أبو مازن: القدس ليست للفلسطينيين وحدهم ولكن للعرب جميعا ولا نملك التفريط فيها.. سنتوجه إلى مجلس الأمن للبحث عن حل للقضية الفلسطينية
السفير سامح شكرى: موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت وحلها يضمن التنمية والرخاء فى المنطقة
السفير أيمن الصفدى: الاردن سيقدم كل الإمكانيات للحفاظ على وضع القدس التاريخى
وزير خارجية السعودية: فلسطين القضية الأولى المركزية في السياسة الخارجية للمملكة
انطلق فى الجامعة العربية ظهر اليوم السبت، الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب لمناقشة خطة السلام الأمريكية، بحضور الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، وبدأت فعاليات الاجتماع بكلمة للسفير أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، والذى أكد أن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب يهدف إلى بورة موقف عربى جماعى من الطرح الأمريكى للسلام بين إسرائيل وفلسطين، مثلما أعلن عنه الرئيس الأمريكى ترامب بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلى يوم 28 يناير الماضى، موضحا أن الموقف العربى الجماعى يجب أن يتسم بالجدية والشعور بالمسئولية مشددا على أن فلسطين ليست قضية الشعب الفلسطينى وحدهم، ولكنها قضية العرب جميعا من المحيط للخليج.
وأضاف أبو الغيط خلال كلمته فى اجتماع وزراء الخارجية: وقفة تضامن مع فلسطين شعبا وقيادة، نبعت برسالة للعالم أجمع بأن الفلسطينيين ليسوا وحدهم، والقرار الفلسطينى الحر له ظهير عربى مساند وداعم له أمام المؤسسات الدولية المعنية.
وأشار أبو الغيط إلى أن الطرح الأميركي الأخير كشف عن تحول حاد في سياسة واشنطن تجاه القضية الفلسطينية، متابعا أن العرب لا يتاجرون بقضاياهم بل يدرسون بعمق وتأن ما يطرح عليهم ومن حقهم أن يقبلوا أو يرفضوا ذلك.
وأضاف الأمين العام لجامعة الدول العربية: الوضع الحالي يمهد لمئة عام أخرى من الصراع في المنطقة العربية، موضحا أن الفلسطينيين يرفضون الوضع الحالي لأنه لا يُلبي تطلعاتهم ويضعهم فعلياً تحت احتلال، وسيكون من قبيل العبث أن تُفضي خطة للسلام إلى تكريس هذا الاحتلال وشرعنته، وأن يؤدي طرحٌ يُفترض أنه يقوم على فكرة الدولتين إلى وضع يقترب من وضع الدولة الواحدة التي تضم فئتين من المواطنين.
وعقب ذلك ألقى الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبو مازن" كلمة طويلة للحديث حول خطة السلام الأمريكية، حيث أكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو لا يؤمن بالسلام وهو من رفض خطة اتفاق أوسلو، ولم يحدث أي تقدم في عملية السلام، بعد قتل رابين الذي وافق على السلام.
وتابع عباس خلال كلمته باجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب للرد على خطة السلام الأمريكية : "عندما جاء أولمرت الذي حقق تقدما كبيرا في مفاوضات السلام وقضايا الحل النهائي وصل إلى 70% من القضايا، وخلال ذهابي ذات مرة إلى منزله قالوا لي ارجع أولمرت في السجن."
وأكد أن أمريكا لو كانت تعلم بمفاوضات أوسلو لافشلتها. وأضاف:"عندما جاء ترامب إلى السلطة وقبل أن يدخل إلى البيت الأبيض، صاغت أمريكا بقيادة باراك أوباما قرارا سرا بالاتفاق مع بريطانيا، وهو أهم قرار أصدره مجلس الأمن حول القضية الفلسطينية، وتجاهل ترامب هذا القرار، والتقي بي 4 مرات، كان يثني خلالها على رؤيتي".
وأوضح عباس أنه أبلغ ترامب بموافقته على دولة فلسطينية منزوعة السلاح، رغم أن ذلك لا يعجب الكثيرين.
واستكمل: لكني مؤمن بعدم جدوى السلاح، وبعد حالة التفاؤل أغلق مكتبنا في واشنطن واوقف المساعدات، وقال انه سيعترف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل وغيرها، بعد أن أكد لي قبوله حل الدولتين على حدود67 ، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة فلسطين، واستعداده لإرسال قوات الناتو لحل القضية وكأنه يستطيع تسويتها في نصف ساعة، ولكنه تنصل من وعوده ولذلك قطعنا علاقتنا مع واشنطن وأوقفنا التعاون الأمني مع المخابرات الأمريكية.
