قبل أيام لم يكن أحد يعرف اسمه، وفى لحظة تحول إلى نجم بارز على أغلفة الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعى، بعد أن تفاجأ المصريون بتغريدة للسفير البريطانى لدى القاهرة "جون كاسن" يقول عنه فيها "الزهر لعب مع يوسف أنيس، أول طالب مصرى يتكرم من مجلس اللوردات فى لندن، مبروك على الإنجاز الرائع".
تكريم يوسف محمد أنيس محمد، 19 عاما، الطالب السكندرى، من مجلس اللوردات البريطانى جاء بعد حصوله على المركز الأول للمستوى المتقدم A level فى مسابقة science award عن العام الدراسى 2015 فى بريطانيا، والتفوق بشكل لافت خلال المنحة التى اختارته لها مدرسة Bosworth Independent College.
حاور "انفراد" الطالب المتواجد حاليًا فى ألمانيا، لدراسة تكميلية فى مجال الهندسة الطبية، ودراسة اللغة الألمانية، وقال عرفت بالجائزة شهر يناير الماضى، وسعادتى كبيرة بحديث اللورد "ليكسدين" رئيس اللجنة وعضو مجلس اللوردات، الذى قال عنى أننى مجتهد ومتفوق وتكلم عن نشاطاتى خارج المدرسة وأعمالى التطوعية، مؤكدًا أنه بعد الانتهاء من حديثه الرسمى جاء إلىّ وتحدث معى بصفة ودية وأكد لى "لازم تكمل دراستك فى إنجلترا ولازم ترجع مصر لما تخلص عشان تفيد بلدك".
وعن طموحاته، قال يوسف "أنا من أول ما طلعت وفى دماغى حاجة واحدة بس، إنى أتعلم عشان أقدر أرجع مصر فى يوم من الأيام وأفيد بلدى، عمرى ما فكرت إنى أفضل بره وأجرى ورا جنسية أو ورا إقامة، الحاجات دى مش مهتم بيها، أنا عشت فى مصر مواقف صعبة وثورة ونفسى أشوفها أحسن بلد فى العالم، ومستحيل إنى أفضل بره طول عمرى، أنا هارجع لمصر بس ناوى آخد أحسن علم ممكن فى الخارج عشان أقدر أفيدها بيه".
وعن تغريدة السفير البريطانى، قال يوسف "دمه خفيف جدا، عجبنى جدا طريقة تعبيره، بيحاول يقرب مننا ويتكلم بطريقة كلامنا ويقدر يتواصل معانا، أنا بشكره جدا عليها عشان عرف الناس بيا ومن غيره مكنش حد هيحس بيا ولا بالجائزة".
وتابع الحديث عن أسرته مؤكدًا أن والده دائمًا يسعى لوضعه فى أى طريق للنجاح، قائلا بشكره وهفضل طول عمرى مديون له، ماما هى اللى فهمانى على طول وفضلها عليا كبير وبتعرف ازاى تحمسنى وأركز لتحقيق هدفى ونفسى أحقق ليها اللى فى دماغها ونفسى أشوفها مبسوطة، أما "جدى" فهو أكبر واحد لعب دور أكاديمى فى حياتى، تعلمت على يديه الكثير وله كل الفضل لما وصلت إليه، وهو أول من وضعنى على الطريق السليم، ومن غيره مستحيل كنت أقدر أوصل للى وصلتله.
ووجه يوسف نصيحة لشباب وطلاب مصر، إحنا كلنا كويسين ومصر مش أقل من أى دولة فى العالم، ولازم نتعب ونجتهد عشان نوصل لمصر زى ما احنا عاوزينها دولة متقدمة".
أما والدة يوسف السيدة "هبة يونس"، فأعلنت فخرها بنجلها الذى شرفها وشرف أسرتها، فقالت "يوسف كان بيدرس فى المدرسة البريطانية فى الإسكندرية وبعد كدة جاتله منحة من مدرسة فى إنجلترا عملت اختبارات لبعض الطلاب واختارت يوسف لتكملة الدراسة فى بريطانيا، بفضل ربنا ثم مجهوده اجتهد وركز وحصل على أعلى درجات على مستوى إنجلترا فى مواد العلوم المستوى المتقدم "بيولوجى، كيمياء، فيزيا، رياضيات ولغة عربية" بنسبة 99 %، وكانوا سعداء أنه الوحيد اللى درس اللغة العربية على المستوى المتقدم.
وأضافت "يوسف شخص ملتزم دينيا ويحب القراءة، من صغره لديه طموح علمى غير عادى، ودائما ما كان مدرسوه يقولون "عامل زى السفنجة.. كل لما بتديله بياخد أكتر"، لعب فى فريق كرة اليد بنادى سبورتنج وشارك فى عدد من بطولات الأشبال فى مصر وخارجها"، وأوضحت: "فى السنة الثانية من دراسته فى إنجلترا اختاروه ليكون سفيرًا للطلبة الجدد وحلقة الوصل بين الطلبة وإدارة المدرسة لأنه يمتاز بشخصية اجتماعية".
وتابعت والدة يوسف "قررنا أن يكون الاستثمار فى يوسف وكان أحسن استثمار، دخلناه مدرسة قدرت فكره ومستواه العلمى المتميز، ولما ينجح فى خطوة يدعموه بخطوات أخرى، وأيضًا فى البيت وفرنا له كل ما يحتاجه من كتب وأدوات وسفر للخارج من أجل استكشاف الجديد، ومش هانسيبه غير لما يوصل للى هو عاوزه"، ولكن أكثر ما أسعدنى هو قول اللورد "ليكسدين" "مصر متواجدة بقوة فى مجلس اللوردات سواء بالطالب المصرى أو التمثيل الدبلوماسى".
وأوضحت والدة يوسف: أشقاؤه حسين 16 سنة فى المدرسة البريطانية، وفريدة 9 سنوات فى المدرسة الألمانية، لكن اهتماماتهما غير يوسف، حسين مهتم بالرياضة أكثر وبيلعب فى فريق كرة اليد بنادى سبورتنج، وفريق محافظة الإسكندرية ومرشح حاليًا للانضمام للمنتخب الوطنى للناشئين، أما فريدة فتسلك طريق يوسف العلمى".