بتوجيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فى ختام زيارته للقاهرة، بتقديم مبلغ 4 مليارات دولار دعما لمصر، 2 مليار منهما توجه للاستثمار فى عدد من المجالات التنموية فى مصر، وباقى المبلغ يتم إيداعه فى البنك المركزى المصرى لدعم الاحتياطى النقدى المصرى.
وذكرت وكالة الأنباء الإمارتية، أن الدعم يأتى فى إطار التعاون والتنسيق الاستراتيجى بين البلدين، ومن منطلق موقف دولة الإمارات الثابت فى دعم مصر وشعبها لتعزيز مسيرة البناء والتنمية، وتقديرا لدورها المحورى فى المنطقة.
وجدد الشيخ محمد بن زايد موقف الإمارات الداعم لمصر وشعبها فى تحقيق تطلعاته فى الاستقرار والتنمية والبناء، مشيرا إلى أن مصر تعد ركيزة للاستقرار وصمام أمان للمنطقة بما تمثله من ثقل استراتيجى وأمنى ودورها الريادى فى المنطقة.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسى، قد استقبل أمس الخميس، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبو ظبى ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وأشاد بالمواقف المشرفة التى تتخذها دولة الإمارات العربية المتحدة، لدعم مصر ومساندة إرادة شعبها، تحت القيادة الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة. وطلب الرئيس نقل تحياته وتقديره للشيخ خليفة، متمنياً لدولة الإمارات الشقيقة، قيادة وشعباً، مزيداً من الرخاء والتقدم.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد عن سعادته بزيارة مصر، ونقل للرئيس تحيات وتقدير الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، متمنياً لمصر وشعبها كل النجاح والتوفيق وتحقيق مزيد من النمو والازدهار.
وتم خلال اللقاء التباحث بشأن العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف أصعدتها السياسية والاقتصادية والتنموية، وسبل تنميتها وتطويرها للارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزاً من التعاون والتنسيق الاستراتيجى بين البلدين بما يخدم مصالح الدولتين والشعبين الشقيقين، لا سيما فى ضوء الظروف التى تمر بها المنطقة، والتى تتطلب تضافراً للجهود وتعزيزاً للتكاتف ووحدة الصف العربى فى مواجهة التحديات المختلفة، خاصة تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.
وجدد الشيخ محمد بن زايد خلال اللقاء، موقف بلاده الداعم لمصر سياسياً واقتصادياً، والمؤيد لحق الشعب المصرى فى التنمية والاستقرار والنمو، مشيراً إلى أن مصر تعد ركيزةً للاستقرار وصماماً للأمان فى منطقة الشرق الأوسط، بما تمثله من ثقل استراتيجى وأمنى فى المنطقة، وهو الأمر الذى يضاعف من أهمية مساندتها فى تلك المرحلة الفارقة.
واستعرض الرئيس السيسى، آخر التطورات على الساحة الداخلية، حيث أجرت مصر استحقاقات خارطة المستقبل، وأنجزت بناء مؤسسات الدولة التى اكتملت بانتخاب مجلس النواب الجديد. كما عرض الرئيس لمشروعات التنمية الشاملة التى تنفذها مصر فى مختلف المجالات، والتى تشمل تنمية سيناء، وإنشاء المدن الجديدة، واستكمال الشبكة القومية للطرق وتطوير وبناء الموانئ والمطارات لتيسر حركة التجارة وتصدير مختلف المنتجات إلى الأسواق العربية والأفريقية والأوروبية، بالإضافة إلى مشروع تنمية منطقة قناة السويس وما يشمله من مشروعات ومناطق صناعية واقتصادية خاصة، علاوةً على مشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان. واستعرض الرئيس كذلك الإجراءات التى تتخذها الدولة من أجل تهيئة البيئة الجاذبة للاستثمار، فضلاً عن جهود توفير الطاقة اللازمة سواء للمواطنين أو لقطاع الصناعة، منوهاً إلى حرص الدولة على جذب الاستثمارات العربية والأجنبية، وترحيبها بالمستثمرين الإماراتيين فى مصر.
وأكد الشيخ محمد بن زايد، أن الإمارات حريصة على مزيد من تعزيز علاقاتها مع مصر على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية، لافتاً إلى ما تتمتع به مصر من مقومات اقتصادية، فضلاً عن تنفيذها استراتيجيات استثمارية مشجعة تصب فى صالح نمو الاقتصاد المصرى.
وتوافقت رؤى الجانبين بشأن أهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التى تشهدها بعض دول المنطقة، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية واليمن وسوريا وليبيا، بما يحافظ على كيانات ومؤسسات تلك الدول ويحمى وحدتها الإقليمية ويصون مقدرات شعوبها.
وأكد الجانبان أهمية تضافر جهود المجتمع الدولى من أجل إيجاد الحلول السلمية للصراعات التى تشهدها دول المنطقة، بما يساهم فى إرساء الأمن وتحقيق الاستقرار والتنمية للشعوب العربية.