واستعرض الرئيس الفلسطينى محمود عباس، دور الولايات المتحدة الأمريكية فى مفاوضات السلام مع إسرائيل، موضحا أن الولايات المتحدة كانت طرفا فى وعد بلفور قبل أكثر من 100 عام، بجانب بريطانيا العظمى، لافتا إلى أن المرة الوحيدة التى تمت فيها المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل، كانت خلال مفاوضات أوسلو، حيث تمت هذه المفاوضات بدون علم الولايات المتحدة الأمريكية.
وتابع الرئيس الفلسطينى خلال كلمته أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، أن الولايات المتحدة لو كانت موجودة خلال مفاوضات أوسلو، لما اكتملت للنهاية، موضحا أن خطة السلام الأمريكية الأخيرة تمت بدون وجود دولة فلسطين، وتم إخباره من الولايات المتحدة بها من أجل الاطلاع عليها، مشددا على أنه رفض اتصال ترامب للحديث حول خطة السلام، وكذلك رفض حصوله على خطة السلام أو الاتصالات أو الرسائل التى يرغب في إرسالها.
وقال محمود عباس، أنه رفض التواصل بأى شكل مع ترامب حول خطة السلام الأمريكية، حتى لا يقال أن الدولة الفلسطينة موافقة على هذه الخطة، مثلما حدث من قبل مع نقل السفارة إلى القدس.
وأشار الرئيس الفلسطينى إلى أن خطة السلام الأمريكية التى أعلن عنها الرئيس الأمريكى ترامب، تريدنا أن ننسى القدس وأن ننسى حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، ونحصل على مساحة صغيرة لإقامة الدولة الفلسطينية، مستعرضا الخريطة الخاصة بخطة السلام الأمريكية.
وأضاف الرئيس الفلسطينى خلال كلمته أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ لبحث خطة السلام الأمريكية بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، أنه أبلغ الرئيس الأمريكى بالرغبة فى إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلام، ولكن ليس بهذا الشكل الذى أعلن عنه، مشددا على أن هذه الخطة الأمريكية تفرض سيطرة أمنية كاملة لإسرائيل فضلا عن السيطرة بحرا وجوا وأرضا.
وتابع الرئيس محمود عباس، أنه لا يمكن قبول هذه الخطة التى تفرط فى القدس، خاصة أنها لا تخص الشعب الفلسطينى وحده ولكن للعرب جميعا، قائلا: "لن أسجل في تاريخي أنني بعت القدس ولن أقبل بهذا الحل إطلاقا.. وفي اعتقادي التام أن ترامب لا يعرف شيئا عن هذه الخطة الأمريكية".
وأوضح الرئيس الفلسطينى، أن الخطة تطالبه بأن ينزع السلاح من قطاع غزة، متسائلا: "هذه الخطة الأمريكية تطالب بالاعتراف بيهودية الدولة.. كيف يحدث ذلك وهى تضم مسيحيين ومسلمين؟!"، مواصلا تساؤله: "الخطة تتحدث عن عدم سيادة للدولة الفلسطينة.. كيف تقول أنها تتحدث عن وجود دولتين؟!".
قال الرئيس الفلسطينى محمود عباس، أنه سوف يتواصل مع قمة التعاون الإسلامى ثم الاتحاد الافريقي خلال الأيام القليلة الماضية لبحث عن حل عادل للقضية الفلسطينة، موضحا أنه سيتوجه أيضا إلى مجلس الأمن وغيرها من المنظمات الإقليمية والدولية للبحث عن مفاوضات سلام تكفل حقوق الشعب الفلسطينى.
وأضاف محمود عباس، أن ردود الفعل العربية والدولية منذ إعلان ترامب لخطة السلام الأمريكية إيجابية، مشددا على أنه لا يقبل أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية وحدها راعية للمفاوضات مع إسرائيل.
وأشار الرئيس الفلسطينى إلى أن الملك سلمان أخبره بأن السعودية تقف دائما مع الفلسطينين، موضحا أن بلاده أرسلت رسالتين إلى الجانب الإسرائيلى والأمريكى للرد على خطة السلام الأمريكية، موضحا أن هذه الخطة تخالف الشرعية الدولية، وأنها تنسف العلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة، خاصة أنها تتخطى الاتفاقيات الموقعة، مطالبا إسرائيل بتحمل المسئولية.
