تشهد مدينة إدلب السورية، تصعيد ضخم أدى إلى نزوح مئات الآلاف من تلك المدينة، فى الوقت الذى يحقق فيه الجيش السورى تقدما كبيرا فى المناطق التى تسيطر عليها المجموعات الإرهابية، حيث أكدت وكالة "سبوتنيك" الروسية، أن الجيش السوري يواصل عمليته العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة في ريف إدلب متقدما بشكل كبير نحو البوابة الجنوبية لمدينة "سراقب" الاستراتيجية بعد سيطرته على بلدة "مرديخ" و"تل مرديخ" التاريخي الذي يحتضن أحد أقدم الحضارات البشرية.
وقالت الوكالة الروسية، إن وحدات من الجيش السوري واصلت عملياتها العسكرية وسيطرت على بلدة مرديخ وتل مرديخ "مملكة إيبلا" جنوب مدينة سراقب بريف إدلب الجنوبي الشرقي بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي جبهة النصرة وأجناد القوقاز وحلفائهما في المنطقة، موضحة أن الطيران الحربي استهدف بكثافة خطوط إمداد المجموعات المسلحة المتجهة إلى المنطقة ما سهل تقدم الجيش السوري بريا باتجاه بلدة "مرديخ" وتلتها السيطرة عليهما بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي هيئة تحرير الشام وأجناد القوقاز.
ولفتت الوكالة الروسية، إلى أن وحدات من الجيش السوري تتابع تقدمها باتجاه مدينة "سراقب" التي تعد عقدة المواصلات البرية بريف إدلب الشرقي، وباتت وحدات من الجيش السوري على مسافة أقل من 2 كم فقط عن الأجباء الجنوبية للمدينة، حيث يحتضن تل مرديخ مملكة "إيبلا" السورية القديمة التي أزدهرت في منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، وامتدّت مناطق حكمها من الفرات شرقا حتى سواحل المتوسط غربا، ومن طوروس شمالاً وصولا إلى حماه جنوباً.
وأشارت وكالة سبوتنيك، إلى أن إيبلا هي أحد أوسع المواقع الأثرية الباقية من العصر البرونزي في غرب سوريا وأكثرها امتدادا، بدأت أعمال الحفر في 1965 وساهمت في تعزيز فهمنا لجذور حضارة المدينة التي تعود إلى القرن الثالث ق. م. ومملكة العمّوريين في النصف الأوّل من الألفية الثانية ق. م، كما ساهم اكتشاف محفوظات إيبلا في فتح آفاق جديدة بشأن دراسة الحضارات السورية القديمة، فيما كشفت الأبحاث الأثرية عن ألواح كتابة تعد الأقدم في التاريخ، وهي تسبق رقيمات مملكة ماري بنحو 400 سنة وأوغاريت بنحو 1000 سنة، وفقدت إيبلا مكانتَها واستقلالَها مع حضارتي ماري وكيش، وخضعت لأسرةِ شاروكين الأكّادي على يدِ الملك نارام سين وكان ذلك بعد أن أحرقَ المدينةَ كلّها حوالي عام 2250 ق.م.
وبشأن معاناة سكان مدينة إدلب السورية، أكد موقع العربية، تتجدد فصول المأساة التي يعيشها السوريين بشكل دوري، من الموت فالتهجير والنزوح والدمار ، حيث إن فصول الوجع هذه المرة يقع على إدلب التي تعيش منذ أيام تحت النار، فعلى وقع الضربات الأخيرة نزح أكثر من نصف مليون شخص خلال شهرين من المعارك والقصف في إدلب شمال غربي سوريا، وفق ما أحصته منظمة الأمم المتحدة.
وأشار موقع العربية، إلى أن المتحدث الإقليمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، ديفيد سوانسون، أكد أنه منذ الأول من ديسمبر الماضى، نحو 520 ألف شخص نزحوا من منازلهم، 80% منهم من النساء والأطفال.