات، أما الهدايا للعروسين فشملت الكثير، حيث قدمت الملكة نازلى والدة فاروق إلى «فريدة». تاج مرصع وفى وسطه زمردة نادرة وفى أعلى التاج ماسة ثمينة برسم قلب، كذلك قدم أعضاء الأسرة المالكة الهدايا، وقدم الزعيم الألمانى هتلر سيارة مرسيدس هدية، وتلقى فاروق من النمسا هدايا عبارة عن مجموعة من التماثيل تمثل الفرسان النمساويين فى القرن الثامن عشر، ومن ملك إيطاليا تلقى تمثالا تاريخيا من البرونز لأمير إيطالى من أمراء القرن السابع عشر، وقدم الملك جورج ملك إنجلترا بندقيتين صيد فخمتين، وأهداه ملك اليونان تمثالا من البرونز الملون بلون التمثال الحقيقى المحفوظ فى متاحف أثينا، وهو للملكة المصرية برنييس إحدى ملكات البطالمة، علاوة على هدايا ملوك عرب شملت خيولا عربية أصيلة من ملك الأردن وملك السعودية.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;