يبدو أن حالة القلق التى سببها انتشار فيروس كورونا، يدفع فى اتجاه استمرار حالة الاضطراب التى تشهدها الأسواق وحرة التجارة العالمية، مع تزايد مخاوف بشأن الأضرار الاقتصادية المحتملة لتفشي الفيروس، فى الوقت الذى اتجه المستثمرون لشراء الملاذات الآمنة.
فى هذا السياق، أوقف مستوردون فى مصر التعاقد على استيراد صفقات الثوم الصينى، خلال الفترة الحالية بسبب أزمة فيروس كورونا، والذى وأودى بحياة 213 شخصا في الصين وانتشر إلى ما لا يقل عن 22 دولة، بينما أصاب بالشلل عدة أقاليم في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وقال مصدر بشعبة المستوردين، إن الفترة الأخيرة مع انتشار المرض أوقف المتعاملون التوجه إلى الصين، للتعاقد على صفقات استيراداية منها الثوم الصينى، مشيرا إلى دخول الشحنات المتعاقد عليها قبل انتشار المرض.
وحذرت شعبة الأدوات المنزلية بالغرفة التجارية، أعضائها من السفر إلى الصين فى الفترة الحالية، تحت أى ظرف، وذلك تجنبا للإصابة بالمرض.
فى سياق متصل، شددت الهيئة العامة للرقابة على الواردات إجراءاتها بالتنسيق مع وزارة الصحة لاتخاذ تدابير احترازية كبيرة خلال الفترة الحالية لمواجهة أى تطورات فيما يتعلق بالواردات التى تدخل البلاد حاليا، وفق مصادر بالهيئة.
وأكدت المصادر، لـ"انفراد"، أنه يتم تجديد الإجراءات بالتنسيق مع الجهات المعنية، رغم أن الفيروس لا ينتقل فى المنتجات المستوردة، لأنها تظل مدة زمنية غير قليلة فى طريق وصولها إلى الموانئ المصرية.
وأكد حاتم النجيب نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة فى الغرفة التجارية، أن الثوم المستورد من الصين، والموجود بالأسواق حاليا آمن ولا داعى للخوف منه بسبب انتشار فيروس كرونا، مشيرا إلى أن الكميات المتواجدة فى الأسواق حاليا دخلت فى فترات سابقة قبل انتشار وظهور الفيروس.
وأضاف النجيب لـ"انفراد"، أن الثوم الصينى فى السوق المصرى آمن، ويخضع لرقابة قوية من هيئة الرقابة على الصادرات، عند دخول شحنات إلى مصر، ويتم فحصه بشكل جيد.
وقال إن كميات الثوم الصينى الموجودة بالأسواق كثيرة جدا، ولا يوجد معلومات كافية عن حجم الاستيراد منه، لكن هناك تواجد لهذا المحصول بكثرة فى الأسواق، وعلى الرغم من أن الثوم البلدى أفضل منه فى الخواص والفوائد، لكن الثوم الصينى أخذ حصلة من السوق المصرى، خاصة فى "الحضر"، لسهوله تقشيره وشكله اللافت، الذى يجذب ربات البيوت.
يذكر أن الصين تحتل المرتبة الأولى عالميا من حيث إنتاج الثوم بواقع 21.2 مليون طن، تمثل حوالى 40.1 % من الإنتاج العالمى، فى حين تنتج مصر نحو 280 ألف طن فقط بواقع 1.1 % من الإنتاج العالمى، وفق إحصاءات رسمية صادره نهاية 2018.
وعلى جانب آخر، أوضح المهندس مصطفى النجارى - أحد المصدرين - أن المستوردين الصينيين أنفسهم طالبوا إرجاء دخول صفقات من كافة الدول بما فيها مصر، بالنسبة للحاصلات الزراعية لحين اتضاح الرؤية بشأن انتشار المرض.
وأضاف لـ"انفراد"، أن حركة الاستيراد والتصدير إلى الصين تأثرت بصورة كبيرة من انتشار الفيروس، والمستورد الصينى نفسه وكذلك المصدرين هناك فى حالة ركود نسبى فى الفترة الحالية، لكن اتوقع فى حالة تلاشى والسيطرة على انتشار المرض، أن يتضاعف الطلب على التصدير والاستيراد من وإلى الصين.