وشدد رئيس فلسطين، أنه أخبر إسرائيل بأن خطة السلام الأمريكية سوف يكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة، وأن الشعب الفلسطينى سوف يواصل نضاله السلمى والمشروع للحفاظ على حقوقه، وتحقيق حلم الدولة الفلسطينية وإحلال السلام فى المنطقة، متابعا: "الخطة الأمريكية مرفوضة جملة وتفصيلا ولازالنا نؤمن بالسلام وفق آلية دولية تضم مجموعة من الأطراف مثل الرباعية الدولية والمبادرة العربية للسلام، وتكون المرجعية للمفاوضات لقرارات الشرعية الدولية، وعدم الاعتراف مطلقا بهذه الخطة الأمريكية خلال المفاوضات.
وأوضح الرئيس الفلسطينى خلال كلمته أمام وزراء الخارجية العرب، أنه لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسى شهد التأكيد على الدعم المصرى فى الحقوق الفلسطينية لإقامة دولة وفق قرارات الشرعية الدولية.
من جانبه أكد السفير سامح شكرى وزير الخارجية، على موقف مصر الثابت المناصر للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الرئيسية، وحصول الشعب الفلسطينى على حقوقه الكاملة والمشروعة التى حرم منها مع ثقتنا فى قدرته على تحقيق حقوقه، مشيرا إلى أن الشرعية الدولية ومقرراتها وعلى رأسها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، إضافة إلى مبادئ القانون الدولى الراسخة، وصولا إلى إنشاء دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، خاصة أن مقررات الشرعية الدولية التى اكتسبتاها فلسطين لا تخصها وحدها ولكنها تخص أساس المجتمع الدولى حفاظا على السلم والأمن الدوليين.
وأضاف شكرى، خلال كلمته فى الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، إنشاء الدولة الفلسطينية أحد المفاتيح لاستعادة السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط بما يسمح لها باللحاق بركب التنمية والرخاء ويساعد فى القضاء على الإرهاب الذى يرغب فى اختطاف هذه القضية لنشر الفوضى، مشددا على أن الأيادى العربية ممدودة بالسلام لأى طرف يسعى لتحقيق السلام الشامل على أساس الشرعية الدولية الراسخة، والتفاعل مع جهود السلام لتحقيق التطلعات الفلسطينية والعربية المشروعة، وفق موقف فلسطينى واضح يطرح الرؤية الفلسطينية والعربية بما يضمن حقوق الشعب الفلسطينى، وعلى النقيض فإن التأخير فى حل القضية من شأنه نشر الإحباط فى نفوس الشعب العربى، وفتح الباب أمام دعاة الإرهاب والتطرف، فى منطقة تشهد صراعات دامية متعددة.
وشدد سامح شكرى فى كلمته، على دعم مصر الثابت والكامل للقضية الفلسطينية العادلة والقيادة الفلسطينية الشرعية، وإصرارنا على إحلال السلام، وعودة حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة، من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على الأراضى الفلسطينية، وتحقيق السلام بما يحفظ الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط.
فيما أكد وزير الخارجية الأردنى أيمن الصفدى، أن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب يجب أن يخرج عنها موقف موحد يؤكد ثوابت السلام العادل على الأساس التى تضمن قبول الشعب به ليكون دائما، حل الدولتين على أساس الشرعية الدولية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل.
وأضاف وزير الخارجية الأردنى، خلال كلمته أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، أن بلاده ستكرس كل الإمكانيات للحفاظ على وضع القدس والحفاظ على هويتها العربية والإسلامية والمسيحية، والوضع التاريخى القائم قائلآ: "القدس مدينة السلام يجب أن تظل للسلام بعيدا عن الصراعات".
وشدد وزير الخارجية الأردنى، أن بلاده ستظل السند للأشقاء فى فلسطين فى سعيهم للحصول على حقوقهم المشروعة، مشددا على القضية الفلسطينية هى القضية المركزية الأولى، وحلها بما يبلى حقوق الشعب الفلسطينى يمثل حلا لتحقيق الاستقرار فى المنطقة.
وفى كلمته أكد الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية السعودى، على دعم بلاده للقضية الفلسطينية، وحصول الشعب الفلسطينى على حقوقه العادلة، قائلا: "نحن مع الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وأضاف الأمير فيصل بن فرحان، خلال كلمته أمام وزراء الخارجية العرب، أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى في السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية، مشددا على أنها ستبقى دوما داعما لخيارات الشعب الفلسطيني.