بعد أيام قليلة من توتر العلاقات التركية الفرنسية على وقع استمرار أردوغان إرسال المرتزقة إلى ليبيا، واتهام الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون له بعدم الالتزام بتعهداته، توترت العلاقات بين تركيا وروسيا على إثر التصعيد الذى تشهده مدينة إدلب السورية بين الجيش السورى والقوات التركية، حيث ذكر موقع العربية، أن محافظة إدلب، شهدت تصعيداً خطيراً خلال الساعات الماضية، قبل أن تلجم الأوضاع بتأكيد روسي على التنسيق مع الأتراك، إلا أن خسارة تركيا لـ6 جنود بقصف للنظام السوري، أثار حفيظة الرئيس التركي، تجاه الحليف الروسي، فعمد إلى مناكفة عابرة من أوكرانيا.
وقال موقع العربية، إن الوضع المتأزم في إدلب أدى إلى توتر العلاقات بين أنقرة وموسكو، التي تعززت منذ 2016 بفضل تعاونهما في ملف سوريا حتى، وإن كانا يدعمان طرفين مختلفين، موضحا أن الدليل على أن الحوار لم ينقطع تحدث وزيرا خارجية تركيا مولود تشاوش أوغلو وروسيا سيرجي لافروف، هاتفياً، حيث ذكرت الخارجية الروسية، أن المسؤولين بحثا فى التفاصيل التسوية السورية مع اهتمام خاص بالوضع في منطقة إدلب
ولفت موقع العربية، إلى أن المواجهات بين الجيش السورى والقوات التركية بدأت عندما سيطرت قوات النظام على قرية جوباس غرب سراقب، حاولت بعدها التقدم باتجاه طريق حلب – اللاذقية الواقع شمال سراقب، فتحركت القوات التركية المتواجدة في حاجز "حميشو" وتقدمت باتجاه قرية واقعة عند هذا المفرق، لمنع قوات النظام من التقدم في المنطقة، حينها استهدفت قوات النظام المتقدمة القوات التركية، الأمر الذي أدى لمقتل 6 جنود أتراك باعتراف الأتراك وإصابة 9 آخرين، في المقابل استهدفت القوات التركية مواقع لقوات النظام.
وأشار موقع العربية، إلى أن تركيا كانت تريد من روسيا إعطاءها عين عيسى وعين العرب، لكن الأخيرة رفضت، وعندها انزعج أردوغان، لافتة إلى أن تركيا تقيم 12 نقطة مراقبة في المنطقة بموجب اتفاق مع روسيا، فيما كثف النظام السوري المدعوم من روسيا هجومه على إدلب في الأسابيع الأخيرة.
من جانبها، أكدت شبكة سكاى نيوز الإخبارية، أنه على الرغم من محاولة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتن، والتركي رجب طيب أردوغان، إظهار علاقاتهما بصورة جيدة، إلا أن الخلافات العميقة بين الطرفين بدأت تظهر علنا، حيث يتبنى البلدان رؤى مختلفة في معالجة عدد من الملفات الأساسية، في سوريا وليبيا وأوكرانيا، وتتفقان في ملفات صفقة "نظام الدفاع الجوي إس- 400"، وخط الغاز بينهما، ومواجهة العقوبات الأمريكية، مع هذه الملفات التوافقية، فإن الخلافات كانت موجودة من قبل وتحت السيطرة نوعا ما، غير أن التباين بشأنها بدأ يأخذ مساراً تصاعدياً.
وقال الشبكة الإخبارية، أن منطقة خفض التصعيد، في الأيام القليلة الماضي، شهدت استهدافا مباشرا متبادلا بين القوات السورية والتركية، فقد أدى قصف سوري إلى مقتل عدد من الجنود الأتراك في إدلب، وردت تركيا بقصف أهداف للجيش السوري، وتبادلت موسكو وأنقرة بيانات التحذير والرد والرد المضاد.
من ناحيتها، ذكرت وكالة سبتونيك الروسية، أن وزارة الخارجية السورية أصدرت بيانا، للرد على إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دخول القوات التركية إلى شمال حلب بموجب اتفاق أضنة، حيث أكد البيان أن الجمهورية العربية السورية تستهجن إصرار رئيس النظام التركي أردوغان على الاستمرار بالكذب والتضليل إزاء سلوكياته في سوريا، وخاصة إدعاءه فيما يتعلق بدخول قواته إلى شمال حلب بموجب اتفاق أضنه لمكافحة الإرهاب.
وأشار البيان، إلى أن سوريا تؤكد أن اتفاق أضنة يفرض التنسيق مع الحكومة السورية باعتباره اتفاقا بين دولتين، وبالتالي لا يستطيع أردوغان وفق موجبات الاتفاق التصرف بشكل منفرد.