لا يكاد يمر يوما إلا ويزداد الشارع العراقى سخونة فى ظل تعقد الأزمة العراقية، ورفض الشارع العراقى لتكليف محمد علاوى بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، حيث أكد موقع العربية، توافد آلاف الطلاب العراقيون، إلى ساحة التحرير وسط بغداد تلبية لدعوة اتحاد جامعات بغداد إلى "مليونية طارئة" تنطلق من وزارة التعليم العالى إلى العاصمة العراقية، وتعالت الأصوات فى "نفق التحرير" منددة بتكليف محمد علاوى بتشكيل حكومة جديدة، لاسيما أنه يعتبر محسوباً على الأحزاب فى البلاد، كما تولى مناصب وزراية سابقا، وامتلئ النفق بأعداد كبيرة من الحشود الطلابية الرافضة للأحزاب السياسية فى العراق.
وقال موقع العربية، إن بعض من أنصار التيار الصدرى، أو ما يعرف بـ"القبعات الزرقاء" تعمدوا الاعتداء مجدداً على المتظاهرين، وضرب من هتف ضد تكليف علاوى، فيما أظهرت مقاطع مصورة ضرب عدد من أنصار الزعيم الشيعى مقتدى الصدر، للمحتجين فى ساحة التحرير، فى حين هتف عدد من الطلاب ضد أنصار الصدر قائلين "منريدكم يا قبعة".
وتابع موقع العربية: أما فى الجنوب، فعمد عدد من المحتجين إلى قطع 3 جسور فى مدينة الناصرية، مركز محافظة ذى قار، فيما شهدت المحافظة مشاركة شيوخ العشائر والطلاب وبعض الكوادر التربوية والطبية فى مسيرات تندد بتكليف علاوي.
وأشار موقع العربية، إلى أن الدعوة الطلابية أتت بعد أن سقط الاثنين 5 قتلى فى صفوف المحتجين، بحسب ما أفادت مصادر للعربية. فى حين نقلت وكالة فرانس برس عن مصادر أمنية عراقية أمس، قولها أن محتجاً قتل طعناً خلال اشتباك بين المتظاهرين وأصحاب القبعات الزرقاء التابعين لزعيم التيار الصدرى، مقتدى الصدر جنوب بغداد، كما أصيب ثلاثة متظاهرين آخرين بجروح جراء ضربات بالعصى، وفق ما أوضحت مصادر طبية خلال الاشتباك الذى انتهى بتدخل القوات الأمنية وإبعاد أصحاب القبعات الزرقاء من مخيم الاحتجاج أمام مقر مجلس محافظة بابل.
ولفت موقع العربية، إلى تجدد الاعتداء، فجر اليوم الثلاثاء، حيث هاجم عناصر من "القبعات الزرق" بعض المعتصمين داخل خيامهم، قرب ساحة التحرير، وسط بغداد، ما أدى إلى إصابة عدد من الجرحى، وذلك بعدما تجددت اعتداءات أنصار زعيم التيار الصدرى مقتدى الصدر والمعرفين بـ"القبعات الزرق"، الثلاثاء، ضد المتظاهرين وعمدوا إلى ضرب من هتف ضد رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوى، خرج الصدر طالباً التزامها بالمهام المحددة لها واعتبر أن واجبات هؤلاء تأمين المدارس والدوائر الخدمية بشكل سلمى وليس الدفاع عنه.
وقال مقتدى الصدر فى تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمى على "تويتر": "القبعات الزرق واجبها تأمين المدارس والدوائر الخدمية سلمياً، وليس من واجبها الدفاع عنى وقمع الأصوات التى تهتف ضدي.. أخوتى القبعات الزرق واجبكم تمكين القوات الأمنية من بسط الأمن وحماية الثوار وحينئذ ينتهى دوركم.
وفى إطار متصل، قالت شبكة سكاى نيوز الإخبارية، إن حدة التوتر ازدادت ين المحجتين فى العراق، مع أنصار زعيم التيار الصدرى، مقتدى الصدر، فى ساحات الاحتجاج التى تشهدها مدن البلاد، بعد يوم من مقتل متظاهر خلال اشتباك بين الطرفين، ففى مدينة الديوانية بجنوب العراق تطور الخلاف الثلاثاء إلى مواجهات بين متظاهرين شباب مناهضين للنظام ومؤيدى الصدر، وفق "فرانس برس".
وتابعت شبكة سكاى نيوز الإخبارية: تدخلت قوات الشرطة لفصل الطرفين، لكن المحتجين أطلقوا هتافات مناهضة للصدر والسلطات العراقية وإيران، التى يتهمونها بدعم السلطة وعمليات قمع الاحتجاجات، بينما فى الناصرية أعيد افتتاح جميع المدارس بعدما نشرت قوات الشرطة المحلية دورياتها، وفقاً للمتحدث باسم مديرية التربية حليم الحسينى لكن الطلاب خرجوا إلى الشوارع مصرين على مواصلة احتجاجاتهم.
وأوضحت الشبكة الإخبارية، أن مقتدى الصدر أيد الاحتجاجات مع انطلاقها فى أكتوبر الماضى، لكنه كان متقلّب المواقف حيالها مراراً، ويختلف الآن مع متظاهرين آخرين حول تكليف محمد توفيق علاوى بتشكيل الحكومة، وأعلن الصدر دعمه تكليف علاوى، فيما رفضه المتظاهرون باعتباره قريباً جداً من النخبة الحاكمة التى يتظاهرون ضدها، فيما تصاعدت الاحتجاجات خلال اليومين الماضيين، بين متظاهرين شباب غاضبين من ترشيح علاوى وأنصار الصدر.
من جانبه أكد رعد المشهدانى، المحلل السياسى العراقى، أن أحد أبرز أسباب استمرار المظاهرات العراقية رغم اختيار محمد علاوى رئيسا للحكومة الجديدة، هو أن الشارع العراقى لم يختار محمد علاوى، ولكن الأحزاب السياسية هى من اختارته، كما أن التظاهرات العراقية مستمرة فى الشارع حتى تتحقق جميع المطالب المشروعة، موضحا أن الدستور العراقى كفل التظاهر فى حال وجود خروقات وفى حال وجود مفسدين.
وقال المحلل السياسى العراقى، فى تصريحات لـ"انفراد"، أن الحكومة العراقية يجب تغييرها من قبل الشارع العراقى، لافتا إلى أن الشارع ينتفض منذ شهر أكتوبر الماضى، وحتى الآن وهناك بعض الخروقات التى تم تسجيلها ضد المتظاهرين السلميين.
وأوضح المشهدانى، أن حكومة محمد علاوى لا تمثل المتظاهرين، إنما جاءت بناء على اختيارات الأحزاب العراقية، والأجندات الخارجية التى تمثل مصالحهم الخاصة فقط.