أصدر المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية تقريرًا عن خطة السلام فى الشرق الأوسط لحل القضية الفلسطينية، المعروفة باسم "صفقة القرن"، التى يستعد البيت الأبيض لطرح الشق السياسي بشأنها خلال الساعات المقبلة، حيث أشار إلى مجموعة من المبادئ والتحديات التى تواجه الخطة، فى الوقت الذى أشاد زعيم حزب أزرق أبيض الإسرائيلي، بيني جانتس، بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيما يتعلق بإعداد خطة للسلام في الشرق الأوسط وتعهد بتنفيذها بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في مارس المقبل.
وحدد التقرير نحو 4 من المبادئ الحاكمة التي تصف بنود "صفقة القرن" الأمريكية، وهى إقرار الأمر الواقع: أي إن التغييرات التي أحدثتها السياسات الإسرائيلية في المناطق المحتلة في الضفة الغربية ستكون أحد أهم مبادئ خطة السلام الأمريكية المتوقّعة، وضمان أمن إسرائيل: إذ إن الأمن الإسرائيلي يُعتبر العامل الرئيسي الذي تستند عليه الصفقة، باعتبار أن ضمان أمن إسرائيل يُعد التزامًا أمريكيًّا لن يقبل أي تنازل جوهري، بجانب كيان فلسطيني أقل من دولة: بمعنى أن خطة السلام الأمريكية لن تتضمن عرضًا صريحًا لحل الدولتين، أو إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة ومستقلة؛ بل ستكون بمثابة تمهيد لفكرة إقامة كيان فلسطيني أقل من دولة، تتفق بالضرورة مع مصالح إسرائيل الأمنية، واستبعاد قضايا الوضع النهائي: بمعنى استبعاد قضيتي القدس واللاجئين، خاصة مع الاعتراف الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية على القدس، ونقل السفارة الأمريكية إليها.
وفى الوقت نفسه أشار التقرير إلى مجموعة من التحديات المهمة التي يُتوقع أن تواجه الصفقة، وتحدّ من قدرة الإدارة الأمريكية على تنفيذها، الموقف الفلسطيني الرافض بشدة للصفقة وأي من مراحلها، بجانب الموقف العربي الذي لا يزال متمسكًا بالثوابت الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بقضية القدس بالإضافة إلى إثارة الأحزاب الدينية واليمينية المتطرفة الإسرائيلية لمشكلات ترفض بمقتضاها الصفقة، ومن ثم تعيق إمكانية قبول إسرائيل لها بالشكل الذي ترغب فيه واشنطن، بجانب عدم قدرة الولايات المتحدة على توفير الدعم المادي من الدول الخليجية والجهات المانحة الذي سوف تستند عليه في تنفيذ الصفقة على الأقل في شقها الاقتصادي.
من جانبه قال محمد حامد، الباحث فى العلاقات الدولية، إن صفقة القرن وهى مبادرة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب منحازة لإسرائيل بالكامل، حيث تتماشى مع الرؤى الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينبة، وهى مرفوضة بالكامل من السلطة الفلسطينية.
وقال الباحث فى العلاقات الدولية، لـ"انفراد"، إن صفقة القرن هى مبادرة من الولايات المتحدة الأمريكية لحل القضية الفلسطينية وهدفها إعادة التفاوض بشأن القضية الفلسطينية، فهى تشبه خارطة الطريق فى عهد بوش ومبادرة اوباما الخاصة بالسلام، وكذلك المبادرات التى حدثت فى عهد كلينتون وبوش الأب.
ولفت محمد حامد، إلى أن صفقة القرن التى من المقرر أن يعلن عنها ترامب أعطت فرص لإسرائيل كى تسرق مزيد من الأراضى الفلسطينية.
من جانبه قال الإعلامي نشأت الديهي، إن هناك تسريبات لأهم بنود صفقة القرن المقرر الإعلان عنها غدًا الثلاثاء، موضحًا أنه لم يرد بهذه التسريبات أي ذكر لوجود دولة فلسطينية في هذه البنود.
وأوضح "الديهي"، مقدم برنامج "بالورقة والقلم"، المذاع عبر فضائية"TeN"، اليوم الاثنين، أن من بين البنود إعلان سيطرة إسرائيل على 30 % من الضفة الغربية ضمن المناطق التي تعرف باسم "ج"، وفق تصنيفات اتفاق أوسلو المبرم عام 1993، وأن تبقى القدس موحّدة تحت السيادة الإسرائيلية، ويشمل ذلك تشكيل إدارة إسرائيلية - فلسطينية مشتركة للمسجد الأقصى وبقية الأماكن المقدسة، على أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية وفقًا للخطة الأمريكية بلدة شعفاط شمالي القدس، بدلا من القدس الشرقية وبلدتها القديمة، وستكون هذه الدولة منزوعة السلاح والسيادة، وتحتفظ إسرائيل بسيطرتها على الحدود البرية والجوية، إلى جانب الاعتراف بضم المستوطنات الإسرائيلية وليس فقط الكتل الاستيطانية الكبيرة، وأن تفرض السلطة الفلسطينية، سيطرتها على قطاع غزة، مع نزع سلاح حركتي حماس والجهاد، وإنشاء ممر آمن بين غزة والضفة، وشرط الإدارة الأمريكية موافقة الفلسطينيين على هذه البنود، وتعترف بيهودية الدولة الإسرائيلية.
واعتبر "الديهي"، أن صفقة القرن ضربة للقضية الفلسطينية، وإهالة للتراب على الجميع، مشددًا على أننا وصلنا لنقطة تاريخية فيما يخص القضية الفلسطينية.