دخلت أزمة المظاهرات العراقية منعطفا خطيرا فى ظل المواجهات المستمرة بين المتظاهرين العراقيين وأنصار التيار الصدرى الذى يتزعمه مقتدى الصدر، فى الوقت الذى بدأ فيه محمد علاوى، رئيس الحكومة العراقية المكلف، بلقاء بعض المحتجين، حيث أكد موقع العربية، أن رئيس الوزراء العراقى المكلف محمد علاوى التقى عشرات من ممثلى الاحتجاجات المطلبية التى تشهدها بغداد ومدن جنوبية ذات الغالبية الشيعية، منذ أكتوبر الماضى.
وقال موقع العربية، إن المحتجين طالبوا بإصلاحات سياسية أبرزها تغيير الطبقة السياسية الحاكمة، كما رفضوا ترشيح علاوى لرئاسة الوزراء كونه مرشحاً عن الأحزاب التى يحتجون ضدها منذ أشهر، حيث أعلن علاوى عند ترشيحه عن دعمه للاحتجاجات وحث المتظاهرين على التمسك بمطالبهم، وعقد محمد علاوى منذ بداية الأسبوع، سلسلة اجتماعات مع عشرات الممثلين عن التظاهرات فى المحافظات الثمانى المشاركة فى الاحتجاجات، وتعهد علاوى بإطلاق سراح جميع المتظاهرين المحتجزين بسبب التظاهر، وتعويض عائلات القتلى خلال أعمال عنف مرتبطة بالاحتجاجات، والعمل مع الأمم المتحدة لتنفيذ مطالب المتظاهرين.
وأشار موقع العربية، إلى أن محمد علاوى تولى منصب وزيراً للاتصالات مرتين منذ الغزو الذى قادته الولايات المتحدة عام 2003، لكنه استقال فى كلتا المرتين، متهماً رئيس الوزراء نورى المالكى آنذاك بغض النظر عن عمليات فساد فى العراق الذى يأتى بالمرتبة الـ16 بين الدول الأكثر فساداً فى العالم وفقا لمنظمة الشفافية الدولية، موضحا أن علاوى وعد وفود المتظاهرين بأنه سيتخذ إجراءات لمعالجة الفساد والقطاع العام من خلال تغيير حوالى 170 مسؤولاً حكومياً بالوكالة و450 مديراً عاما فى مختلف الوزارات، كما تعهد رئيس الوزراء المكلف بمنح ناشطين وزارتين كحد أعلى فى تشكيلة حكومته، التى يتعين عليها تشكيلها بموعد أقصاه الثانى من مارس، وبأنه سيأخذ برأى المحتجين فى خمس وزارات ضمن مجلس الوزراء المقبل.
وأوضح موقع العربية، أنه وفقاً للدستور العراقى، يجب أن يمنح علاوى الثقة عبر تصويت البرلمان لتبدأ بعدها الفترة الرسمية لولايته وحتى ذلك الحين، لا يمكن لعلاوى اتخاذ قرارات وتنفيذ وعود الإصلاحات التى تعهد القيام بها.
من جانبها أكدت شبكة سكاى نيوز الإخبارية، أنه بعد تبنى أنصار زعيم التيار الصدرى مقتدى الصدر، ارتداء القبعات الزرقاء، قرر المتظاهرون فى المدن العراقية ارتداء القبعات الحمراء، ردا عليهم، حيث انتشرت فيديوهات مؤخرا لأصحاب القبعات الزرقاء، وهم يعتدون على المتظاهرين السلميين فى الساحات الرئيسية فى العراق، الأمر الذى أثار الشارع العراقى تجاههم، فيما قرر الشباب المحتجين فى محافظة واسط، التظاهر مرتدين قبعات حمراء، دلالة على دماء ضحايا الاحتجاجات العراقية، وردا على القبعات الزرقاء التى هاجم عناصرها المحتجين.
وقالت الشبكة الإخبارية، أن جنوب العراق، شهد تطورات متسارعة فيما دعت مجموعات من الحراك الاحتجاجى فى البلاد إلى تظاهرة حاشدة فى بغداد، رفضا لسلوك ما يعرف بأصحاب القبعات الزرقاء، حيث جاءت هذه الدعوة عقب استيلاء أصحاب القبعات الزرقاء من اتباع التيار الصدرى على المطعم التركى، وهو مبنى مهجور يقع قرب ساحة التحرير فى بغداد، ويعتبرونه خط دفاع عنهم فى وجه القوات الأمنية.