استنكرت الصحف السعودية، فى افتتاحيتها اليوم الاثنين، التصريحات والسلوك الإيرانى تجاه المملكة إثر تنفيذ الأحكام القضائية أمس الأول ضد الإرهابيين وما شهدته سفارة المملكة وقنصليتها بإيران من اعتداءات.
فمن جانبها وتحت عنوان "السلوك الإيرانى ينفلت" قالت صحيفة "الرياض" إن من تقاليد السياسة فى إيران استهداف البعثات الدبلوماسية للدول الأجنبية والتى تعتبر وحسب القوانين الدولية أرضا تتبع تلك الدولة، لذا فإن صيانتها وأمن منسوبيها مسئولية الدولة المضيفة مسئولية كاملة.
وأضافت "هذه الاعتداءات تسىء لإيران وتظهرها كدولة منفلتة يقود رأيها العام مجموعة من المشاغبين «والهولجنز»، وتعجز السلطات عن لجمهم ومنعهم من ارتكاب تلك الأفعال التى فى واقعها لا تحمل أى دلالة على قوة أو سلطة وإن كان الهدف إيصال أى رسائل سياسية فإن التقاليد الدبلوماسية تقول إن السفارات وُضعت لهذه المهمة، وليس لشىء آخر".
من جهتها، قالت صحيفة "الشرق" إن المملكة بعثت من خلال تطبيق شرع الله على هؤلاء الإرهابيين، رسالة للمجتمع الدولى وأى كائن كان بأن أمن المملكة خط أحمر ولن يردعها أى محاولة للمساس بأمنها من قبل هؤلاء الذين يطبق عليهم حد القانون، كما أنها لا يمكن أن تقف عند تلك النعرات الطائفية التى تطلقها إيران محاولة المساس بوحدة المملكة وتحريض أبناء الطائفة الشيعية فى المملكة والتى تدين بولائها للوطن من خلال تلك الممارسات الشنيعة التى ظلت تمارسها فى وسائل الإعلام، منتظرة أن يستجيب لها الأذناب والتابعون لنظام الملالى فى إيران، ولكنها لم تحرك ساكناً إلا فى المناطق التابعة لها فى بعض الضواحى اللبنانية، وكذلك فى العراق التى يقتل فيها الإنسان بدم بارد، وعلى قارعة الطريق وبدون أى تصريح من تلك الجهة أو الأخرى.
فى نفس السياق، قالت صحيفة "اليوم" إن إعلان إقامة حد القصاص والحرابة على 47 إرهابيا أمس الأول له دلالات تاريخية عميقة فى استقرار الدولة وبث كثير من الرسائل الأمنية لجميع الخلايا النائمة، وذلك فى سياق توفير أمن وسلامة بقية المجتمع، وقياسا على الجرائم التى ارتكبها هؤلاء من تهديد للأمن الاجتماعى والوطنى والاقتصادى والإضرار المباشر بمصالح البلاد والعباد فذلك يكفى لوصولهم الى هذه النهاية المنطقية للانحراف القائم على منهج عدائى وتكفيرى لا يمكن أن يستقيم معه الحال إذا لم يتم العمل معه بمثل هذا الحسم والحزم.
من جهة أخرى، وحول تطورات الأحداث فى اليمن أعلن السكرتير الصحفى للرئاسة اليمنية "مختار الرحبى" أن التحضيرات متواصلة لعقد الجولة المقبلة من المشاورات بين الحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق على عبد الله صالح، وأنه لا يوجد حتى الآن أى تعديل على الموعد المقرر للجلسات.
وقال الرحبى لصحيفة «الشرق الأوسط» الدولية فى طبعتها السعودية إن «الحكومة ستذهب إلى المشاورات المقرر انطلاقها فى 14 من الشهر الحالى لتعرية المتمردين أمام الأمم المتحدة والمجتمع الدولى والمنظمات الدولية والإنسانية»? مشيرا إلى أن هذا التوجه الحكومى «يأتى فى إطار المرونة والتعاون مع المجتمع الدولي».
واعتبر الرحبى أن «اللجنة التى جرى تشكيلها فى المشاورات الأخيرة التى عقدت فى سويسرا (المعروفة إعلاميا باسم (جنيف 2) لمراقبة وقف إطلاق النار باتت منتهية بعدما جرى الإعلان عن إنهاء الهدنة التى لم يلتزم بها المتمردون.
وكتبت صحيفة عكاظ السعودية، الرياض لطهران: طفح الكيل، فى رد فعل قوى وحاسم على تطاولات ملالى طهران وقم، واعتداءات الغوغائيين على السفارة السعودية فى طهران وقنصليتها فى مشهد، أعلنت المملكة على لسان وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير البارحة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وطلبت من جميع أفراد البعثة الدبلوماسية الإيرانية «السفارة، القنصلية والمكاتب التابعة لهما» مغادرة البلاد خلال 48 ساعة.
من جانبهم، حذر كتاب ومثقفون الإعلام بوسائله المختلفة من الانسياق خلف التأجيج الإيراني المقصود والذي يعزف على محور الطائفية بالمنطقة خصوصا بعد تنفيذ حكم الشرع في 47 إرهابيا. وطالبوا عبر «عكاظ» بضرورة الحديث صراحة عن الورقة الطائفية المكشوفة للخطاب الإيرانى.